وحدة القرار الوطني الفلسطيني ضرورة فلسطينية
بلال شرارة
تنعقد يومَي العاشر والحادي عشر من الشهر الحالي في سفارة دولة فلسطين ببيروت اجتماعات اللجنة التحضرية للمجلس الوطني الفلسطيني لعلها تستطيع وضع خارطة طريق لانعقاد اجتماعات المجلس الوطني بأعضائه كافة وبحضور القوى كافة على الساحة الفلسطينية.
الساحة الفلسطينية والأرض المحتلة منذ العام 1967 تحتاج الى التماسك، وهي ترى صحوة ضمير المجتمع الدولي المتأخرة 54 عاماً على استكمال الاحتلال «الإسرائيلي» لفلسطين التاريخية بما فيها القدس و69 عاماً على نكبة الشعب الفلسطيني.
والساحة الفلسطينية بحاجة الى التضامن، لأنّ التصويت الدولي وإقرار القرار 2234 إعلان عن فتح الأعين وإشهار لا دولية بوجه الاستيطان وتعطيل مخطط «إسرائيلي» يشتمل على ضمّ وتهويد أجزاء من الضفة يحمل اسم: حلم يعقوب .
الساحة الفلسطينية تستدعي ضرورة الوحدة الوطنية بمواجهة مشروع يهودية الكيان ومشروع استكمال تهويد القدس وطمس معالمها الإسلامية المسيحية العربية ودفن مشروع التقسيم المكاني والزماني للمسجد الأقصى، وإسقاط مشروع جدار الفصل العنصري وأهدافه والتصدّي لاستمرار «إسرائيل» في قلب الحقائق وممارسة التضليل للمجتمع الدولي في الوقت الذي تقيم فيه مستعمرات تكرّس واقع الدولة الواحدة والتمييز العنصري من خلال مواصلة الاحتلال والاستيطان.
والساحة الفلسطينية بحاجة الى أن تكون نواة صلبة مع اقتراب انعقاد مؤتمر باريس في 15 كانون الثاني الذي تتهيّب «إسرائيل» انعقاده وتريد تعطيله وتستبق خطاب وزير الخارجية الأميركي كيري فيه أمام نظرائه باعتباره – المؤتمر – حسب وزير الحرب «الإسرائيلي» ليبرمان أكثر أحادية الجانب والأكثر مناهضة للاستيطان والممارسات «الإسرائيلية».
الساحة الفلسطينية هي الآن أكثر قابلية لعقد تفاهمات فلسطينية – فلسطينية بعد نجاح انعقاد مؤتمر فتح الأخير والخطاب السياسي المنفتح على الآخر. وهي الساحة ترى انحسار قوة الإرهاب ميدانياً في الشرق الأوسط، رغم العمليات الصوتية الدامية في غير مدينة دولية وإقليمية واستهداف غير عاصمة عربية وبأنه الإرهاب وهو في ذروة قوته وأيامه الذهبية لم يستطع أن يسرق الأضواء طويلاً من القضية الفلسطينية. وهو وإنْ حقق إجماعاً على اعتباره تهديداً للأمن والسلم الدوليين والإقليميين، إلا أنه لم يتموضع في الحياة السياسية الدولية باعتباره قضية ذات أولوية مطلقة.
والقضيه الفلسطينية رغم الوقائع على الساحات السورية والعراقية واليمنية والليبية، بقيت تتقدّم على ما عداها، ولم تستطع يوميات الوقائع العربية الدامية مجتمعة إقصاء أهمية القضية الفلسطينية وكذلك فشلت محاولات استبدال إيران كعدو للعرب بدلاً من «إسرائيل»، رغم صرف المليارات الكثيرة من الدولارات ومحاولة تمويل انتحار عدد من الكيانات العربية.
إذن، اتخاذ الاستعدادات لعقد المجلس الوطني الفلسطيني في هذه اللحظة السياسية وتشكيل حكومة وحدة وطنية والذهاب الى انتخابات رئاسية وتشريعية وإنهاء الانقسام هو الفرصة الحقيقية لتصحيح المسار والخطأ التاريخي الاستراتيجي الذي جعل من غزة كياناً مستقلاً عن الضفة، وصولاً الى القبول بمشروع الوطن البديل في شمال سيناء والتصريحات حول الفيدرالية بين غزة والضفة.
إنها فرصة فلسطينية حقيقية لجعل العام 2017 عام فلسطين، عام الاعتراف الدولي بدولة فلسطين ورفض القبول بالحلول الانتقالية والدولة ذات الحدود المؤقتة.