الموصل وحلب وما بعد الدولة السعودية الثالثة…!
محمد صادق الحسيني
هي السنن الكونية تدمغ آخر طبعة لها من شرق المتوسط حتى البحر الاحمر وخليج عدن.
لا أردوغان قادر على اللعب بالجغرافيا السورية او العراقية لمصلحة إطالة عمر امبراطوريته المترنحة…! ولا سلمان قادر على منع صعود اليمن على أنقاض الدولة السعودية الثالثة…! ولا نتنياهو قادر على منع جيش حزب الله من الدخول الى الجليل وما بعد الجليل…!
إنهم يلعبون في الوقت الضائع لا أكثر…!
من الآن وحتى يتبدّل ساكن البيت الأبيض الأميركي سيظلّ أوباما المهزوم على بوابات الشام يدفع بغلامه السلجوقي الى الواجهة من حلب الى الموصل وبالعكس لمشاغلة محور المقاومة محاولاً التشويش على نصرنا المبين…!
من الآن وحتى يتبدّل ساكن البيت الأبيض، سيحاول «يتامى» أوباما الثلاثة أردوغان وسلمان ونتنياهو ان يلعبوا بما تبقى من داعش وأخواته، متسوّلين بقاء سيدهم في المنطقة ومنع هجرته الى الشرق الأدنى خوفاً من المجهول…!
من الآن وحتى ذلك الحين سيحاول الروسي الصاعد على خلفية صمود محور المقاومة أن يفك ويُعيد تركيب نادي الكبار الدولي بما يتناسب وانتهاء عصر الأحادية الأميركية تماماً.
انتصارنا الحاسم في حلب ونصرنا المظفر في الموصل سيظلّ رهناً بهذا التذبذب الدولي، وكذلك بمدى حزمنا وفطنتنا وقراءتنا الثاقبة للتحوّلات المتسارعة من حولنا.
وأما أنت يا شعب لبنان العظيم بمقاومتك وحزبك المنصور بالله، فقد اقتربت ساعات خلاصك بعد صبرك الاستراتيجي، وها أنت تقترب من الدخول الى نادي الكبار رغم أنف الأعداء والحاقدين…
وكما في الميدان وأنت تربح بالنقاط واضعاً عدو الأمة بين المرّ والأمَرّ، فها أنت تضع الكبير والصغير ممن عادوك أو تآمروا عليك من المرجفين في المدينة بين خيارين، أن يذعنوا لخيارك اللبناني الأصيل أو الخروج نهائياً من المسرح السياسي…
وما كان من أمرهم إلا أن أقرّوا بما اخترته خيراً للبنان ليبدأ عهد جديد لطالما انتظره اللبنانيون وحلفاؤهم في محور المقاومة…
وهكذا كان رضوخ المحور السعودي لشرط سماحة السيد، القاضي بانّ حلّ عقدة الرئاسة اللبنانية لا يكون إلا بانتخاب الجنرال عون رئيساً…
وبهذا ينجح حزب الله في وضع الحجر الأساس للبنان دولة عربية مستقلة غير خاضعة لا لنفوذ آل سعود ولا لنفوذ مشغليهم الأميركيين…
وها هو صاحب قرن الشيطان الذي بدأ يتسوّل المال، عبر بيع السندات، لسدّ العجز في الموازنة لديه بعد غرقه في مستنقع الدماء اليمنية يأتي رافعاً الرايات البيضاء أمام عرين حفيد ابن أبي طالب في حارة حريك…!
إنه الصبر الاستراتيجي الذي جعل اليوم من السعودية المتكبّرة والمتعجرفة والمتعالية، دولة تكاد تشبه دولة اليونان المفلسة تبيع سنداتها للمستثمرين بنسبة فائدة 14 ، وذلك في محاولة لسدّ بعض العجز، عجز ما قبل الانهيار…!
انظروا إلى وجوه الذين يواجهون الهزائم في اليمن وسورية والعراق ولبنان كم هي حالكة السواد..!؟ ألم يكن هدفهم تجريد حزب الله من سلاحه؟ فأين هم من هذا الهدف حالياً؟
إنهم اليوم يذعنون حتى لأبسط خياراته الداخلية السياسية…!
إنّ انتصارات حزب الله هي انتصارات استراتيجية تمتدّ على مساحة العالم العربي كاملاً.
فيما يبقى صغار القوم وسفهاؤه لا يفقهون إلا لغة الزواريب التي تليق بصغر قاماتهم ودنوها من الأرض…
واما اولئك الذين تعوّدوا ان لا يصدر منهم إلا فحيح الأفاعي وسمومها، فعليهم أن يفهموا أنّ من تطعّم بالنار عبر مسيرة نضالية طويلة هو مَن سيأكل خيرات هذه الأرض فيما سيلتهم الخونة أعلاف الطيور…!
وأن يدركوا ايضاً بأنّ الأمر بات واضحاً لأصحاب البصائر بأنّ إفلاس سيد هؤلاء السعودي وتخليه عنهم لعجزه عن مساعدتهم مالياً وسياسياً هو الذي جعلهم يأتون طوعاً الى بيت الطاعة اللبناني…!
وأنّ طمعهم في تسامح وكرم حزب الله عله يحفظ لهم بعض ماء الوجه لن يكون شيكاً ابيض مفتوحاً الى ما لا نهاية…!
أخيراً نقول ثمة نوع من الأسماك يسمّيه أهل موريتانيا بسمك الكلب وسبب هذه التسمية يعود إلى انّ هذا السمك لا يجهد نفسه في السباحة بحثاً عن الطعام بل يلتصق بظهور الحيتان ويقتات على ما يتساقط من أفواهها خلال افتراسها صيدها نقول لهؤلاء الطفيليين بأنّ زمانكم يقترب من نهايته فانتشلوا ما استطعتم من قوت غدكم لعله ينفعكم في ضائقة الأيام المقبلة عليكم…!
ختاماً نقولها بصراحة لكلّ من يحاول تضليلكم بأنكم ربما انتصرتم بالسياسة:
إنكم لم تنتصروا، بل إنكم استمعتم الى نصيحة السيد حسن نصرالله والتي وجهها لمسلحي حلب بإلقاء السلاح أو مواجهة الموت.
أنتم هُزمتم وأسيادكم وحلفاؤكم من آل سعود الذين أمروكم بإلقاء السلاح تلافياً للموت الذي تخافونه ويخافونه.
وهذا هو الفرق بين الجبناء والمرتزقة وبين الشرفاء والأصلاء الذين ينشدون الشهاده من أجل تأمين الكرامة للأجيال العربية القادمة…
بعدنا طيبين قولوا الله.