وزير الدفاع السوري: الاجتماع الثلاثي كان ناجحاً جداً وحاسماً
أعرب أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني عن إرتياحه لما حققه الاجتماع الثلاثي لوزراء دفاع ايران وروسيا وسورية من إنجازات، معلنّاً عن تعزيز التنسيق العسكري لمكافحة الارهاب التكفيري.
شمخاني أكد خلال لقائه وزير الدفاع السوري العماد فهد جاسم الفريج، أنّ المزيد من تفعيل الطاقات السياسية لدى هذه الدول الثلاث، يهدف التوصل لآلية شاملة لوقف الحرب و سفك الدماء، وهنأ الوزير السوري بالانجازات المتواصلة التي حققها الجيش السوري والدفاع الشعبي في سورية في تطهير مناطق مختلفة من العناصر الارهابية.
المسؤول الايراني أكد مواصلة دعم ايران لسورية، لاجتثاث جذور الجماعات الارهابية فيها، وقال «أن سورية تحولت إلى ساحة لمكافحة فتنة خطيرة للغاية إن لم يتم احباطها فإنها ستنشر جذورها في العالم باكمله».
من جهة أخرى، اعتبر شمخاني روية أميركا وحلفائها الغربيين والإقليميين السياسية وغير البناءة اتجاه الازمة السورية، بأنها زادت من حدة التوترات السياسية والعسكرية في سورية، وقال «إن تقديم الدعم للجماعات الإرهابية وفي الوقت نفسه عرض حلول سياسية لتسوية الأزمة في سورية يعد تناقضاً صريحاً يضع علامات إستفهام أمام مصداقية هذه الدول».
شمخاني أشار إلى أنّ مواصلة المحادثات السورية – السورية للتوصل إلى مبادرة سياسية تتفق عليها جماعات سياسية في سورية تمثّل الحل الوحيد لتسوية الاأزمة هناك.
من جهته، وصّف الفريج الاجتماع الثلاثي بأنّه ناجح و حاسم، مشدداً على أنّ عملية التنسيق الوثيق بين هذه الأطراف الثلاثة ستستمر على مختلف الأصعدة في إطار برامج جديدة للتعاون بينهم.
هذا و كان شمخاني قد أكد في وقت سابق خلال لقائه وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، أنّ الاجتماع الثلاثي في طهران دليل على الإرادة الراسخة للدول الثلاث لمواجهة الإرهاب.
وقال إنّه «من الضروري أنّ أعرب عن تقديري للسياسات والإجراءات الشجاعة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لدعمه الفاعل والمؤثر للتصدي الشامل للإرهاب في سورية»، و أشار إلى تزايد التعقيدات السياسية والأمنية في الأزمة السورية التي تسببت في استمرار آلام وقتل الشعب السوري، وقال إنّ «أسلوب المواجهة ومسيرة التأثير الأميركي وحلفائها الغربيين والإقليميين على الأزمة السورية تُشير إلى أنّ هدفهم هو مجرد توفير هامش أمن للكيان الصهيوني واجراء استعراضات إعلامية ودبلوماسية للتأثير على الرأي العام لصالح أهداف سياسية وانتخابية».
واعتبر شمخاني التعاون الوثيق والمؤثر والمتنامي بين البلدان الثلاثة وتيار المقاومة بأنه العامل الرئيسي لهزيمة الشبكة الإرهابية وتدميرها الملحوظ في المنطقة، و على المجتمع الدولي أن يتماشى ويدعم الجهود ويجند كافة طاقاته لمعاقبة وتقييد الدول التي تساعد بشكل خفي وعلني، على تعزيز قدرة الإرهاب التكفيري.
من جانبه أعرب شويغو عن شكره للمبادرة الإيرانية لعقد الاجتماع، وقال إنّ «التصدي الشامل للإرهاب هو مسؤولية دولية يجب على جميع الدول أن تشارك فيه لإيجاد عالم أكثر أمناً».
وأكّد شويغو ارتياحه للحوار والتنسيق الذي جرى في اجتماع طهران، معرباً عن أمله بأن يسفر الاجتماع عن رفع مستوي التعاون بين الدول الثلاث في مسيرة مواجهة الإرهاب وإحلال الأمن والاستقرار المستديم في سورية.
في غضون ذلك، أكدت وزارة الخارجية الروسية أنّ الهدنة في سورية ما زالت صامدة، رغم استمرار الاستفزازات من قبل الإرهابيين، ولا سيما في حلب وريفها.
وأوضحت ماريا زاخاروفا الناطقة باسم الخارجية، أنّ هذه الاستفزازات تستهدف إحباط نظام وقف الأعمال القتالية الذي دخل حيز التنفيذ في سورية أواخر شباط الماضي، واستطردت قائلة «بدأت فصائل «جبهة النصرة» الإرهابية بدعم من مسلحي «أحرار الشام» والتنظيمات المشابهة بهجوم جديد على مواقع القوات الحكومية السورية في شمال حلب وجنوبها، في خرق لنظام وقف الأعمال القتالية».
وتابعت زاخاروفا أنّ هدف هذا الهجوم بات واضحاً، وهو يتمثل في محاصرة أحياء المدينة الخاضعة لسيطرة الحكومة السورية، ولفتت في هذا الخصوص إلى تقارير صحفية عن مشاركة قرابة ألفي إرهابي في المعارك بحلب تحت قيادة مستشارين عسكريين أتراك.
