محور المقاومة يُخرج أوروبا من لعبة الأمم ويُفكك الدولة السعودية…!
محمد صادق الحسيني
بعض رسائل السيد نصرالله إلى العالم في يوم بدر الدين وسيف ذو الفقار:
– واشنطن وتابعاها التركي والسعودي يخسرون آخر المعارك في حلب…
– والرياض تحاول الانتقام لهزائمها في شرق المتوسط والعراق على مسرح صنعاء والمنامة…
– من المنامة إلى لندن وبالعكس، دمشق تهزم صنّاع سايكس بيكو وتفضح حقيقة آل سعود…
– أن يضيق صدر السعودي بحراك البحرين السلمي إلى درجة إعلان الحرب عليه يعني أنه خسر الرهان نهائياً على إسقاط الأسد…
من جانب آخر فإنّ خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي يعني أنّ ائتلاف الحرب على سورية بدأ يترنّح في أقوى حلقاته الأوروبية وارتدادات الزلزال السوري باتت تدق عواصم أوروبا كلها…
هي السنن الكونية دائماً، أن تُهزم السعودية في الفلوجة وحلب يعني اقتراب المنامة من حلم الحرية والتحرّر من هيمنة آل سعود…
وما رسمته بريطانيا للغير على مدى قرن كامل على قاعدة «فرّق تسد» بدأ يرتدّ عليها اليوم، والحبل على الجرار من اسكتلندا إلى ايرلندا…
بعيون عربية شامية يعني أنّ سايكس – بيكو إلى السقوط المريع على وقع ضربات الهلال الخصيب والدولة السعودية الثالثة على شفا الهاوية…
هذه هي خلاصة مكثفة لنتائج الحرب الكونية على قلب العالم المتمثل في بلاد الشام…
خمس سنوات عجاف وهم يعبثون بمقدرات العالم من أجل تمزيق شرايين مركز ثقل الدنيا…
بعد رحيل الكثيرين من رموز العدوان وخروجهم من المسرح السياسي يصل الدور اليوم إلى الكيانات العدوانية لتبدأ رحلة التقهقر الطويلة…
كل ما سمعتموه أو ستسمعونه من مشكلات اقتصادية أو أزمات مالية أو تراجع للطبقة الوسطى في واقعة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي ليس إلا بعضاً من أبعاد الفشل الاستراتيجي في الحرب الكونية على محور المقاومة في قلبها النابض: شام شريف…
وكلّ ما سمعتموه أو ستسمعونه من الآن فصاعداً من تنامي الشعور لدى الأسرة الحاكمة في الرياض بالخيبة والاكتئاب واحتدام الصراع على السلطة في الدرعية وتداعياته المتمثلة في غضبها على اليمنيين والبحرينيين إنما سببه خسرانها لكلّ حروبها الخارجية على بلاد الرافدين وبلاد الشام وإيران…
لقد بدأ العدّ العكسي لخروج أوروبا من لعبة الأمم بعد أن أصرّت على ذيليتها لواشنطن…
تماماً كما بدأ العدّ العكسي لخروج أسرة آل سعود من المسرح السياسي العربي بعد أن انتهى دورها الوظيفي التاريخي لدى واشنطن بمثابة الحليف الاستراتيجي لتصبح مجرّد معبر استراتيجي يمكن تركيب أي سلطة فيه لحماية ما تبقى من نفوذ ومصالح استراتيجية للسيد الغربي…
وهكذا تبدأ رحلة الضمور والأفول لنجم الدولة التي ترعرعت تحت مظلة سايكس بيكو ووعد بلفور…
يُجمع المتابعون للشأن الأوروبي بأنّ واقعة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، بأنها خطوة أولى في تفكك أوروبا التقليدية العجوز..
وانّ إعادة تشكل القارة القديمة قد بدأ بالفعل، ولكن على أنغام صعود قوى عالمية جديدة سيكون العالم الإسلامي واحداً من أهمّ أركانها إلى جانب قوى دولية جديدة منها أورو آسيوية ومنها آسيوية خالصة بما يشير إلى انتقال مركز الثقل العالمي من الغرب إلى الشرق…
لا يختلف اثنان اليوم بأنّ من أهمّ أسباب اشتعال حرب السعودية على اليمن، وكذلك ضيق صدر حاكم الرياض الجديد سلمان بحراك البحرين وفقيه ثورتها السلمية المدنية إنما هو بسبب خسارته رهاناته الشامية كافة بسيناريواتها كلّها…
كما لا يختلف اثنان اليوم بأنّ واقعة استفتاء البريطانيين على الخروج من الاتحاد الأوروبي، إنما في جوهرها تعبّر عن وصول شريحة كبرى في أوروبا كلها وليس بريطانيا، بأنّ طريق خلاصها هو بالانكفاء عن تداعيات الحرب على بلاد الرافدين وبلاد الشام…
وكلا الأمرين ما كانا ليقعا لولا ذيلية كلّ من الرياض ولندن للسياسات الأميركية المتهوّرة التي تدفع كلتا العاصمتين اليوم بعض أكلاف خسارة واشنطن الاستراتيجية لحربها المعلنة والمفتوحة على محور المقاومة…
في هذه الأثناء تبدو روسيا الصاعدة على خط زلزال أوروبي أميركي مزدوج هي الرابح الأول والأساس في كلّ ما جرى ويجري لأقمار شمس أميركا الغاربة رويداً رويداً….
هي السنن الكونية التي كما سبق وأسلفنا مراراً وأكدها بالأمس سيد المقاومة في تحليله العميق وتقديره الثاقب للموقف:
نحن أصحاب المشهد الدمشقي مَن يحدّد سقف العالم الجديد، ونحن أصحاب المشهد الدمشقي من يهلك ملوكاً ويستخلف آخرين
ولولا صمودنا الأسطوري كجيش عربي سوري وحلفائه وأصدقائه المقرّبين من حرس الثورة الإيراني وحزب الله والمقاومة الإسلامية وقوى حية مقاتلة من العراق وغيره لما وصل العالم إلى ما وصل إليه اليوم من معادلات جديدة تشي بغروب عالم قديم ونهوض عالم جديد…!
بعدنا طيّبين قولوا الله.