الكرملين: لا حديث عقلانياً مع واشنطن حتى توقف الهستيريا
أكد دميتري بيسكوف، الناطق الصحافي باسم الرئيس الروسي، أن إطلاق الحوار العقلاني مع وشنطن، يتطلب تخلي الأخيرة عن «الهستيريا» حول الهجمات الإلكترونية المزعومة.
وقال بيسكوف، أمس، في معرض تعليقه على استمرار النقاش في الولايات المتحدة، حول مضمون تقرير الاستخبارات الأميركية، بشأن التدخلات الروسية المزعومة في الحملة الانتخابية: تحول ذلك إلى هستيريا حقيقية. نعرف أنه من غير المجدي البحث عن أي حبات للعقلانية، أثناء نوبة الهستيريا، بل يجب أن ننتظر توقف هذه النوبة.
وذكّر بأن موسكو نفت مرارا، كل الاتهامات بهذا الصدد، قطعيا. واصفا المزاعم الأميركية بأنها «سخيفة تماما» والمواد التي قدمت بهذا الشأن «بأنها مفبركة».
وأكد أن موسكو تعوّل على أن يتمكن الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والأميركي دونالد ترامب، من بناء علاقة طيبة، بعد تولي الأخير مهامه في 20 كانون الثاني الحالي.
وأعاد بيسكوف إلى الأذهان، أن ترامب تحدث مرارا عن استعداده للحوار مع موسكو. وأضاف: «لكن توفر الإرادة لا يعني أن هناك استعدادا للتوافق حول كل النقاط. وهو أمر مستحيل، لا تتوقعه موسكو. لكننا نأمل في إجراء الحوار، لكي يساعدنا ذلك في البحث عن مخارج من أزمات عديدة».
وبشأن أول إفادة لريكس تيلرسون، المرشح لتولي حقيبة الخارجية في إدارة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، أمام مجلس الشيوخ الأميركي، قال بيسكوف: إن الكرملين أخذ موقفه تيلرسون من إمكانية الاعتراف بتبعية القرم لروسيا، بعين الاعتبار، على الرغم من أن الجانب الروسي لا يشاطر تيلرسون هذا الموقف. وتنوي موسكو مواصلة توضيح جوهر مسألة القرم لواشنطن.
وسأل أحد السيناتورات، الذين شاركوا في اجتماع لجنة الشؤون الدولية بمجلس الشيوخ، حول موقف تيلرسون من وضع القرم وعما إذا كان على واشنطن أن تتمسك برفضها الاعتراف بتبعية شبه الجزيرة هذه، لروسيا، مثلما فعلت تجاه وضع جمهوريات البلطيق، عندما كانت في قوام الاتحاد السوفياتي. وأجاب تيلرسون قائلا: الطريق الوحيد الذي قد يمكننا من القيام بهذه الخطوة، هو عقد اتفاقية أوسع نطاقا، تحترم مصالح الشعب الأوكراني. ومن دون مثل هذه الاتفاقية، لا يجوز أن نعترف بانضمام القرم لروسيا أبدا.
وقال بيسكوف في معرض تعليقه على تصريحات تيلرسون، هذه: إننا لا نقبل مثل هذه العبارات وسنوضح موقفنا مع تقديم البراهين.
يشار إلى أن مدير الاستخبارات الوطنية الأميركية، جيمس كلابر، كان وزع الجمعة الماضية، النسخة «غير السرية»، من التقرير حول الهجمات الإلكترونية على المؤسسات السياسية الأميركية، التي حاولت واشنطن تحميل روسيا المسؤولية عنها. وزعم التقرير، أن روسيا شنت «حملة تأثير» على سير الانتخابات وفقا لتوجيهات القيادة الروسية. لكن من دون أن يتضمن التقرير أي دليل يثبت صحة هذه التهم.