كما تحدثت الناطقة الروسية عن تسجيل تحركات مكثفة لشاحنات تحت حراسة مشددة من جانب الحدود التركية إلى شمال ريفي حلب وإدلب، واعتبرت أنّ ذلك كله يبدو كأنه «طعنة جديدة في ظهر الجيش السوري».
وفي السياق، أفاد مركز المصالحة الروسي في حميميم باللاذقية بأنّ طفلاً قتل وأصيب 8 مدنيين بقصف لمسلحين من تنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي في محافظة حلب الليلة الماضية.
وأوضح المركز أمس، أنّ بلدة حندرات وحي الشيخ مقصود في حلب تعرضا لقصف عشوائي باستخدام مدافع هاون، ما أدى إلى مقتل طفل وإصابة 8 مدنيين وإلحاق أضرار بـ 5 مساكن.
وأشار إلى أنّ عناصر «جبهة النصرة» تواصل قصف حي الشيخ مقصود من منطقة المركز التجاري «كاستيلو» التي كانت سابقاً تسيطر عليها قوات «المعارضة المعتدلة»، مضيفاً أنّ القصف باستخدام مدافع الهاون طال مواقع للقوات الحكومية والوحدات الكردية وكذلك مساكن مدنيين.
من جهة أخرى ذكر المركز الروسي أنّ مواقع للجيش السوري جنوبي حلب تعرضت لهجمات إرهابيين، مشيراً إلى أنّ الإرهابيين يستخدمون في هجماتهم أسلحة نارية ومدافع هاون ومدافع للدفاع الجوي وراجمات قذائف.
ميدانياً، أحرزت وحدات الجيش السوري بدعم من قوات نسور الزوبعة و صقور الصحراء و مغاوير البحر، تقدماً جديداً و مهماً في ريف الرقة الغربي، تمثل بالسيطرة على مثلث الرصافة الاستراتيجي الذي يبعد عن مطار الطبقة 20 كم.
و استطاعت القوات بعد هجوم مباغت أمس، استطاعت السيطرة على محطة كهرباء الرصافة ومركز تجميع ومضخات البترول، وحقل الواهب النفطي وحقل حباري – صفيان النفطي، وقرى الافابوس وبير قليب.
وفي سياق متصل، تمكنت قوات سورية الديمقراطية، من تحقيق تقدم ومحاصرة مدينة منبج بشكل كامل، أمس، بعد 11 يوم على بدء حملة السيطرة على المدينة.
وأكملّت القوات حصار منبج بالسيطرة ناريا على طريق منبج الغندورة، في شمال غرب المدينة، بعد سيطرة قوات سورية الديمقراطية على طرق منبج عين عيسى، منبج الرقة، منبج جرابلس، منبج الباب حلب.
واكتمل الحصار بسيطرة مقاتلي الديمقراطية على قرية مدني الصغير غربي منبج والقريبة من المدخل الغربي للمدينة، وبذلك طوّق المقاتلون في جبهة قرقوزاق وجبهة سد تشرين منبج بالكامل.
وقد تمكنت قوات سورية الديمقراطية من تحقيق مزيد من التقدم خلال الليلة الماضية، بدعم من طائرات التحالف الدولي التي استهدفت مواقع للتنظيم في المنطقة ومفخختين له قرب جامعة الاتحاد، واستطاعت القوات السيطرة على أكثر من 10 قرى ومزارع، ليرتفع إلى نحو 90 عدد القرى والمزارع التي تمت سيطرتها عليها منذ الـ 31 من أيار، فيما تم العثور على جثث 12 عنصراً من تنظيم «داعش» ليرتفع إلى 159 عدد «الدواعش» الذين قتلوا خلال 11 يوماً من المعارك في مدينة منبج، كذلك ارتفع إلى 22 عدد مقاتلي الديمقراطية الذين قتلوا في المعارك.
جاء ذلك في وقت أعلن المتحدث العسكري الأميركي، كريس غارفر، أنّ قوات سورية الديموقراطية ستبدأ هجومها على مدينة منبج بشمال سورية في غضون أيام، لإفساح المجال أمام هجوم محتمل على معقل تنظيم «داعش» في الرقة.
وقال المتحدث الأميركي في اتصال عبّر الدائرة التلفزيونية المغلقة مع الصحفيين «بالوتيرة التي يتقدمون بها والسرعة التي يتفوقون فيها على العدو، أعتقد أنّ الهجوم على منبج سيبدأ في غضون أيام»، مضيفاً أنّ «القوات التي ندعمها تركز على منبج الآن ونحن نقدم الدعم لهم هناك».
إلى ذلك، كشّف مصدر كردي أنّ فرنسا بدأت ببناء قاعدة عسكرية لقواتها المتواجدة في مدينة عين العرب بريف حلب الشمالي الشرقي. وقال أنّ «الفرنسيين بدأوا ببناء قاعدة على غرار القاعدة الأمريكية، مضيفاً أنّ القاعدة الفرنسية ستبنى على هضبة «مشتى نور» المطلة على مدينة عين العرب من الجهة الجنوبية الشرقية، وتتضمن بناء قامة الخبراء والمستشارين العسكريين الفرنسيين المتواجدين في المنطقة.
كما تحدث المصدر عن وجود خبراء فرنسيين وبريطانيين في ريف منبج، إلى جانب الخبراء الأميركيين الذين يقدمون المشورة لـ»قوات سورية الديمقراطية» في حربها ضد تنظيم «داعش».