يوم القدس.. ثقاب الجلجلة!!
نظام مارديني
أسمان لم يفارقا الأمام الخميني قبل خلع شاه إيران وبعده، هما القـدس وفلسطين، مؤكداً بذلك القيم والمبادئ لثورته بمرتكزاتها التي أسقطت العَلَم الصهيوني ورفعت العَلَم الفلسطيني.
ولكن لا يمكن النظر إلى القدس إلا باعتبارها عنواناً روحياً فلسطينياً بامتياز، مثلها مثل بيت لحم، وكل أرض فلسطين المقدسة.
من هذا المنظور الذي كرّسه الإمام الخميني، نحتفي بيوم القدس العالمي الذي هو يوم لمراجعة المرحلة وتقييمها، والوقوف عند متطلّباتها، فالصراع حول فلسطين ومحيطها القومي لم يكن يوماً صراعاً عادياً وسهلاً يمكن الركون إليه لتحقيق أهدافه صدفة، بل هو صراع يقتضي قدراً عالياً من التنظيم وبناء القوى، ولكي يتحقق ذلك فإننا مطالبون بما يلي:
– سياسة جبهوية توحّد كل قوى المقاومة وترفض الانقسام بين فصائلها جميعاً.
– تكريس سياسة المواطنة التي تحترم فيها الشخصية الوطنية للمواطن الفلسطيني، وترفض كل أساليب العسف المادي والمعنوي تجاهه، وتحترم حقوقه ومعتقداته ولا تتدخّل في شؤونه الخاصة، ولا تمسّ كرامته.
– سياسة وطنية قومية ترفض كل أنواع التطبيع التي تجري على مستوى الداخل الفلسطيني، كما على المستوى القومي والعربي.
– سياسة ترفض كل مبادئ أوسلو وعزل رموزها الخيانية، وتكريس مفهوم أن المقاومة هي «القول الفصل في اثبات الحق القومي أو أنكاره». وإن حربنا مع هذا العدو هي حرب وجود لا حرب حدود.
– سياسة رفض كل مبادرات التسوية «عربية أو فرنسية أو فلسطينية» والتي هدفها تصفية القضية الفلسطينية.
إذا أردتم أن تعرفوا شكل القضية الفلسطينية، انظروا إلى محمود عباس، وإذا اردتم أن تعرفوا شكل الفضيحة الفلسطينية، انظروا الى صائب عريقات؟
إذا كان عرفات وضع القضية في الزجاجة الديبلوماسية وأقفل عليها.. فإن كل حَمَلة السكاكين هم في رأي خليفته عباس قتلة للقضية.
في السبعينات من القرن الفائت كان نايف حواتمة يحاول إقناع البعض، كيف يمكن أن تقوم دولة ديمقراطية في «إسرائيل».. هذا هو السبيل لطرد يهوه من الهيكل وإحلال كارل ماركس محله.
يعرف الفلسطينيون مَن تمسَّح على عتبات تسيبي ليفني، من قادة فلسطين والعرب، ومن أهدى هذه الأفعى عقداً من ألماس، وآخر كاد يُهديها حقلاً من النفط، من أجل ليلة ليلاء، ومَن هو الذي عرض على بنيامين نتنياهو إعادة بناء هيكل سليمان على نفقته، وبخشب أرز يُستورد من المغرب هذه المرة.. ولسان حال هؤلاء يقول إن أفضل حل للقضية الفلسطينية هو في إبادة الفلسطينيين!
أي عار نحن فيه الآن حين يقول أمير من مشيخة عربية «مستقبل العرب إسرائيل»!
يدرك قادة التسوية، من جماعة رام الله والمشيخات الخليجية، الذين يملأون الفضائيات بالكلام المعسول، أن أحداً منهم لا يمكن أن يصل إلى البيت الأبيض قبل أن يصبح «إسرائيلياً».. التوراة هي روح أميركا. وكأنه يقول أميركا هي «إسرائيل الكبرى»، و«إسرائيل» هي أميركا الصغرى.
عن يوم القدس الذي تحلّ اليوم ذكراه في الجمعة الأخيرة من رمضان كل عام، يقول الإمام الخميني: «إنه اليوم الذي سيكون مميّزاً بين المنافقين والكثيرين…».