فرنسا والسعودية تعطلان تفاهماً روسياً أوروبياً على المسار السياسي السوري كرّ وفرّ بانتظار الحوار… والعين على النفايات… وخلية أمنية أردنية في بيروت؟
كتب المحرر السياسي:
حركة روسية نشطة متعدّدة الاتجاهات تختصر المشهد الدولي في ظلّ خمول أميركي عنوانه الانهماك بضمان مرور آمن للتفاهم النووي مع إيران بضبط حركة الكونغرس بعدما تحقق للرئيس باراك أوباما الحصول على ثلث الأصوات من الكونغرس لتأييد التفاهم وهو الشرط اللازم لتمكينه من ممارسة حق النقض لأيّ تصويت ضدّ مقترحاته في الكونغرس من جهة، ومن جهة مقابلة بسبب العجز عن مقارعة روسيا في ساحات قوتها، فلا ثمة إمكانية لمنع روسيا من مواصلة خطتها لتفعيل التفاهمات العسكرية مع سورية وعنوانها الحرب على الإرهاب، ولا في مستطاع واشنطن قطع الطريق على الحركة الروسية نحو أوروبا المذعورة من تدفق سيول المهاجرين إليها من سورية، لدعوة الحكومات الأوروبية إلى التفكير بعقل بارد حول أولوية حفظ الاستقرار السوري كمصلحة أوروبية وسبل تحقيق ذلك، وبالتالي الاستعداد للتعاون الروسي الأوروبي لإطلاق مسار سياسي سوري يتأسّس على الانخراط مع الرئيس السوري بشار الأسد.
الحركة الروسية فتحت الطريق لمواقف أوروبية واضحة باتجاه الاعتراف بالحاجة إلى التحدث مع سورية من بوابتها الرئاسية، على رغم نجاح الضغوط السعودية الفرنسية في عدم منح هذه المواقف الصفة الأوروبية الجامعة، كما نجحت الحركة الروسية بفتح مسار الحلّ في أوكرانيا عبر التفاهم على قمة لدول النورماندي التي تضمّ ألمانيا وروسيا وفرنسا وبيلاروسيا مطلع الشهر المقبل لوضع قواعد الحلّ النهائي للأزمة الأوكرانية، مع مواصلة واشنطن محاولات المشاغبة بلعبة إقفال الأجواء أمام الرحلات الجوية الروسية نحو سورية، والحلّ الأوكراني سيعني إطلاق صفارة الحلّ اليمني الذي يبدو أنّ المفاوضات الدائرة في مسقط قد وصلت إلى وضع اللمسات الأخيرة عليه، باعتماد قرار مجلس الأمن بعد تشكيل حكومة وحدة وطنية إطاراً مقبولاً لوقف الغزو وفك الحصار ووقف النار والدخول في مندرجات الحلّ السياسي. وتتناقل مصادر على صلة بفريقي الصراع السياسي هذه المعلومات على رغم كثرة الصراخ عن حملة عسكرية للتحالف الذي تقوده السعودية عنوانه دخول صنعاء، يستعدّ لها الجيش اليمني ومعه اللجان الشعبية لجعلها الضربة القاضية التي ستضع حداً للأوهام السعودية وتجعل الحلّ السياسي أقرب.
في لبنان تطغى تداعيات جلسة الحوار الأولى وما سيليها من جلسات ينتظرها الكرّ والفرّ في غياب فرص التفاهمات على الملف الرئاسي، بينما تنتقل فرص التفاهمات إلى الحكومة الواقفة أمام امتحان النجاح في حلّ أزمة النفايات، وسط انشغال الأجهزة الأمنية بمعلومات عن وصول فريق أمني أردني متخصّص إلى بيروت مكلف بمهام خاصة تتصل بمخيم عين الحلوة وعرسال وتثير ريبة الأجهزة الأمنية من التسبّب بتوترات وجلب أخطار.
الزرع في المجلس النيابي والقطاف في السراي
أبصرت خطة معالجة أزمة النفايات التي افتعلت من قبل النائب وليد جنبلاط في 18 تموز الماضي النور يوم الأربعاء، فالزرع في المجلس النيابي أثمر قطافاً في السراي ما جعل رئيس الحكومة تمام سلام الرابح الأول، لا سيما أن تيار المستقبل الذي أربكه الحراك الشعبي ربط عشية الجلسة بحسب أوساط سياسية لـ«البناء» المشاركة في الحوار بإيجاد حل لأزمة النفايات والتمديد لسوكلين 18 شهراً». وإذا كانت جلسة الحوار الأولى كسراً للجليد بين القوى السياسية في فريقي 8 و14 آذار، فإن الأنظار تتجه إلى ما ستؤول إليه الجلسات المقبلة.
