«المنطقة بين المواجهة الكبرى والتسوية الكبرى»
معن بشور
التطورات السياسية والعسكرية التي تشهدها المنطقة في سورية واليمن وليبيا تضع المنطقة أمام احتمالين… إما تسوية كبرى يسعى كلّ طرف أن يجمع لها أكبر عدد من الأوراق لصالحه، وإما مواجهة كبرى تندفع إليها قوى الصراع المحلية والإقليمية والدولية في ظلّ سوء تقدير لردود أفعال الفريق الآخر أو للوقوع في خطأ الإحساس بفائض القوة الذي طالما ساهم في نقل أصحابه من «أمل كاذب الى يأس غير مبرّر».
كما كشفت هذه التطورات سواء بعد جولة بايدن في تركيا حيث تمّت الانسحابات السريعة من منبج القوى الكردية او جرابلس داعش بما يؤكد خضوعها جميعاً لقرار مركزي أميركي وتركي، أو في الرياض، حيث كشفت مقاربة كيري المتجدّدة «انّ قرار الحرب على اليمن كان قراراً أميركياً وقرار وقفها للحفاظ على ماء وجه حليفها في الرياض يبقى أميركياً في وقت ترتجف واشنطن من قيام محور دولي إقليمي يضمّ إلى روسيا وإيران كلّاً من الصين والهند وأذربيجان وحتى تركيا إذا نجحت في الإفلات من الأخطبوط الأطلسي.
كانت استراتيجية واشنطن تقوم على التوجه إلى الشرق الأقصى لمحاصرة الصين، فإذ بالصين تجري محادثات عسكرية في دمشق، في قلب الشرق الأوسط، جنباً إلى جنب مع وفد هندي كبير زار دمشق.
إنها المواجهة الكبرى أو التسوية الكبرى والتي لا تحتمل خطأ في الحساب لا سيما من الأخوة الأكراد الذين نحترم كقوميين عرب حقوقهم القومية والثقافية إلى أبعد الحدود، لكن نأمل أن لا يقعوا فريسة التقسيم الذي هو أولاً وأخيراً مشروع صهيوني يريد الشرّ بكلّ مكونات الإقليم عرباً وفرساً وتركاً وكرداً.