السعودية و«إسرائيل»… وحكاية غزل عنوانها أنور عشقي!
لم تعد الأمور مستترة، ولا التعاون مخفيّاً، ولا الاجتماعات واللقاءات سرّية، فالمملكة التي كانت تدّعي على مدى قرون سعيها إلى إصلاح ذات البين بين الدول العربية، والتي كانت تزعم ـ على مدى قرون ـ دفاعها عن فلسطين، ها هي اليوم تشمّر عن الزنود، وتغوص عميقاً في مستنقع التعامل مع العدوّ الصهيونيّ، واصفةً إياه بالدولة الصديقة، وواصمةً إيران بأنّها العدوّ الأكبر,
إنها المملكة العربية السعودية… المملكة التي نشأت بقرار استخباريّ بريطانيّ، وارتكبت المجازر بحق العرب، وساهمت حتّى النخاع في الحرب على العراق، والتي تشنّ اليوم عدواناً سافراً على اليمن. هذه المملكة، لا تتوانى اليوم عن الاجتماع بمسؤولين صهاينة، تهندس وإياهم المرحلة المقبلة، وتطلق رصاص الغدر على العرب.
الحديث هنا ليس عن وثائق سرّية قديمة كشف النقاب عنها، بل عن اجتماعات كانت سرّية، وأماطت اللثام عنها صحيفة «بلومبرغ» الأميركية، وصحف عبرية، عن لقاء جديد واستثنائي جمع أحد المسؤولين «الإسرائيليين» بمسؤول سعودي في ندوة مغلقة لمجلس العلاقات الخارجية في واشنطن ركّز على مواجهة التطوّرات حيال ملف إيران النووي، مشيرة إلى أن اللقاء سبقته لقاءات عدّة سرّية سابقة. وأفادت «بلومبرغ» أن اللقاء ضمّ أنور عشقي الضابط السابق في استخبارات السعودية ودوري غولد أحد كبار مساعدي رئيس الحكومة «الإسرائيلية» بنيامين نتنياهو، مشيرة إلى أنه سبق اللقاء خمسة لقاءات سرّية أخرى للاتفاق على جملة قضايا إقليمية، على رأسها كيفية محاصرة إيران. لافتةً إلى أن الحضور في الندوة فوجئوا باللغة العدائية القاسية التي استخدمها عشقي وبتحريضه ضد إيران، موضحة أن المسؤولَين «الإسرائيلي» والسعودي تداولا في بلورة استراتيجية سياسية واقتصادية مشتركة لمحاصرة إيران إقليمياً.
«بلومبرغ»: لقاء مصالح يجمع مسؤولين سعودي و«إسرائيلي» في واشنطن
كشفت تقارير صحافية «إسرائيلية» وأميركية عن لقاء جديد واستثنائي جمع أحد المسؤولين «الإسرائيليين» بمسؤول سعودي في ندوة مغلقة لمجلس العلاقات الخارجية في واشنطن ركّز على مواجهة التطوّرات حيال ملف إيران النووي، مشيرة إلى أن اللقاء سبقته لقاءات عدّة سرّية سابقة.
وأفادت صحيفة «بلومبرغ» الأميركية في عددها الصادر أمس أن اللقاء ضم أنور عشقي الضابط السابق في استخبارات السعودية ودوري غولد أحد كبار مساعدي رئيس الحكومة «الإسرائيلية» بنيامين نتنياهو، مشيرة إلى أنه سبق اللقاء خمسة لقاءات سرّية أخرى للاتفاق على جملة قضايا إقليمية، على رأسها كيفية محاصرة إيران. ولفتت الصحيفة إلى أن الحضور في الندوة فوجئوا باللغة العدائية القاسية التي استخدمها عشقي وبتحريضه ضد إيران، موضحة أن المسؤولَين «الإسرائيلي» والسعودي تداولا في بلورة استراتيجية سياسية واقتصادية مشتركة لمحاصرة إيران إقليمياً. فيما تحدث المسؤول «الإسرائيلي» عن خلفيات دفء العلاقات بين السعودية و«إسرائيل»، والذي جاء بناءً على قناعة دول الخليج بدور «إسرائيل» وعلاقتها الوثيقة بالولايات المتحدة، فضلاً عن شعورهم الجماعي بالتعويل على «إسرائيل» في مواجهة إيران.