هل يقاطع العماد عون الحوار؟
وأكدت مصادر مطلعة لـ«البناء» «أن حضور رئيس تكتل التغيير والإصلاح الجنرال ميشال عون طاولة الحوار أمس ومشاركة وزير التربية الياس بو صعب في جلسة مجلس الوزراء لتمرير ملف النفايات كان بمثابة بادرة حسن نية جديدة في تفعيل عمل المؤسسات من دون أن يكون في ذلك تخلٍ عن مطالبه السابقة والتي باتت معروفة للجميع في شكل واضح لدى جميع اللبنانيين، لكن يبدو أن الفريق الآخر يريد أن يلعب لعبة الوقت مجدداً لاستنزاف العماد عون، ويبدو أن العماد عون متنبه لهذا الأمر وأكد بحسب مصادر مطلعة أنه في اللحظة المناسبة سيأخذ الموقف الذي يقطع الطريق على المناورة تلك، بخاصة أن تسريبات بدأت تظهر أن الترقيات لرتبة لواء يمكن أن تشمل فقط أعضاء المجلس العسكري من دون تعيين قائد جديد للجيش». وشددت مصادر مطلعة على «أنه إذا شعر العماد عون أنه سيكون هناك مماطلة في الترقيات لا سيما أن العميد شامل روكز يحال إلى التقاعد في 15 تشرين الأول، سيقاطع الحوار والحكومة».
وغرد العماد ميشال عون عبر حسابه الرسمي عبر «تويتر»، قائلاً: «تنتهي العهود عندما لا يدرك الحكام أن التغيير والإصلاح أصبحا ضرورة… رحم الله الملك لويس السادس عشر وماري أنطوانيت».
وأكدت مصادر قيادية في تيار المستقبل لـ«البناء» أن الجولة المقبلة من الحوار يجب أن تكون خريطة طريق للوصول إلى انتخاب رئيس للجمهورية، لافتة إلى أن مفتاح حل للأزمات هو انتخاب رئيس، ثم التخلص من الحكومة الحالية الفاشلة وتشكيل حكومة جديدة، فالتخلص من مجلس نيابي ممدد لنفسه مرتين». ولفتت المصادر إلى «أننا لن نقبل أن نرهن الجمهورية للعماد عون»، مشيرة إلى «أن الملف الرئاسي مرتبط بملف إقليمي والحلول للقضايا الكبرى على طاولة الحوار من الصعب التوصل إليها في القريب، فأي تطور في لبنان سيكون مرتبطاً ببوادر الحل في سورية الذي لا يزال بعيداً وما يجري حالياً هناك هو تناتش الدول الإقليمية والغربية على حصصها في سورية».
ضغط دبلوماسي يغيّب الرؤوس الكبيرة عن الحراك
إلى ذلك علمت «البناء» أنه نتيجة ضغوطات مرجع لبناني على أحد الدبلوماسيين الغربيين، تراجع عدد المشاركين في تظاهرة الحراك المدني أول من أمس بحجة انه لا يمكن أن تنعقد طاولة الحوار على وقع أقدام المتحاورين». ولفتت المصادر إلى «أن هذا الدبلوماسي استجاب وتحولت طلباته واقعاً ملموساً تمثل بغياب الرؤوس الكبيرة».
بقرادونيان
إلى ذلك لم يكن وقع توافق مجلس الوزراء على اعتماد مطمرين صحيين في منطقة سرار في عكار ومنطقة المصنع في السلسلة الشرقية واعتماد معمل معالجة النفايات في صيدا والعمل على تأهيل مكب رأس العين في صور ومعالجة مكب برج حمود ايجابياً على أهالي هذه المناطق.
وأكد الأمين العام لحزب الطاشناق النائب هاغوب بقرادونيان لـ«البناء» «أننا مستعدون لدراسة خطة النفايات التي أقرها مجلس الوزراء أمس»، مشيراً إلى «أن موافقتنا على الدراسة لا تعني الموافقة على فتح مكب برج حمود»، لافتاً إلى «أننا تحملنا ولا نزال نتحمل أعباء النفايات وجبال النفايات والدباغة والسوكومي والمسالخ في شكل كبير، ولذلك فإننا لن نوافق على استخدام مكبّ برج حمود في المرحلة المقبلة إلا بعد التأكد من إزالة جبل النفايات وما هي الحوافر الفعلية التي ستقدم للبلديات وهل ستكون النفايات مفروزة».
