«تل أبيب» تتمنّى نصراًً سعودياًً سريعاً في اليمن
نقلت «القناة العاشرة في التلفزيون الإسرائيلي»، عن وكالة أنباء إيرانية، أنه عُثر على سلاح «إسرائيليّ» في السفارة السعودية في صنعاء ـ اليمن. وقالت التقارير إنّ «إسرائيل» أرسلت ضباطاًاً إلى مقرّ في العاصمة السعودية الرياض من أجل مساعدتها في حربها على اليمن. فيما ذكر الحوثيون أنّهم وجدوا وثائق تشمل خططاً أميركية لإقامة قاعدة عسكرية في المنطقة السعودية لمضيق باب المندب بهدف حماية مصالح الولايات المتحدة و«إسرائيل» في المنطقة.
وبحسب التلفزيون «الإسرائيلي»، قال الإيرانيون إنه ظهر من الوثائق أن السعودية خططت لهجمة واسعة النطاق ضد اليمن، بالتعاون مع دول عدة منها «إسرائيل». وذُكر أيضاًاً أنّ السعودية طلبت من «إسرائيل» سلاحاًاً متطوّراًاً لمساعدتها في حربها ضدّ اليمن.
ولفت التلفزيون العبري إلى إلى أنّ ديوان رئيس الوزراء «الإسرائيلي» بنيامين نتنياهو، رفض التعقيب على الخبر الذي أوردته وكالة الأنباء الإيرانية.
الجدير ذكره، أنّ الحرب على اليمن حظيت باهتمام المراقبين «الإسرائيليين»، الذين قاموا بتحليل ما يجري هناك، في ظلِّ غياب أيِّ تعليق رسمي، إلا أنّ العنوان البارز في كلِّ ذلك الاهتمام، تمثل في تمنيات للسعوديين بالنجاح، وفق صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية، ويبدو أنّ الاهتمام «الإسرائيلي» بالحرب على اليمن له ما يبرره، فالحرب تخدم الأهداف الاستراتيجية «الإسرائيلية» في المنطقة، بأن يطلق العرب الرصاص ضدّ بعضهم نيابة عنها، من دون أن تُطلق هي رصاصة واحدة، ومن دون أن تدخل في حرب رسمية معلنة.
كما يتضح الاهتمام «الإسرائيلي» من إجماع المراقبين على أنّ التطورات الأخيرة التي شهدها اليمن وتعاظم قوة «أنصار الله»، مثّلا موضع قلق كبير لدى «إسرائيل»، إذ قال المُستشرق أيهود يعاري محلل الشؤون العربية في القناة الثانية العبرية إن على «إسرائيل» أن تكون أول القلقين من الأحداث في اليمن، فحركة «أنصار الله» تُعتبر نسخة يمنية من حزب الله، فـ«إسرائيل» التي حاولت جاهدة وضع كلّ ما يحصل في سياق الصراع مع إيران، ترى أنّ ما يحدث في اليمن يقوّي النفوذ الإيراني في المنطقة، خصوصاً عند المدخل الجنوبي للبحر الأحمر، حيث مضيق باب المندب. وتخشى «إسرائيل» من تأثير ذلك على حركة السفن «الإسرائيلية» أثناء عبورها المضيق، لذلك، فإنّ المُستشرق «الإسرائيلي» يرى أنّه إذا استمر الوضع على ما هو عليه، سيتحول اليمن إلى إلى دولة موالية لإيران عبر الحوثيين.
علاوة على ذلك، فإنّ هناك تشابهاًاً بين توجهات حزب الله مع «أنصار الله» اليمنية عندما قال: «يجب الانتباه إلى إلى أنّ الحوثيين هم مثل حزب الله في لبنان، إذ يهتفون في تجمعاتهم الشعبية طوال الوقت: الموت لإسرائيل».
أمّا المصلحة الإسرائيلية من الحرب على اليمن فهي واضحة، بحسب رأي صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية، فإنّ مسارات تهريب السلاح من إيران إلى إلى غزة تمر عبر باب المندب وعبر اليمن، وبما أنّ السودان عضو في التحالف الذي أنشأته السعودية، فإنّ التهديد الذي تُواجهه «إسرائيل» من تهريب الأسلحة قد خفّت وتيرته، على حدّ تعبيرها.
أمّا آلِكس فيشمان المحلل العسكري في صحيفة «يديعوت أحرونوت»، وهو صاحب الباع الطويل في المؤسسة الأمنية «الإسرائيلية»، فيرى أنّ الحرب التي تشنها السعودية ضدّ اليمن، تخدم مصالح «إسرائيل»، وتشكل فرصة ثمينة لجني ثمار استراتيجية حيوية للأمن «الإسرائيلي».
وكتب فيشمان تحليلاً تحت عنوان: «ساعة اليمن تدق»، قال فيه، إنّ «إسرائيل» تجد نفسها من جديد في الجانب نفسه من المتراس، مع الدول المعتدلة كالسعودية، لأنّ سيطرة الحوثيين على ميناء الحديدة الذي يعتبر الميناء الأهم لليمن على البحر الأحمر، مكّنتهم من التحكم بخط الملاحة البحرية، وأثّرت على مستوى التأهب والحراسة للسفن «الإسرائيلية» التي تجتاز مضيق باب المندب.
علاوة على ذلك، فإنّ سيطرة الحوثيين على صنعاء وتمدّد نفوذهم في إلى المحافظات الأخرى، يعني من وجهة النظر «الإسرائيلية»، انهيار النظام الذي يعتمد على السعودية والولايات المتحدة، وإقامة نظام جديد يعتمد على إيران، العدو اللدود لـ«إسرائيل». ولذلك، ليس من مصلحة «إسرائيل» أن تسيطر إيران على مضيق باب المندب.
وأشار فيشمان إلى إلى أنّ «إسرائيل» لن تلعب أيّ دور في الحرب، وستكتفي بمتابعة ما يحدث، متمنية أن تُحقق السعودية نصراًاً سريعاًاً وحاسماًاً، يعيد الوضع إلى إلى سابق عهده، ويطرد الإيرانيين من البحر الأحمر، على حدّ تعبيره.
يُشار في هذا السياق إلى إلى أنّ صحيفة «هاآرتس» العبرية نشرت تقريراًاً مطولاً تحت عنوان: «عدوّ عدوّي صديقي»، عن التدخل «الإسرائيلي» في ما سمّته حرب اليمن الأولى، ما بين عامَي 1962 و1967، إذ استندت إلى إلى المعلومات التي تضمنها الأرشيف «الإسرائيلي»، الذي سمح بنشر مواد منه قبل سنوات، إذ كانت هذه هي المرة الأولى التي يجري فيها الحديث عن التدخل «الإسرائيلي» في اليمن، على رغم كتمان الأمر لما يزيد على نصف قرن.
ووفقاًاً للصحيفة؟، فقد جاء التدخل العسكري «الإسرائيلي» بناء على طلب بريطاني خاص، بعدما أُخذت موافقة بعض دول المنطقة، التي وقفت في حينه في وجه الوجود العسكري المصري، في إشارة منها إلى إلى السعودية والأردن، لافتة إلى إلى أنّ «إسرائيل» استجابت فوراًاً للطلب البريطاني، لأنها كانت تخشى أن يتسبّب تدخل مصر في اليمن بتوحيد العرب ضدّها بقيادة مصرية.