أحمد الحلاق وأبو العز الأنصاري لاسم الجولاني قائد «النصرة» وظيفة
ناصر قنديل
– بعدما قامت قوات الاحتلال بتسليم جيش العميل أنطوان لحد المسؤوليات العسكرية في الشريط المحتلّ، ووضعت جيشها وراء مواقع محصنة، في عام 1994، وتصاعدت العمليات المقاومة، قرّرت استعمال عناصر جيش العملاء اللحديين للأعمال الأمنية التخريبية في مناطق الداخل اللبناني تفادياً لتلقي الردّ على قواتها جراء هذه العمليات، وكانت تجربة حرب تموز 1993 شديدة القسوة عليها بعدما كانت أولى تجاربها مع صواريخ المقاومة تتساقط على المستوطنات القريبة من الحدود وتسبّب الذعر فيها، على رغم بدائيتها قياساً إلى ترسانة المقاومة التي ظهرت لاحقاً تباعاً، من حرب نيسان 1996 إلى حرب تموز 2006، وصولاً إلى ما هو عليه سلاح صواريخ المقاومة اليوم.
– كانت أبرز المهام الأمنية التخريبية لجيش العملاء في أيلول عام 1994 مع عملية التفجير في صفير التي استهدفت الشهيد فؤاد مغنية، شقيق الشهيد القيادي في المقاومة عماد مغنية وشقيق الشهيد جهاد مغنية عمّ الشهيد جهاد عماد مغنية الذي سقط في عملية القنيطرة، وكان قد استشهد عام 1985 في محاولة استهداف السيد محمد حسين فضل الله التي تشارك فيها كلّ من رجال الاستخبارات الأميركية والسعودية، بتفجير ضخم في منطقة بئر العبد بالضاحية الجنوبية لبيروت وسقط فيها عشرات الشهداء والجرحى، كما قال الرئيس السابق لوكالة الاستخبارات الأميركية وليم كايسي واعترافه بالمسؤولية المشفوعة بتعاونه مع رئيس الاستخبارات السعودية السابق بندر بن سلطان.
– عملية تفجير صفير التي سقط فيها الشهيد فؤاد مغنية، أدارها وأشرف عليها ونفذها العميل أحمد الحلاق، الشرطي المنضوي في جيش لحد، ونجحت المقاومة بعد سنة ونصف السنة من نصب كمين استخباري محكم للعميل الحلاق، فقامت بتخديره وجلبه إلى بيروت وبعد التحقيق معه وتسجيل كامل اعترافاته سلّمته إلى القضاء اللبناني، وأعدم الحلاق بعد سنتين تماماً من عمليته، في أيلول عام 1996.
– الدور الذي أسندته «إسرائيل» إلى «جبهة النصرة» هذه الأيام يشبه دور جيش لحد وعناصره، في مهمة التطوّع للموت بدلاً من المستوطنين وجنود الاحتلال، وبعدما كانت المهمة المناطة بـ«النصرة» قبل عملية مزارع شبعا وكلام السيد حسن نصرالله، هي تعزيز وتحصين وجودها في المناطق الحدودية، على أن تتعهّد قوات الاحتلال تقديم الدعم الناري والحماية اللوجستية كما فعلت في عملية القنيطرة. صارت مهمة «النصرة» الانتقام لجنود الاحتلال الذين يسقطون على يد المقاومة وتخشى «إسرائيل» الانتقام لهم خوفاً من ردّ المقاومة الذي رسم إطاره قائد المقاومة، وبدا فوق طاقة «إسرائيل» على التحمّل، فجعلت مهمة «النصرة» كأكياس الرمل مرتين، مرة في تلقي ضربات المقاومة السورية واللبنانية والفلسطينية الهادفة لبلوغ الجولان المحتلّ، ومرة للموت تفجيراً للنيل من البيئة الاجتماعية للمقاومة أملاً بإلحاق الأذى المعنوي بها، وإيصال الرسالة «الإسرائيلية» إلى داخل المستوطنين أو إلى جمهور المقاومة، إنّ الانتقام يتمّ بطرق جديدة لا تحمل «إسرائيل» وجنودها ومستوطنيها تبعات.
– أبو العز الأنصاري، انتحاري الكلاسة الذي فجر نفسه بحافلة لبنانية لزوار مقامات دينية في سورية، هو نسخة عن أحمد الحلاق، وقد نفذ بنفسه حكم الإعدام، لينتقم لأسياده الصهاينة، كاشفاً الدور الحقيقي لجماعته، التي كما صار واضحاً اليوم، أنّ لاختيار اسم قائدها وظيفة تتصل بالمهمة المسندة للجبهة كلها، أبو محمد الجولاني، مهمته حماية احتلال «إسرائيل» للجولان السوري، كما كان أنطوان لحد في لبنان.
– الطريق إلى الجولان تمرّ بالجولاني.