ووفق الصحيفة الأميركية، فإن عشقي اختتم كلامه بعرض خطّة متدرّجة من سبعة بنود، بينها تحقيق «السلام» بين «إسرائيل» والعرب، راجياً نتنياهو بقبول المبادرة العربية التي طرحها نظامه وملكه الراحل عام 2002. وكشفت الصحيفة أنّ اللقاءات الخمسة السابقة عقدت في الهند وإيطاليا وجمهورية التشيك.
وكانت صحيفة «إسرائيل توداي» الصهيونية قد وصفت في عددها الصادر أول من أمس اللقاء بأنه «استثنائيّ»، وتناول المصالح المشتركة بين «إسرائيل» ونظام آل سعود، لافتة إلى أن مسؤولي «إسرائيل» والسعودية عملتا لمدة سنة على مداولات، وتحضير مواد تتعلق بآفاق التعاون المحتمل بينهما، بما في ذلك دور السعودية في المفاوضات بين «إسرائيل» والسلطة الفلسطينية.
وصارت اللقاءات بين مسؤولي «إسرائيل» والسعودية، تخرج على العلن بشكل لافت، إذ كان ابرز هذه اللقاءات في الآونة الاخيرة، لقاء ضمّ الرئيس السابق للاستخبارات السعودية والسفير السعودي السابق في واشنطن وهو من أفراد العائلة الحاكمة تركي الفيصل، والوزيرة «الإسرائيلية» السابقة تسيبي ليفني خلال مؤتمر ميونيخ للأمن السنة الماضية، إذ خرج المسؤول السعودي عن المعهود في لقاءات سياسية كهذه، بتقديمه إطراءً ملحوظاً للوزيرة «الإسرائيلية» ومناصراً موقفها في مواجهتها رئيس طاقم المفاوضات الفلسطيني صائب عريقات خلال المؤتمر، لدرجة استدعت صحيفة «جيروزاليم بوست» الصهيونية لتوصيف ما جرى بأنّ «الفيصل غازل ليفني في المؤتمر».
وكانت السلطات «الإسرائيلية» قد تحدثت قبل ذلك عن اجتماع وصفته بالتاريخيّ بين تركي الفيصل ذاته، ودبلوماسيين «إسرائيليين» خلال مؤتمر أمنيّ عُقد في موناكو، حيث تلقى خلاله الفيصل دعوة من عضو «الكنيست الإسرائيلي» مائير شطريت لإلقاء خطاب أمام «الكنيست» في «تل أبيب».
يذكر أن غولد يوصف بأنه أحد المستشارين المقرّبين جداً من نتنياهو، وشغل خلال ولايته الأولى منصب سفير «إسرائيل» لدى الأمم المتحدة. أما عشقي فهو محلّل يمثّل وجهة نظر السعودية في المحافل الأكاديمية المختلفة.
يشار إلى أن غولد تحدث في السابق في مقالات كتبها عن محطات عدّة في التعاون غير المعلن بين «إسرائيل» والسعودية، ولفت في أحد هذه المقالات التي نشرتها «إسرائيل اليوم» أيضاً إلى التعاون بين الجانبين إبان حرب اليمن مطلع ستينات القرن الماضي، وكشف فيه إن حرب اليمن عام 1962 فتحت المجال ضدّ الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر.
وكان الخبير الأميركي غوردون دوف قد كشف في موقع «فيترانز توداي» الأميركي الأسبوع الماضي عن إطلاق طائرة «إسرائيلية» مطلية بألوان سلاح الجو السعودي قنبلة نيوترونية على جبل نقم في اليمن الأسبوع الماضي في مشاركة للعدوان السعودي على اليمن.
«نيزافيسيمايا غازيتا»: تركيا على اعتاب مرحلة عدم استقرار جديدة
تناولت صحيفة «نيزافيسيمايا غازيتا» الروسية مسألة الانتخابات البرلمانية في تركيا التي ستُجرى يوم 7 حزيران الجاري، مشيرةً إلى أن الحزب الحاكم سيفوز فيها على رغم تقلّص شعبيته. وقالت: تُجرى في تركيا يوم 7 حزيران الجاري الانتخابات البرلمانية، وتشير نتائج استطلاعات الرأي إلى أن حزب «العدالة والتنمية» الحاكم يمكن أن يحصل فيها على 40 في المئة من الأصوات. لن تحصل في هذه الانتخابات مفاجآت كبيرة، إذ من المتوقع أن يحصل حزب «الشعب الجمهوري» المعارض على 26 في المئة من الأصوات، وحزب «الحركة القومية» اليميني المتطرف على 16 في المئة من الأصوات. ولكن مع ان هذه النتائج لا تختلف كثيراً عن تلك التي كانت عامي 2007 و2011 إلا انه مع قرب موعد الانتخابات يزداد توتر الأوضاع في المجتمع أكثر فأكثر.
