قرع أردوغان الباب فسمع الجواب الوجه اليهودي ظهر تحت القناع التركي
اياد موصللي
المخطّط اليهودي ظهر مؤخّراً بشكل سافر من دون أقنعة… وحمل مهمّة تحقيقه وتطبيقه أردوغان تحت راية العلم التركي.. حلم راود أتاتورك وأراد تحقيقه فعجز، وبعد موته يحاول الدكتاتور الجديد تحقيق هذا الحلم تحت شعار إسلام مُسيلمة الكذاب…
والترابط اليهودي التركي المقنّع ظهر في أكثر من موقف رغم الأقنعة المخادعة للعرب في التاريخ الحديث… فالأصول اليهودية لمعظم قادة تركيا لم تعدْ مخفيّة، بدءاً من مصطفى كمال حتى أردوغان… ومن لم يكن يهوديّ المعتقد في سرّه كان يهوديّ الفكر والتوجّه.. فمؤسّس دولة تركيا الحديثة كمال أتاتورك كما يقول «بيير هابيس» في كتابه «الصهيونية والشعوب الشهيدة»:
«ولد كمال اتاتورك في عام 1880، وهو يهوديّ من أصل إسباني وتعلّم الإسبانية القديمة عن والده هو وعائلته… من أتباع مذهب السبتاليّين. اعتنقوا الإسلام ليتخلّصوا من الموت. وبالنظر إلى أصله السامي، منع عنه الألمان خلال حرب 1914 شبه المارشالية التي كانت الجمعية الوطنية في أنقرة على أهبة منحه إيّاها عام 1929».
وتظهر مواقف تركيا اتجاه تأييد «إسرائيل» بأشكال عديدة، فبعد نشوء «إسرائيل» كانت العلاقات حميمة وراسخة، وحدثت توتّرات مصطنعة ومفتعلة، ثم قُطعت بشكل مسرحي منذ حادثة الباخرة التركية على سواحل غزة… عادت العلاقات بين الدولتين بعد ظهور الإرهاب المسلّح في سورية والدور «الإسرائيلي» التركي ـ الأوروبي الداعم له. وبعد منع «إسرائيل» الأذان عند المسلمين من على المآذن، أعادت تركيا السفير التركي! وتقبّلت أوراق اعتماده! وكأنّ الأذان يخصّ أهل فلسطين وحدهم.
إنّ الخطر التركي على بلادنا لا يقلّ أبداً عن الخطر اليهودي، فكلاهما خطر وجود لا خطر حدود.. فتركيا التي سلبت لواء الاسكندرون من سورية تريد إتمام مخطّطها بالوصول إلى حلب وأقضيتها، لذلك دخلت الأراضي السورية بحجّة مكافحة «داعش». أرادت الدخول من الباب، دون موافقة أهل الدار فصُدّت ومُنِعت.. تركيا مغترّة بقوّتها وانشغال سورية بحرب أشعلت تركيا نيرانها عبر الحلفاء والعملاء.
اليوم، وبعد الردّ السوري وسقوط ثلاثة جنود أتراك، بدأت تركيا بالتهديد بردّ عنيف. إنّ الموقف التركي كان ولا زال هو هو… العداء للعرب والحلم بإعادة السيطرة على بلادهم، تارةً تحت راية الإسلام تستّراً وإخفاء للنوايا، وتارة تحت راية العنصرية.
الخطر التركي لم ينحسر أبداً، وهو الذي مهّد الطريق أمام الوعد بإقامة دولة صهيونية في فلسطين.
ولا أجد تحديداً للخطر التركي والخداع التركي والأطماع التركية من الوصف الذي أعطاه الزعيم سعاده وحدّد به الرغبات والنوايا التركية بحق سورية، فكتب في جريدة «النهضة» العدد 91 تاريخ 2/2/1938 مقالاً بعنوان «هذا حب جشع يا تركيّة…» وقد نشر هذا المقال في كتاب «مقالات ضائعة» لجان داية ص 324.
