حلب… خيوط النصر وأنفاق التآمر
لؤي خليل
هل هي دعابة ما يصرّح به المسؤولون الأميركيون وساسة الغرب والخليج، ام صراحة نطق بها وزير خارجية أميركا حين قال انّ ما يجري في حلب سيغيّر جميع معادلات الساحة السورية وربما المنطقة، هذا ليس تصريحه وحده بل معظم الأخبار الواردة من صحف الغرب وتسريبات استخباراتها كانت تبيّن انّ ما يحدث هو تحضير سياسي مع الروسي، وبنفس الوقت مهما أظهر الراعي الأميركي، فهو كان يحضّر معتقداً أنه كان فخاً للزجّ بكامل القوة السورية في معركة حلب بغية تحقيق تدمير لهذه القوات في نقطة ضعف معينة، خصوصاً انّ الأميركي والتركي لمّح الى امكانية التعاون الكبير وإغلاق حدود، كلّ هذا كان خداعا مارسه الغرب تحت أعين الخبراء الروس والسوريين.
فالأعين لم تكن مغلقة عما كان يجهّز في أنفاق التآمر السعودي الإسرائيلي وبرضا اميركي تامّ، فمنذ صرّحت الخارجية الاميركية بأنّ الممرات الإنسانية في حلب خدعة تبيّنت الخدعة الكبرى التي يحيكها تحالف التآمر الوهابي ضدّ هذه الأرض الطيبة، لانّ الجميع يدرك انّ حرب حلب باتت تختصر كلّ عناصر الإرهاب الوهابي في معركة ستحسم الكثير من المعارك، فمهما تكلّمنا لا يمكن تشبيه حلب الاقتصاد، التعداد السكاني، المساحة الجغرافية، حجم الضخ الإعلامي والقوات الإرهابية الداعمة لمنظمات الكفر الوهابي التي تأخذ الكثير من أنفاق هذه المدينة مقرات استخبارات لها وعلى رأسها الاستخبارات التركية والفرنسية.
فالصورة التركية لم تتضح بعد وخصوصاً الوقت الذي أخذه كيري من أردوغان في أسبوع الساعة الأخيرة قبل لقائه بوتين للزجّ بكامل المنظمات في معركة مصير علّها تقلب معادلات ما حدث في الريف الشرقي، فالجميع يخلط الأوراق من الشمال الى الجنوب، ولعلّ السعودية وفرنسا هما أكثر المتضرّرين من هذا التقارب التركي الروسي، بينما الولايات الاميركية تلعب دور المتفرّج، أو الممسك بخيوط الحلّ بيد والحرب بيد أخرى، هذه وقائع بات يدركها الجميع.
فالضجة التي أحدثها ظهور داعية الإرهاب الجولاني وزملائه أكثر بكثير بأهميتها الاعلامية من ظهور مؤتمر ما يسمّى الرياض او القاهرة او او…
ودليل هذا تغييرات الأسماء لنجده ذات يوم يجلس مكان احد ممّن كانوا يتمرّسون السياسة، هذا انْ دل على شيء يدلّ على سياسة الأنفاق التي تسيّر دهاليز السياسة الوهابية والتي تدمّر الحضارة والفكر السوري، هذه الثقافة الإخوانية الوهابية الصهيونية التي تغرق مدينة التاريخ بين داعية الوهابية المحيسني ومن خلفه أبواق النفاق الاميركي الخليجي بالتباكي على منظمات اتعبتها رائحة الدماء التي سالت من دم الطفل الشهيد او أبرياء مدينة حلب.
فما شهدته المدينة وما ستشهده قريباً من صراع عالمي سيدخل جميع الأطراف في معارك كسر الطوق ومعارك استخبارات كسر النصر، فما زجّ ويزجّ لن يتوقف لأنها ستكون المعركة الأطول وربما الأكثر شراسة في تاريخ المنطقة لأنّ ما قبل حلب يدركه الغرب واميركا ليس كما قبلها، سيفتح باب جهنم في معارك الشمال وربما يدخل التركي في إنهاء التواجد المسلح لتلك المنظمات على أراضيه وهذه ستكون نهاية دعاة الوهابية، هذا الصراع الأكبر بين دول تعرف خيوط الحق والنصر وتحالف المقاومة الذين لن يتركوا فرصة للحفاظ على التاريخ ويصنعوا مجدا جديدا يضاهي ستالينغراد، فمهما دمّروا من احجار يبقى البشر العامل الأهمّ في قاموس التحالف السوري الروسي الذي يصنع مجداً يعانق خيوط الشمس كي يطفئ حقبة الظلام والنفاق الوهابي الذي صنعته اميركا.
فجميع محاولات الغدر السياسي والعسكري الاميركي لن تجدي كيري نفعاً لا في اسطنبول ولا في جنيف، وسياسة الدمى المتحركة التي يلعبونها مع تحالف آل سعود و«إسرائيل» لن تطول لأنّ النصر آتٍ، ومهما هدّدوا بفتح جبهات جديدة بغرض إسكات جبهة حلب وإطفاء خيوط النصر فيها، فلن يقدروا لأنّ هناك مقاومين شرفاء ونسوراً أقوياء سيسحقون الأنفاق ويكسرون سياسة النفاق الوهابي الصهيوني، فخيوط النور والحق دائماً تنتصر على ساكني الجحور وأنفاق الظلم ومصاصي الدماء…
فصبراً حلب… نصرك آت لا محال.