السيد نصرالله: اللعبة انتهت والأسد باق… وإلى الجليل وما بعد الجليل السعودية الأضعف وتركيا وراء «داعش» وإيران تتقدم… وعون مرشحنا
كتب المحرر السياسي:
الإطلالة الإعلامية لأمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله كانت محط متابعة لبنان والمنطقة، وبالتأكيد ما وراءهما، لكمية الرسائل التي تضمّنتها، والمواقف التي أطلقها، والأهمّ هو إعلانه أنّ اللعبة في المنطقة انتهت بانتصار محور المقاومة وتراجع المحور الذي تقوده واشنطن، وأنّ «داعش» آخر الرهانات بدأ العدّ التنازلي لدوره ووجوده من العراق، وسقف قدرة الاستنزاف زمن تحت السيطرة، فالميدان في سورية محسوم، وزمن الإنكار التركي والسعودي للمتغيّرات يضيق، فإيران قوة صاعدة تتقدّم بقوة، والأزمات لن تحلها مقايضات، لا في البحرين ولا في اليمن ولا في لبنان، وهنا الحوار هو القدر والخيار، حوار الكلّ للكلّ، لكن في الرئاسة لدينا مرشح وحيد هو العماد ميشال عون.
ما قاله السيد نصرالله خرج من دائرة الحرب النفسية لاتصاله بشجاعة الوقائع عندما تحدث عن الاختراق «الإسرائيلي» لحزب الله، وعن ماهية الصواريخ وحجمها التي تمتلكها المقاومة، ودور شبابها في نقل التجربة إلى اليمن، و«العلاقات المقطوعة مع الإخوان المسلمين من طرفهم لا «من طرفنا»، وحماس العائدة إلى المحور بهدوء وبلا إحراج لها ولسورية، لذلك توصيفه للحلّ السياسي في سورية، كان تفصيلياً، الحلّ مع المعارضة السياسية يحلّ مشكلتها لكنه لا يحل مشكلة سورية ولا يوقف القتال، رفع الغطاء ووقف الدعم لـ«النصرة» و«داعش» وحده يمهّد لحلّ سياسي عبر قرار بإنهاء «داعش» و«النصرة»، وهذا هو الطريق والخيار الذي لا مفرّ منه، مهما طالت مرحلة الإنكار، ولا حلّ إلا مع الرئيس الأسد والتسليم ببقائه وهذا صار محسوماً، بعيداً عن الكلام المعلن المغاير للعواصم المعنية، من واشنطن إلى الرياض، بانتظار أنقرة، التي بدأت تدرك استحالة أن يجدي العناد وتنفع المكابرة، ومع نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف كان الكلام واضحاً عن محورية دور الرئيس الأسد، لكن الروس يشاركون الرأي أيضاً، والكلام هنا حسم لما جرى ترويجه عن خلاف حول مستقبل الحلّ السياسي في سورية بين نصرالله وبوغدانوف.
«إسرائيل» التي تحتضن الحرب على سورية تدرك هامشية دورها، وعجزها عن تغيير قواعد اللعبة، وتدرك أننا جاهزون، وأنّ لدينا من كلّ سلاح، ما نحتاج لو توقفت كلّ وسائل النقل والإمداد، ويجب أن تدرك أنها لا تخطئ إذا أخذت كلامنا عن الجليل على محمل الجدّ، فالجليل وما بعد الجليل، خطة أعددنا لها إذا وقعت الحرب.
لأنّ للسيد نصرالله ماضياً وتاريخاً، وحروباً ووعوداً وعهوداً، فلكلامه ما هو أبعد من الموقف والتوقع والتحليل، فالأهمّ هنا هو المصداقية لقائد يملك المقدرات وتنتشر قواته على مساحة حروب المنطقة، ويعرف بالتحفظ من يوم حرب تموز عام 2006، عندما أعلن أنّ المقاومة لا تعد بمنع «الإسرائيلي» من الدخول إلى الأراضي اللبنانية، بل تعده بقتال مرير لا يتوقف إنْ دخل، قتال لا يتوقع مفاجأته، سوى الوعد بأن يحمل أشلاء جنوده وبقايا وحداته ودمار دباباته، وكان الأكثر من الوعد، على بوابات مارون الراس وبنت جبيل وعيتا الشعب، ليصير كلامه اليوم، بمقياس الأمس، دليلاً على الآتي، ومصداقاً لما سيجري.
