حلب.. والإعلام المعادي

نظام مارديني

سنقدّم قراءة لمعركة حلب وريفها بعقل بارد، بأعصاب باردة، وحتى بأصابع باردة، وهي المعارك التي سيتم فيها اجتثاث «جبهة فتح الشام النصرة » من الريف وصولاً إلى أطراف أدلب التي بدورها لن تتأخر معركة استرجاعها من سيطرة العصابات الإرهابية.

لا يمكن رؤية أثر العدوان الكوني القائم على سورية إلا من خلال النظر إلى دور الإعلام المعادي وطابوره الخامس في بث الاكاذيب والدعايات، التي اشترك فيها اعلاميون ومثقفون، للإيحاء بانتصارات وهمية على الجيش السوري وحلفائه في معارك ريف حلب. ومَن تابع الفضائيات الخليجية يدرك دور الإعلام الأسود المتابع لهذه المعارك التي تخاض تحت إشراف ضباط أميركيون وأتراك.. وسعوديون دعاهم جان زيغلر بـ «أساقفة اللامعنى».

هنا كلام لـ «الجزيرة»، وكلام لـ «العربية» إضافي، كذبة وكذبة اضافية، قنبلة وقنبلة اضافية، كما لو أن هذا الإعلام لا يكون إلا وسيلة اتصال بين المستنقع والمستنقع، وليس وسيلة لحمل مشيخات الخليج إلى العصر، بل إلى الجانب الجاهلي في العصر، في حين ترى لعبة الأفكار في الاعلام المقابل على تواضعه تأخذ المنحى الآخر الذي يُعنى بإعادة ترميم القوة البشرية، وقد تعرّضت بفعل العدوان، للاهتزاز إن لم نقل لمحاولة تفكيك.

أحدهم لاحظ كيف يتم تعذيب اللغة الإعلامية بالصدمات الكهربائية.. الذين يعشقون اللغة بإيقاعها الفذّ وبمحتواها المترامي، لا يغتصبون الكلام بتلك الوقاحة، بل وبذلك الإرهاب الفقهي الذي لم يأخذ بالاعتبار أن سورية لا تزال رزمة واحدة، كلما كانت الزلازل تحيط بنا من كل حدب وصوب، وما دام السوريون يرفضون أن يُعاملوا على أنهم مجرد حقول من الاسفنج!

إذاً، هذه دعوة إلى هؤلاء الإعلاميين، والمثقفين، وإلى كل مَن يشعر بأن الفضيحة الراهنة تحطّم كل ما بقي لهم من أخلاق.. ولكن هل بقي لديهم أخلاق هؤلاء الذين يؤسسون لكارثة قد تطرق ابوابهم في أي لحظة؟ وهل يعي السوريون مسؤولياتهم، ويشكلون جبهة موحدة ضد من يستخرجون من جدران المقابر كل تلك البلاغة ويلقونها في وجوههم؟

لا.. ولنقل لمشيخات الارهاب الاعلامي إننا لن نسكت، لأن سكوتنا هو الوجه الآخر للفضيحة.

نؤمن ان العدوان صُنع لتتكدّس فيها جثث الارهابيين.. مهزلة ان يتحدث اعلام النفط والعم سام عن انتصار.. مهزلة ايضاً ان يُخفى دور الضباط الأتراك في هذا العدوان الجهنمي على حلب.. في نهاية المطاف، من اعتبر نفسه منتصراً في الإعلام فلن يجد امامه سوى اصابعه المحترقة.. وجثثه المحترقة.

لعبة الدومينو حين تمضي في هذا الإيقاع الإعلامي المجنون لن تتوقف إلا بعد ان يعلن الجيش السوري في بيانه الاول دحر الإرهاب عن أسوار حلب وقلعتها المقدسة… و«إن بشائر النصر اصبحت قريبة» على حد قول وليد المعلم خلال استقباله علاء الدين بروجردي، رئيس لجنة الامن القومي والسياسة الخارجية الايراني.

هل اخطأ المحلل الروسي الاستراتيجي فلاديمير لبيخين، عندما وصف معارك مدينة حلب المستعرة حالياً بأنها مماثلة لمعركة ستالينغراد التي غيّرت مصير الحرب العالمية الثانية؟

اترك تعليقاً

Back to top button