تعتبر هذه الانتخابات اختبار البقاء على قيد الحياة لحزب «العدالة والتنمية» وأردوغان، الذي شكلياً لا ينتمي إلى أي حزب ولكنه يدعو الناخبين في كافة المناسبات إلى منح أصواتهم لحزب «العدالة والتنمية»، ما تسبب في اتهامه بانتهاك الدستور. ويطمح أردوغان إلى تغير دستور البلاد وتحويل تركيا إلى دولة رئاسية، ولكن لبلوغ هذا الهدف يجب أن يصوّت ثلثا أعضاء البرلمان 367 من مجموع 550 عضواً في البرلمان بالموافقة على ذلك، وإذا لم يتمكن من تجاوز هذا الحاجز، وحصل الحزب على 330 مقعداً في البرلمان، سيحق له إجراء استفتاء عام في شأن صيغة الدستور الجديدة.
ولكن مع استمرار انخفاض شعبية الحزب الحاكم وأردوغان نفسه سيكون من الصعب على الحزب تجاوز هذه العقبات، وذلك للأسباب الآتية:
أولاً: الناخبون يدركون أن منح الأصوات لحزب «العدالة والتنمية»، يعني أنهم يصوتون لمستقبل البنية السياسية للبلاد. وقد بينت نتائج استطلاع الرأي أن 27 في المئة فقط يؤيدون تحويل تركيا إلى دولة رئاسية، وحتى أن 43 في المئة فقط من أعضاء حزب «العدالة والتنمية» يؤيّدون ذلك.
ثانياً: اجراء تعديلات على مواد الدستور، يعني تعزيز سلطة أردوغان، الذي يتعرض لانتقادات داخلية وخارجية بسبب سياسة التسلط والقضاء على خصومه السياسيين بطرق غير ديمقراطية.
كما أن استياء الناخبين ناتج من الوضع السياسي غير الصحي المرتبط باعتقال مسؤولين كبار في قوات حفظ النظام وكذلك الصحافيين المعارضين والعلماء ورجال الأعمال، الذين يُتهمون بانتمائهم إلى حركة «Khizmat» التي أسّسها ويموّلها الداعية الإسلامي فتح الله غولن المقيم في الولايات المتحدة. إذ يعتقد أردوغان أن الحركة شكلت في البلاد حكومة موازية هدفها الاطاحة بالسلطة الحالية. يمكن إضافة تدهور الاوضاع الاقتصادية في البلاد إلى هذه المشاكل، وكذلك عدد من الأخطاء في مجال السياسة الخارجية، خصوصاً الفشل الذي منيت به هذه السياسة في الشرق الأوسط.
إضافة إلى هذا، ليست علاقات تركيا مع الدول الغربية مثالية، لذلك تتعرض السلطات التركية إلى انتقادات من وسائل الاعلام الغربية بسبب ابتعادها عن مبادئ الديمقراطية، وفي الفترة الأخيرة بسبب دعمها ومساندتها المتطرفين والإرهابيين. بعد زيارة الرئيس الروسي بوتين إلى أرمينيا لحضور مراسم إحياء الذكرى المئوية لمذابح الأرمن، ظهرت تصريحات معادية لروسيا من جانب القيادة التركية، وألغِي اجتماع مجلس التعاون التركي ـ الروسي الذي كان مقرراً في أواسط أيار الماضي، وكذلك المماطلة في تنفيذ مشروع غاز «التيار التركي».
