دمشق تردّ على غزل أنقرة: التصريحات لا تكفي
لفت رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم، إلى أنّ بلاده واثقة من استعادة علاقتها الطبيعية مع سورية والعراق، معتبراً أنّ البلدين بحاجة إلى الاستقرار حتى تنجح جهود مكافحة الإرهاب فيهما.
يلدريم قال في كلمة ألقاها، خلال الاجتماع الموسع لرؤساء فروع حزب «العدالة والتنمية» الحاكم في تركيا، أمس، «نعتزم توسيع صداقاتنا في الداخل والخارج، ولقد بدأنا في فعل ذلك خارجياً، حيث أعدنا علاقاتنا مع إسرائيل وروسيا إلى طبيعتها، ومتأكد من عودتها مع سورية أيضاً».
وتابع يلدريم «لابد من إرساء الاستقرار في سورية والعراق، وأن تكون فيهما إدارة سياسية قويّة، يمثل فيها جميع أخوتنا هناك، وهذا لا مفر منه، حتى يتسنى لنا النجاح في مكافحة الإرهاب».
ولفت رئيس الوزراء التركي بحسب ما نقلت عنه وكالة الأناضول الرسمية التركية، إلى أنّ «الشعب التركي والإنسانية جمعاء تنتظر من الدول الفاعلة في المنطقة، وقوات التحالف، وشركاء تركيا الاستراتيجيين، إعادة تقييم الوضع في سورية، وتنحية التنافس على المنطقة جانباً في أقرب فرصة، وعدم غض الطرف، عن إبادة الإنسانية فيها».
وأضاف مخاطباً الجهات المذكورة «إذا كنتم تشكون اليوم من الإرهاب الذي أصبح كابوساً للجميع، فإنّ وراء ذلك حالة عدم الاستقرار في هذه البلدان».
بدوره، قال ياسين أكتاي نائب رئيس حزب «العدالة والتنمية» والناطق باسمه، إنّه لا توجد مشكلة بين الشعبين التركي والسوري، وربط تطبيع العلاقات بين أنقرة ودمشق بإقامة نظام ديمقراطي في سورية، بحسب تعبيره.
واعتبر أكتاي، أنّ بقاء الرئيس بشار الأسد في الحكم «يشكل عائقاً أمام تطبيع العلاقات بين تركيا وسورية». واستطرد قائلاً «رئيس الوزراء بن علي يلدريم صحح أقواله التي أدلى بها خلال اجتماع رؤساء فروع حزب العدالة والتنمية، بالتأكيد على أنّه لا يقصد تطبيع العلاقات مع سورية بوجود الرئيس الأسد».
ومن اللافت أنّ يلدريم لم يذكر في تصريحاته الأخيرة بصورة مباشرة «جرائم النظام السوري»، ولم يجدد إصراره السابق على ضرورة رحيل الرئيس بشار الأسد قبل استعادة العلاقات الطبيعية بين أنقرة ودمشق.
وفي تصريح سابق له أول من أمس، قال يلدريم أنه «ليست هناك أسباب كثيرة لننازع العراق وسورية ومصر أو أيّ دول في أيّ منطقة. لكن هناك أسباب كثيرة لدفع العلاقات قدماً إلى الأمام». وشدد على أنّ تركيا تعتبر كافة الدول «أصدقاء لها».
ووعد بأنّ الحكومة ستعمل على تعزيز علاقات الصداقة وتتجاوز العداوة. وأردف قائلاً «من الآن وصاعداً سنعمل على تعزيز الصداقة مع كافة الدول في محيط البحر الأوسط والمتوسط. وسنحاول تقليل الخلافات».
وفي أول رد سوري على التصريحات التركية، أكد مصدر في الخارجية السورية أنّ التصريحات التركية لا تكفي وعلى أنقرة أن تغيّر من سياستها اتجاه سورية، و تعمل على إغلاق حدودها أمام التنظيمات المسلحة التي تعبر إلى الداخل السوري.
إلى ذلك، أكد الكرملين أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيستقبل وزير الخارجية الأميركي جون كيري بعد ظهر اليوم، إذ ستركز المحادثات على أزمتي سورية وأوكرانيا.
وقال المتحدث الصحفي باسم الرئيس الروسي ديميتري بيسكوف، أنّ «المواضيع التي ستطرح خلال اللقاء المرتقب قابلة للتوقع، ومنها سورية وأوكرانيا مسائل العلاقات الثنائية»، موضحاً أنّ الوزير سيرغي لافروف سيحضر اللقاء أيضاً، إذ سيطلع الوزيران الرئيس الروسي على نتائج محادثاتهما الثنائية التي ستجري قبل ذلك.
وفي شأنٍ متصل، قال بيسكوف، رداً على سؤال عما إذا كانت الغارات التي شنّتها قاذفات استراتيجية روسية من طراز «تو-22 إم3» أول من أمس، على قواعد تابعة لـ»داعش» في محيط تدمر، عبارة عن انتقام لمقتل طياري المروحية الروسية المنكوبة، قال، «يجري كل ذلك في إطار العملية المستمرة للقوات الجويّة والفضائية الروسية في سورية».
ميدانياً، وفي ما يبدو أولى نتائج التفاهم الروسي التركي، سحب تنظيماً «نور الدين الزنكي» و «فيلق الشام» الإرهابيان المدعومان تركياً، قواتهما من جبهة البريج و الملاح وأعادا تموضعهما غرباً في تلة شويحنة وحرش الليرمون إمتداداً إلى خان العسل. و السبب بحسب المعلن، حدوث خلافات داخلية بين الفصائل و خاصة «جبهة النصرة» بعيد فشل الهجوم، خاصة بعد إستقدام المسلحين تعزيزاتهم وسحب بعض القوات من ريف حلب الجنوبي والغربي ومن ريف إدلب للمعركة.
إضافة لإستنزاف مسلحي «الشام و الزنكي» لأكثر من شهر وإستهداف خطوط إمدادهم وتمويلهم، مّا أرغم «جبهة النصرة» على الإستعانة بتعزيزات من «الحزب الإسلامي التركستاني» لتعويض نقص القوّات.