«الناتو»: لا نبحث عن مواجهة بل عن شراكة بناءة مع روسيا
أعلن الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، ينس ستولتنبرغ، أمس، أن «الناتو» لا يسعى إلى المواجهة مع روسيا ولا يرغب في حرب باردة جديدة، بل يريد علاقة شراكة بناءة أكثر معها.
واستدرك ستولتنبرغ بالقول، في مقابلة مع قناة «بي بي سي»: «ولكن علينا أن نفعل هذا، على أساس الدفاع الجماعي الردع». لكنه أكد أنه لا يرى في روسيا تهديداً، إنما «نهدف من وراء النشر المخطط لأربعة آلاف عسكري في أوروبا الشرقية، إلى منع نشوب النزاعات وليس استفزازها».
وكان مندوب روسيا الدائم لدى حلف شمال الأطلسي « الناتو»، ألكسندر غروشكو، قد أعلن سابقاً، أن اللقاءات الوزارية للحلف، ابتداءا من قمة ويلز 2014، تجري دون أي إشارات إيجابية للعلاقات الروسية مع الحلف. وأن الحلف يركز بالدرجة الأولى، على ردع روسيا من جميع الجهات، رغم التصريحات عن انفتاحه للحوار.
غروشكو، قال: منذ قمة «الناتو» في ويلز، تجري لقاءات دول الحلف على مستوى الوزراء، بشكل عام، «بالشكل المألوف»، للأسف دون أي إشارات إيجابية للعلاقات بين روسيا والناتو». مضيفا: بغض النظر عن الحديث عن الانفتاح على الحوار في الواقع، في الوقت الراهن، «الناتو» يركز قبل كل شيء على تطوير وتعميق سياسة ردع روسيا عسكريا وسياسيا من جميع الجها. والتوجه الحالي يتخذ أكثر فأكثر، طابعا طويل الأمد.
وكانت بلجيكا احتضنت يومي الأربعاء والخميس الماضيين، اجتماعا لوزراء دفاع الدول الأعضاء في «الناتو»، تم خلاله تأكيد خطط نشر كتائب متعددة الجنسيات في بداية عام 2017 في دول البلطيق وبولندا، إضافة لتعزيز وجود الحلف في منطقة البحر الأسود وتعزيز الوجود البري حول اللواء المتعدد الجنسيات في رومانيا.
وكان ستولتنبرغ، قد أعلن أن الحلف منخرط في حوار مع روسيا، من أجل العمل على تخفيف التصعيد ومخاطر المناورات العسكرية في البلطيق.
وفي السياق، اعتبر ريتشارد شيريف، النائب السابق لقائد قوات حلف شمال الأطلسي في أوروبا، أن الحرب بين «الناتو» وروسيا قادمة لا محالة. مرجحا اندلاعها قبل نهاية العام الحالي.
وفي تعليق على التوتر غير المسبوق بين روسيا و«الناتو»، استطلعت صحيفة Sun البريطانية آراء فريق من الخبراء في مركز RAND التحليلي الأميركي، أجمعوا على أن حلف شمال الأطلسي يعجز، في الوقت الراهن، عن ردع روسيا في البلطيق، وثنيها، إذا أرادت، عن زحف شامل على جمهوريات البلطيق الثلاث: إستونيا، لاتفيا ولتوانيا، الأعضاء الجدد في الأطلسي، المنبثقين عن الاتحاد السوفياتي السابق.
وأشار خبراء RAND، حسب Sun إلى أن السبيل الوحيد في مواجهة سيناريو كهذا، يتمثل في نشر الأطلسي قوات إضافية في البلطيق على الحدود مع روسيا، على ألا يقل قوامها عن سبعة ألوية، لأن الجيش الروسي قادر على اجتياز جميع تحصينات «الناتو» واجتياح البلطيق في غضون ساعات معدودة، الأمر الذي يحتم الحشد المسبق لردعه.
وخلص خبراء RAND، إلى أن احتساء «الناتو» مرارة هزيمة خاطفة وقاصمة كهذه، لن يبقي أمامه سوى إعلان الحرب النووية على روسيا، أو الانهيار على وقع «إهانة صعبة» قد يتجرّعها منها.
وتدأب إستونيا ولاتفيا ولتوانيا وبولندا مذعورة، منذ انضمام القرم إلى روسيا الاتحادية، على تعزيز قدراتها العسكرية. وتلح على مطالبة حلف الأطلسي بـ«حمايتها من خطر احتلال روسي محدق».
وفي إطار إجراءات الحماية التي يتخذها «الناتو»، تستمر بريطانيا في نشر أعداد كبيرة من الدبابات والطائرات الحربية، الطائرات بلا طيار، في أراضي الدول المتاخمة لروسيا. فيما أعلن الحلف نيته مؤخرا نشر أربعة آلاف جندي في شرق أوروبا، العام المقبل.
من جهتها، نشرت روسيا، حسب صحيفة Sun ، في بحر البلطيق سفنا وغواصات خفية عن الرادار مزودة برؤوس نووية، تضع بريطانيا في مرمى أهدافها المباشرة.