روسيا: الأميركي تراجع عن اتفاق سابق وأميركا تردّ: خدعونا في حلب…
نضال حمادة
يبدو أنّ تحرير حي بني زيد في مدينة حلب بسرعة وسهولة فاجأت الجميع، في سورية وخارجها، خصوصاً في واشنطن وباريس، كأنّ اللقمة فوق الشبع التي علقت في حلقوم واشنطن وأصابتها بنوع من عسر الهضم، جعلتها تخرج عن اتفاق سابق تمّ التوصل اليه أثناء زيارة قام بها وزير الخارجية الأميركي جون كيري الى العاصمة الروسية موسكو، وكنا أول مَن كشف عن تفاصيل الاتفاق الأميركي الروسي في مقالة يوم 14 شهر تموز الحالي، وكانت بعنوان بنود التوافق الأميركي الروسي حول سورية.
انقلبت الولايات المتحدة على بعض بنود الاتفاق، حسب ما صرّح به مسؤول روسي يوم الخميس الماضي، وأتى هذا التراجع بعد دخول الجيش العربي السوري وحلفائه حي بن زيد في مدينة حلب، ما ادّى الى تصريحات أميركية متشنّجة قابلتها تصريحات روسية، سبقت اجتماعاً عقد ليل الجمعة السبت في موسكو بين كيري ولافروف لبحث قضية حلب.
المعلومات التي وردت من موسكو قبيل عقد الاجتماع بين لافروف وكيري قالت إنّ الأميركي تحدّث عن خديعة روسية تعرّض لها في حلب، وإنّ التوافق الذي حصل في موسكو منتصف الشهر الحالي لم يشمل قيام عملية عسكرية واسعة في حلب، بينما يقول الروسي إنه اتفق مع الأميركي على حلب وإنّ واشنطن تحاول التملّص من هذا الاتفاق.
مصادر فرنسية قالت إنّ الأميركي يشعر بالحرج الكبير بعد سقوط حي بني زيد بيد الجيش السوري وحلفائه دون معركة جدية، وتضيف المصادر أنّ الأميركي مأزوم في الشمال السوري بسبب الخلافات مع أردوغان، المنكفئ إلى الداخل التركي بعد الانقلاب العسكري، والذي يستعدّ للقاء يجمعه مع الرئيس الروسي في أول أسبوع من شهر آب المقبل، وتكمن المشكلة الأميركية في التخلي التركي الواضح ما يضع أميركا في موقف ضعيف أمام روسيا، لأنّ واشنطن تعلم أنه بدون تركيا لا يمكن الاستمرار باستثمار الحرب داخل سورية لمصلحتها، فلا السعودية ولا قطر قادرتان على العمل في سورية في حال سحبت تركيا يدها من الموضوع السوري.
المصادر تقول ايضاً إنّ كيري ولافروف يعملان على إيجاد توافق حول حلب، خصوصاً في الموضوع الإنساني الذي تصرّ عليه واشنطن، بينما اقترحت باريس إيصال المساعدات إلى أحياء المعارضة رافضة إعطاء ممرات آمنة للناس للانسحاب من مناطق المسلحين، وتشير المصادر إلى أنّ كيري محكوم بتوافق حدّ أدنى مع روسيا هذه الفترة التي تشهد فيها أميركا حملة انتخابية شرسة بين دونالد ترامب الذي يتهمه الديمقراطيون أنه حليف بوتين وهيلاري كلينتون التي تحمل سياسة تصادمية الى الشرق الاوسط في حال تسلّمها الحكم.
وتشير المصادر نفسها إلى أنّ الروسي قد يستجيب للضغوط الأميركية بالإعلان عن هدنة ليومين او ثلاثة، لكن هذا لا يبدو أنه سيوقف حملة الجيش السوري في حلب وريفها الشمالي، وتضيف أيضاً أنّ الروسي يضغط على الأميركي لتأييد عملية تسوية كبرى في حلب تخرج المسلحين منها خلال فترة الأسبوعين المقبلين.