هذا الكلام قاله سعاده، ووصف فيه تركيا كما هي حقيقتها منذ 87 سنة. كما عاد وكرّر في خطاب له في الأول من آذار 1938، فقال: «إنّ الخطر اليهودي هو أحد خطرين أمرهما مستفحل وشرّهما مستطير، والثاني هو الخطر التركي، وهذان الخطران هما اللذان دعوت الأمة السورية جمعاء لمناهضتهما…».
ومن إبداعات التاريخ إعادته لنفسه وتكراره للمواقف.. العداء التركيّ تاريخياً مترافق مع العداء الفرنسيّ فكرياً وسياسياً، رغم بعض المراحل والمواقف التي أملتها المصالح والظروف. ففرنسا هي من وهب لواء الاسكندرون إلى تركيا ومنحه لها.. فرنسا في جميع مواقفها مؤخّراً كانت داعمة للإرهاب، مشجّعة للعدوان على سورية ومشاركة فيه فعليّاً ومتحمّسة لإصدار القرارات الدولية الغاشمة والباطلة والمفتعلة… خطوات متناسقة مع تركيا، ونذكّر من لا يذكر ببيان الجبهة الوطنية السورية الذي صدر عام 1936 عقب التخلّي عن لواء اسكندرون، حيث قال البيان: «… إنّ فرنسا تستخدم سورية كمادة للمساومة وتجرّها للكارثة.. ومن عهد بويلون F. Bouilon وفرنسا تنتهز سياسة التخلّي والإفلاس اتجاه تركيا…». تركيا وفرنسا ينطبق عليهما المثل «وافق شنّ طبقة».
ونعود لنذكّر بما جاء في المقال الذي كتبه «هـ. سايد بوتون» في جريدة «دايلي سكتش» البريطانية في 25/5/1938، والذي ورد فيه: «أنّ تركيا القديمة قد ماتت تماماً، وتركيا الحديثة بكامل حيويّتها وفكرها الاستقلالي ستصبح سدّاً منيعاً بوجه الاجتياحات الأجنبية، ومن الأكيد أنّ تركيا القوية المزدهرة هي صديقة لإنكلترا…».
هذه تركيا اليوم، تركيا أردوغان اليهودي المتدثّر برداء الإسلام، وكلّ خطوة خطتها تركيا بقيادته ظهرت على المسرح بشكل واضح وسافر، وكشفت عن نواياه المعروفة لنا رغم كلّ الستائر والمناورات.
حلم أتاتورك الذي حلم بتحقيقه تحت العديد من الشعارات، وفي طليعتها إسلام مسيلمة الكذّاب، وسار من أجلها جنباً إلى جنب مع حليفه اليهودي الصهيوني المتستّر، والذي ظهر في أكثر من موقف رغم جميع الأقنعة المخادعة للعرب والتاريخ.
وكان ضدّ الإسلام، وأزال كلّ معالمه الروحية والمادية. وما أشبه اليوم بالأمس، وما أشبه أردوغان باليهوديّ اليمني عبدالله بن سبأ الذي تلفّح برداء الإسلام لا لشيء إلّا لشقّ صفوف المسلمين.
إنّ الحلم التركي الأتاتوركي الأردوغاني قومياً سيبقى في أحلام العقل المريض، ونقول لمن يفكّر أنّ التاريخ يعيد نفسه، وتجد تركيا أحلامها قد تحقّقت أنّه يعيش في الوهم، مؤمنين مع سعاده: «بأنّ أيّة أمة أو دولة اذا لم يكن لها ضمان من نفسها وقوّتها هي فلا ضمان لها بالحياة على الإطلاق…».
يجب أن نعارك، يجب أن نصارع، يجب أن نحارب ليثبت حقنا، وإذا تنازلنا عن الحق ذهب حقنا باطلاً، «عوا مهمّتكم بكامل خطورتها، ولا تخافوا الحرب بل خافوا الفشل…».