اللعبة انتهت، فليرتب الجميع أمورهم على هذا الأساس، وأولهم اللبنانيون، بالتوحّد لمقاتلة الإرهاب، وتعميق روح الحوار.
أخرج الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الوضع السياسي العام من رتابته بمواقف حارّة ذات دلالات بالغة لبنانياً وإقليمياً ولا سيما على صعيد الصراع مع العدو «الإسرائيلي»، محدداً استراتيجية المواجهة معه في المرحلة المقبلة، من دون أن يكشف قائد المقاومة عن كل الأوراق التي في جعبتها تاركاً بعضها، وهو الجزء الأساسي من تلك الأوراق للحرب.
وأدخل السيد نصرالله الخروق «الإسرائيلية» الجوية والبحرية للسيادة اللبنانية، في شكل علني هذه المرة، ضمن «الخطوط الحمر» التي من حق المقاومة الرد عليها عندما ترى ذلك مناسباً.
وأوضح السيد نصرالله في مقابلة مطولة مع قناة «الميادين» أجراها الزميل غسان بن جدو إلى أن «عملية شبعا عام 2014 كانت رسالة واضحة بأن المقاومة لا يمكن أن تصبر على بعض الخروق، فمن واجب المقاومة القيام بالرد المناسب على أي عدوان»، مشيراً إلى أن «جهاز التنصت الإسرائيلي الذي عثر عليه عام 2014 كان خرقاً للسيادة والأمن اللبنانيين وقتلاً عمداً، وأي اختراق للسيادة أو الأمن وأي شكل من أشكال العدوان هو خط أحمر ويجب أن يكون كذلك».
وأضاف «أن العملاء وزرع الأجهزة والاغتيال والقتل وإطلاق النار على الحدود خطوط حمر، وما يستدعي رداً من المقاومة أمر نتركه مفتوحاً، كما نترك أمر معالجة العديد من الخروق للدولة اللبنانية ومن حق المقاومة أن ترد حتى على الخروق الجوية الإسرائيلية، نفعل أو لا نفعل، هذا يخضع لاعتبارات أخرى».
وعن الخرق الأمني الذي تم اكتشافه في الحزب أشار إلى «أنه تم اكتشاف شخص مسؤول تم تجنيده واختراقه من الاستخبارات الأميركية ثم الإسرائيلية»، مؤكداً أنه «ليس مسؤول وحدة ولا نائب مسؤول وحدة بل هو في وحدة من الوحدات الأمنية وليس له أي صلة بكل البنية العسكرية للمقاومة».
وتطرق السيد نصر الله إلى الاعتداءات الصهيونية على سورية، وقال: «إن ضرب أي أهداف في سورية هو استهداف لكل محور المقاومة وليس لسورية وحدها»، مشيراً إلى «أن رد محور المقاومة على الخروق الإسرائيلية أمر مفتوح».
وأعلن أن «علينا أن نكون مستعدين وجاهزين لكل ما يحتاجه الانتصار في أي حرب مقبلة، والمقاومة مستعدة للدخول إلى الجليل لا بل إلى ما بعد الجليل، والمقاومة جاهزة لأن تنقل المعركة إلى أرض العدو ليس فقط بالصواريخ بل بالحركة الميدانية وما سنفعله سنتركه لزمن الحرب».
وكشف «أن المقاومة تملك منذ عام 2006 صاروخ فاتح 110 وهو طراز قديم مقارنة بما لدينا»، مضيفاً: «أن ما لدى المقاومة فعلياً يؤهلها لتكون قادرة على خوض أي مواجهة قد تخطر في بال الإسرائيلي، وسيكون مجنوناً إذا اتخذ قرار الحرب ضد لبنان لأنه لا يستطيع ذلك»، وهو «يدرك أن الحرب على لبنان قد تغير معادلات ومسار الأحداث في المنطقة».
