كلينتون.. و«كعب أخيل«!
نظام مارديني
انتهت المناظرة الثالثة التي جمعت المرشحين للرئاسة الأميركية، هيلاري كلينتون عن الحزب الديمقراطي، ودونالد ترامب عن الحزب الجمهوري، ومع انتهاء هذه »الثالثة« قبل أيام قليلة فاصلة عن الانتخابات، احتدم الصراع الرئاسي في الولايات المتحدة، وقد بدأت كل بارات الغرب المتوحش بإعداد براميل الجعة والبراندي تمهيداً للاحتفاء بالرئيس/ة الجديد/ة.
تعتبر كلينتون أحد الأصوات الأكثر صخباً داخل »إدارة أوباما«، ورغم أن الجمهوريين يتهمونها بنشر الفوضى والميليشيات المسلحة المتطرفة في جميع أنحاء العالم العربي والشرق الادنى.. رغم ذلك، تبدو كلينتون وكأنها زوجة جورج دبليو بوش لا زوجة بيل كلينتون. فهي اقرب الى عقل المحافظين الجدد منها الى عقل »حكماء« الحزب الديمقراطي الحذرين جدا حيال ما يعتبرونه »مستنقع النيران الهرمة«.
أما في الأجواء السعودية فتبدو مملكة السواد في الرياض وكأنها ولاية أميركية، وكأن الاستحقاق الرئاسي الأميركي هو كتجديد بيعة لولي الأمر عندهم. من يراقب الإعلام السعودي خاصةً والخليجي عامةً سيلاحظ كم المديح والترويج الذي تطلقه وسائل الإعلام تلك على كلينتون وكيل الاتهامات والانتقادات التي تنهال على ترامب. وليس غريباً هنا أن تشير البيانات المعلنة على موقع مؤسسة كلينتون الخيرية إلى تبرع السعودية وقطر والإمارات والكويت للمؤسسة، بملايين الدولارات.
تثير هذه التبرعات شكوكاً واتهامات، وصفتها صحيفة نيويورك تايمز ب-«كعب أخيل« لحملة كلينتون الانتخابية. وكان من الطبيعي أن تتساءل الصحيفة عما ستفعله إدارتها حال نجاحها تجاه الدول والمؤسسات المانحة، وكيف يؤثر ذلك على مصلحة الأميركيين؟ وكيف يمكن أن تقبل مؤسسة خيرية تعنى بحقوق الإنسان والتمييز الجنسي والعنصري، تبرعات من دول، موضع انتقاد عالمي، بسبب سجلها الحافل بتلك الانتهاكات العنصرية.
تخيلوا كيف سيكون انعكاس ذلك على الملف السوري ومحاربة الإرهاب؟ وكيف سينعكس ذلك على سير الحرب الباردة مع روسيا؟ هل سيشتد زمهريرها أم ستتحول تلك الحرب إلى كتلة لهب مشتعلة بطرائق المواجهة المعروفة.
ما هي مشاريع القرارات التي يحضرها النظام السعودي ومن معه من ملحقات الخليج الوهابي، ماذا بالنسبة لفكرة منطقة حظر الطيران التي تحدثت المرشحة هيلاري كلينتون عن إيمانها بها؟ وماذا عن رأي ترامب بأن بقاء الرئيس الأسد أفضل من ذهابه، لأن السيناريو من بعده سيكون أسوأ بتواجد المتطرفين؟
الروسي والسوري والإيراني وضعوا خططاً بديلة تحاكي وصول أي من المرشحين كلينتون أو ترامب للبيت الأبيض، فضلاً عن التنبؤ بماهية قرارات تتقدم بها أنظمة معادية كالسعودية مثلاً، لذلك فإن موسكو ودمشق تعملان على حسم معركة حلب قبل نهاية ولاية أوباما كي يأتي الرئيس الأميركي الجديد تحت أمر واقع يقول بأن مدينة حلب باتت تحت سيطرة الدولة السورية.
رأي كلينتون يتقاطع مع رأي الصقور في البنتاغون الذين يرون ان فلاديمير بوتين يضع كل ثقله في سورية كي يحمي الخاصرة الروسية الرخوة في القوقاز… اذا افلتت منه سورية فلا بد من ان تتزعزع روسيا المقدسة..
كلينتون التي شبهها كثيرون بشخصية أفلام الرعب مرشحة لأن تجلس في المكتب البيضاوي لتبدأ بسيناريوات الرعب الفجائية، فيما يحاول ترامب الشغوف بمصارعة الـ wwe إظهار قوته الاستعراضية أمام الناخبين، لم تعد قبعة راعي البقر والجزمة التكساسية ومسدس الكولت سوى رمز تراثي أميركي لا يشبع شبق الأميركيين للأدرينالين المتوفر في عنف المصارعة أو أفلام الرعب.
للسيناتور الديمقراطي تيم كين: »أنتم يا رفاق تحبّون روسيا…وكل منكم قال إن بوتين أفضل من الرئيس أوباما«!