المفاجأة غير السارة التي تنتظر حزب «العدالة والتنمية»، تكمن في احتمال أن يدخل إلى البرلمان حزب «الشعوب الديمقراطية» ذو التوجهات اليسارية، الذي أُسّس عام 2012 من اندماج حزب «السلام والديمقراطية» الموالي للأكراد وعدد من الاحزاب الصغيرة. ففي حال تجاوزه حاجز الـ10 في المئة، سيكون له أكثر من 50 مقعداً في البرلمان. إذا حصل هذا فعلاً، فلن يحصل حزب «العدالة والتنمية» على أكثر من نصف مقاعد البرلمان. وقد أعلنت أحزاب المعارضة أنّه في حال حصول الحزب الحاكم على أكثر من هذا، فإن ذلك يؤكد على أن الانتخابات لم تكن نزيهة ونتائجها مزورة. وهذا طبعاً قد يؤدّي إلى حدوث اضطرابات واحتجاجات شعبية كالتي حدثت عام 2013.
«حرييت»: أنصار أردوغان يعتدون على تجمّع جماهيري لحزب «الشعوب الديمقراطي» في أرضروم
اعتدى أنصار حزب «العدالة والتنمية» على تجمّع جماهيري نظّمه حزب «الشعوب الديمقراطي» التركي قرب ميدان في محافظة أرضروم شرق تركيا في إطار الحملات الانتخابية للانتخابات التشريعية المقررة في السابع من حزيران الجاري.
وذكرت صحيفة «حرييت» التركية أنّ مجموعة من مؤيّدي حزب «العدالة والتنمية» احتشدوا قرب ميدان أسطسيون في أرضروم بهدف منع تنظيم تجمّع جماهيري نظّمه حزب «الشعوب الديمقراطي»، ثمّ اعتدوا على المشاركين فيه ما أسفر عن إصابة عدد من أنصار حزب «الشعوب الديمقراطي».
وأشارت الصحيفة إلى استقدام قوات أمن إضافية إلى مكان الحادث بعد عجز شرطة نظام أردوغان عن منع المتظاهرين من الاعتداء على المشاركين في التجمّع الجماهيري.
ولفتت الصحيفة أيضاً إلى اعتداء أنصار حزب «العدالة والتنمية» بالعصي والحجارة على حافلة كانت مركونة قرب ساحة التجمّع، وإضرامهم النار فيها ما أسفر عن إصابة السائق بجروح قبل أن يُنقَل إلى المستشفى.
إلى ذلك، تعرّضت حافلة انتخابية تابعة لحزب «الشعوب الديمقراطي» لاعتداء مسلح في بلدة كارلي أوفا التابعة لمحافظة بينغول شرق تركيا مساء أمس، ما أسفر عن مقتل سائق الحافلة وفقاً لصحيفة «حرييت».
من جهة أخرى، ذكرت صحيفة «طرف» التركية أن موكباً انتخابياً تابعاً لحزب «الشعوب الديمقراطي» تعرض لهجوم مسلح في منطقة إنجيك في أنقرة أمس.
وأشارت الصحيفة إلى أن مجموعة من المسلحين اعترضوا موكب السيارات التي كانت تقل أعضاء حزب «الشعوب الديمقراطي» وأنصاره، وغالبيتهم من الأطفال والنساء في منطقة إنجيك، وهدّدوا أعضاء الحزب وتهجّموا على الموكب بالعصي والحجارة.
في سياق آخر، عثرت قوات الأمن التركية على المرشح المستقل للانتخابات البرلمانية في غازي عنتاب خليل ابراهيم غويوش ويداه مكبلتان وعلى جسده آثار تعذيب بعد فقدانه في محافظة شانلي أورفا في 30 أيار الماضي.
وقالت صحيفة «ملييت» التركية إنّ الشرطة عثرت على غويوش بعدما ألقي به من سيارة على حافة طريق نزيب غازي عنتاب، إذ قام مواطنون بالتبليغ عن الحادثة وبدأت الشرطة التحقيق في الحادث.
من جهة ثانية، قامت مجموعة من النساء في محافظة مرسين خلال تجمعّهن في ميدان نظّم فيه حزب «العدالة والتنمية» فعالية في إطار الانتخابات التشريعية، بإدارة ظهورهن لدى مرور موكب يقلّ أردوغان بعد توجيهه إهانات لنساء محافظة أغدير.
وذكرت صحيفة «طرف» أن النساء رفعن لافتة كتب عليها «لا نحتمل سياستك ومواقفك المعادية للنساء… وندير ظهورنا لك»، وسط هتافات مندّدة بعنف حكومة حزب «العدالة والتنمية» ضدّ المرأة.