وتطرق إلى الوضع في سورية والحل السياسي، مؤكداً «أن مقولة إسقاط النظام السوري انتهت ولم تعد هناك قدرة لأحد على إسقاط النظام في سورية أو السيطرة على البلد»، مشيراً إلى «أن أي حل سياسي بمعزل عن القيادة السورية لا مكان له والجميع وصل إلى هذه النتيجة، والقوى العسكرية السورية المرتبطة بالائتلاف أو بالسعودية هي على طريق الزوال».
وأوضح «أن الحل السياسي يجب أن ينهي القتال وإلا فإنه يحل مشكلة المعارضة فقط لأن داعش والنصرة موجودان، وعندما يتم التوصل إلى قرار إقليمي بإنهاء داعش تصبح هناك إمكانية للحل السياسي»، مؤكداً «أن السعودية هي حالياً الأضعف في الميدان السوري».
ولفت إلى «أن المجتمع الدولي سيصل إلى نتيجة تقول إن لا حل في سورية إلا مع الرئيس بشار الأسد ومن دون شرط ذهابه، وهناك معالم لتسوية في سورية بناء على بعض الأفكار المطروحة لدى بعض الدول الإقليمية، وإحدى الدول الإقليمية المتشددة حيال سورية قبلت بقاء النظام لكنها طرحت شرطاً وحيداً هو رحيل الرئيس الأسد». وأضاف: «لسنا أمام حل سياسي للأزمة السورية في الأشهر المقبلة لكننا أمام خطوات باتجاه هذا الحل».
وكرر السيد نصرالله انه متفائل جداً حيال الحوار مع تيار المستقبل في ظل وجود الإرادة لدى الجانبين». وقال: «المهم أن نصل مع المستقبل إلى تفاهم وقد نصل إلى اتفاق مكتوب». وأعلن أن «اللقاء مع الرئيس سعد الحريري ممكن في حال تم التوصل إلى تفاهم بيننا وبين المستقبل».
إلى ذلك، تعقد اليوم الجلسة الثالثة للحوار بين الجانبين في عين التينة ويتغيب عن الجلسة عن تيار المستقبل النائب سمير الجسر بداعي السفر. وأكد الجسر لـ«البناء» أن أحداً لن يحل مكانه في الجلسة، وأن المجتمعين اتفقوا على «أن غياب أحد المشاركين عن الحوار لا يستبدل بآخر». وشدد الجسر على «أن الجلسة اليوم ستستكمل البحث في ملف سرايا المقاومة، وتطبيق الخطة الأمنية في البقاع». وإذ أشار إلى عنوانين للحوار: الاحتقان المذهبي الذي خلق التشنّج السياسي ومتفرعاته، والانتخابات الرئاسية، توقع الجسر «أن تبحث جلسة اليوم في الملف الرئاسي».
ضبط سيارة مفخخة وتوقيف 3 إرهابيين
أمنياً، واصلت القوى الأمنية تعقب الإرهابيين وتوقيفهم قبل تنفيذهم عمليات أمنية ضد الجيش والمدنيين، فيما كشف الجيش المزيد من السيارات المفخخة ومنها واحدة عثر بداخلها على 120 كلغ من المواد الشديدة الانفجار في عرسال وجرى تفكيكها.
كما أعلنت قيادة الجيش – مديرية التوجيه أن مديرية المخابرات أحبطت مخططاً لتنفيذ سلسلة عمليات انتحارية أعقبت تفجيري جبل محسن، مشيرة إلى توقيف ثلاثة أشخاص كانوا يتحضرون للقيام بعمليات إرهابية تستهدف مراكز الجيش وأماكن سكنية، وأن التحقيقات أظهرت انتماء الموقوفين لمجموعة المطلوبين الفارين أسامة منصور وشادي المولوي، ومبايعتهم لتنظيمات إرهابية، ومشاركتهم في القتال في سورية وفي الاعتداءات على الجيش والاشتباكات بين منطقتي جبل محسن وباب التبانة.