قزي
وأكد وزير العمل سجعان قزي لـ«البناء» أن «الحل لملف النفايات كان وليد الحراك الشعبي الذي جعل الحكومة تستعجل وتقر الخطة، لكنه استغرب في الوقت نفسه كيف أن اللبنانيين يريدون حلاً للنفايات ويردون جمعها ومعالجة الأزمة، ولا تريد أن تتم عملية الطمر البيئية والصحية في مناطقهم». وشدد على «أن معالجة النفايات بطريقة علمية وصحية هي ثروة للمناطق وليست آفة صحية أو بيئية خلافاً لما يظن العامة، لكن المشكلة أن الناس لا ثقة لهم بإدارة الدولة، ولذلك لجأت الحكومة إلى طريقة جديدة تمثلت بإعطاء إدارة النفايات للبلديات واتحاد البلديات بما يترجم مبدأ اللامركزية، عوض أن تفرض عليها هذه الشركة أو تلك. وغمز قزي من قناة إقرار الحكومة 76 مليون دولار لإعادة تأهيل منطقة برج حمود وإزالة جبل النفايات، و100 مليون للبقاع الغربي والأوسط، و100 مليون لمنطقة عكار». ولفت قزي إلى أن حزب الكتائب سجل تحفظه على إعادة تكليف شركة سوكلين للجمع والكنس».
وتتجه الأنظار إلى الحراك الشعبي وما إذا كان سينسحب المنظمون بعد حل الأزمة أم أن هذا الحراك سيبقى في الشارع لإيجاد حل لأزمتي الكهرباء». وبدأت أمس بلديات عنجر ومجدل عنجر والصويري، تحركات احتجاجية ومنها قطع الطرق بدءاً من ساحة شتورا وصولاً إلى المصنع رفضاً لقرار مجلس الوزراء نقل النفايات من بيروت إلى منطقة المصنع الحدودية.
وأكد رئيس اللقاء الوطني الوزير السابق عبد الرحيم مراد على «عدم التهاون في موضوع تحويل البقاع ومجدل عنجر أو أعالي السلسلة الشرقية بالتحديد، إلى مكب للنفايات»، معتبراً أن «البقاع ليس بمكب زبالة لأحد ومحذراً من «تداعيات ذلك على الساحة البقاعية».
وتجمّع عدد من الشبان في ساحة عرمون رفضاً لإعادة فتح مطمر الناعمة. كما اعتصمت حملة «إقفال مطمر الناعمة» و«تجمع عرمون بلدتي» احتجاجاً على القرار. وأصدرت بلدية الناعمة بياناً جاء فيه انه «وانسجاماً مع قرارات ومواقف المجلس البلدي السابقة، أكد المجتمعون بالإجماع عدم الموافقة على إعادة فتح المطمر حتى ولو لساعة واحدة».
وقال رئيس بلدية صيدا محمد السعودي، تعليقاً على خطة شهيب، بأن مدينة صيدا لن تستقبل كميات إضافية من النفايات من خارج نطاق اتحاد صيدا والزهراني وعين الحلوة قبل تأمين مطمر للعوادم.
خلية أردنية في بيروت
أمنياً، علمت «البناء» أن معلومات سربت عن تلقي جهاز أمني معلومات تؤكد وجود فريق أمني أردني في بيروت مهمته الاتصال بخلايا فلسطينية داخل حي طيطبا والصفوري في مخيم عين الحلوة تعمل لمصلحته ومكلفة بعمليات تخريب واغتيال بعض الشخصيات الفلسطينية من التنظيمات الأصولية الناشطة في المخيم، والإطلاع على المعلومات بخصوص التدريبات التي تجري في منطقة جرود عرسال لمجموعة سورية أصولية تابعة لتنظيم داعش تتحضر للدخول إلى الأردن، لتنفيذ عمليات أمنية محدودة في عمان وفي منطقة المفرق الأردنية، متابعة تحركات الأردني أحمد فايد الفايد وهو أردني الأصل هرب من الأردن قبل 10 سنوات، بعد أن حاول إطلاق صواريخ كاتيوشا اتجاه الأراضي المحتلة.