المشنوق: من جنّد لعملية طرابلس موجود في عين الحلوة
وفي السياق، أكد وزير الداخلية نهاد المشنوق أن المبنى «ب» في سجن رومية هو عبارة عن غرفة عمليات تتصل بكل بؤر الإرهاب في لبنان وخارجه، مشيراً إلى أن العملية الأمنية المحترفة تمت بدعم من الحكومة والوزراء وعلى رأسهم رئيس مجلس الوزراء تمام سلام.
وأكد أنه عندما وقع انفجار جبل محسن تبين أن هناك اتصالاً بين الإرهابيين بالجبل وغرفة العمليات في السجن، لافتاً إلى انه «بعد التشاور مع القوى الأمنية تأكدت أن هذه اللحظة المناسبة لتنفيذ العملية». وكشف أن من جنّد لعملية طرابلس الإرهابية موجود في مخيم عين الحلوة. وأكد «أننا لن نقبل أن يستمر مخيم عين الحلوة مبيتاً آمن للفارين والخارجين عن القانون»، مشدداً على عدم الحوار مع تنظيم «داعش».
على صعيد قضية العسكريين المخطوفين أعلن أهاليهم أمس تجميد قرار التصعيد وذلك بعد حصولهم على تطمينات من وزير الصحة وائل أبو فاعور، فيما أكد الشيخ وسام المصري لـ«البناء» «أن العملية الإنسانية التي قمنا بها لجهة تأمين المساعدات الإنسانية للنازحين في عرسال، أثمرت تجميداً من جبهة النصرة لقرارها قتل العسكريين».
وشدد على أن «داعش» لا يزال على تعهده بعدم قتل أي عسكري»، مشيراً إلى أن التنظيم طلب منه في اتصال جرى أمس اصطحاب الأب انطوان ضو الى جرود عرسال واعداً بمفاجآت سعيدة، وأشار إلى «أنه ينتظر جواب الحكومة».
وإذ أعلن المصري أنه يتواصل مع الحكومة عبر المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم»، أشار إلى «أن الوزراء أبو فاعور، وأشرف ريفي، والمشنوق يتفاوضون مع جبهة النصرة».
مجلس الوزراء
على الصعيد الحكومي لم يتخذ مجلس الوزراء في جلسته أمس، قراراً في تحديد سعر صفيحة البنزين. فيما أرجأ دفتر الشروط لشراء مادتي الغاز أويل والفيول أويل لكهرباء لبنان، في ظل إصرار وزراء تيار المستقبل على أن تبقى العقود من دولة إلى دولة وليس عبر شركات خاصة. وشهدت الجلسة التي ترأسها رئيس الحكومة تمام سلام اعتراضاً من وزير التربية والتعليم العالي الياس بو صعب على طلب نقل اعتماد بقيمة ثلاثين مليون دولار إلى طريق صور – الناقورة من مشروع طريق في البقاع يربط الرياق بالقاع، ما أثار حفيظة وزير الأشغال غازي زعيتر والمال علي حسن خليل.
وقال وزير المال لبو صعب: «مرقتلك جزءاً من مستحقات جسر جل الديب لاستملاك الأراضي»، فرد بو صعب: «لا علاقة لهذا بذاك وأريد توضيحاً عن سبب النقل إلى هذه المنطقة بالذات دون أخرى».
وتحدث وزير الاتصالات بطرس حرب في الإجراءات المعتمدة بحق النازحين السوريين، وطلب الوزير محمد فنيش توضيحات. فأكد المشنوق أن التدابير التي اتخذت على الحدود هي تنفيذ لقرار مجلس الوزراء المتعلق بوقف النزوح، مشيراً إلى «أن السوريين أبدوا تفهمهم لهذه التدابير بعد زيارة اللواء ابراهيم دمشق».