أردوغان ينقلب على عقبَيْه والحرب سجال…!

محمد صادق الحسيني

العيون شاخصة نحو الباب، بعد احتلالها من جانب قوات الغزو التركية وميليشياتها الإرهابية، تحت عنوان تطهيرها من داعش…!

هو صاحب رقصة الهيلاهوب البهلوانية الذي يراوغ بين اللعب بالورقة الروسية وبين الحنين الجارف لحضن سيده الأميركي…!

وكل ذلك بتخطيط وتوجيه من الشيطان الأكبر العالمي وكما يلي:

أولاً: هناك أمر عمليات أميركي لأذناب الولايات المتحدة في «الشرق الأوسط» بالتخطيط لحرب ضد محور دول المقاومة على أن تنفذ خلال هذا العام.

ثانياً: الروس على علم بذلك، وهناك اتفاق بين الطرفين الأميركي والروسي أن يكونا ضابطَي إيقاع في حال وقوع الحرب وأن لا يدخلا الحرب مباشرة.

ثالثاً: الأردن ضمن المحور الأميركي والأميركيون يقومون بخداع الروس وتقديم الأردن على أنه يرغب في لعب دور إيجابي في الأزمة السورية.

في هذه الأثناء لا بد لصديقنا الروسي أن ينتبه ويراقب كما هو آتٍ:

أولاً: عندما تضع المرأة مولودها يكون في حاجة إلى التنظيف السريع من بقايا المشيمة والشوائب الأخرى العالقة بالجسد الغضّ، وذلك كي يتمّ تحضيره على مسيرة الحياة بشكل صحيّ نظيف.

وهكذا هو النظام العالميّ الجديد الذي أطلق عليه السيد لافروف في مؤتمر ميونيخ: نظام ما بعد الغرب.

أي أن على الحليف الروسي للدولة السورية أن يعتمد الطرق الصحية السليمة لنمو وتطور علاقاته مع حليفه السوري والإيراني.

إذ إن استمراره في محاولات احتواء المولود المشوّه خلقياً، أردوغان، لن يؤدي إلا إلى مزيد من الخسائر والدمار للشعب السوري ومزيد من الخسائر المادية والبشرية للحليف الإيراني اللصيق للشعب العربي السوري.

ثانياً: يجب أن يكون الحليف الروسي قد وصل الى قناعة بأن الخطوات التي اتخذها أردوغان منذ آب 2016 وحتى الآن لم تكن سوى مناورة سياسية لتقطيع الوقت حتى تتضح سياسة الرئيس الأميركي الجديد بعد انتخابه الى جانب تحقيق مكاسب اقتصادية تنقذ اقتصاده المنهار.

ثالثاً: لا يتمثل دليلنا على ذلك بمستوى التمثيل المنخفض للدولة التركية في أستانة فحسب، الضامن الثالث لوقف إطلاق النار، فقط وإنما في ممارسات أردوغان وأجهزته الأمنية وجيشه المتعلقة بما يلي:

– التفاهمات التي توصّل لها أردوغان خلال جولته الخليجية الأخيرة مع محمد بن سلمان وتميم قطر حول زيادة تسليح الجماعات المسلحة في أرياف حلب ومنطقة إدلب وأريافها.

– تقوم السعودية وقطر بتمويل الصفقات، بينما تقوم أجهزة الاستخبارات التركية بتقديم التسهيلات لإيصالها إلى المسلحين التابعين لتركيا والسعودية.

– قيام أردوغان بطرح موضوع تحرّك الإمارات العربية الداعم للأكراد وضرورة مواجهته عن طريق تسليح الجماعات المشار إليها أعلاه.

– اتفاق أردوغان مع المذكورين أعلاه على ضرورة الاستمرار في تسليح الجماعات المسلحة استعداداً لمرحلة ما أسماه: العودة إلى حلب.

رابعاً: كان أردوغان وأجهزته قد باشروا تنفيذ هذه الخطة حتى قبل الزيارة، إذ إن الاستخبارات العسكرية التركية كانت قد سلّمت المجموعات المسلحة في الفترة من 1/2 وحتى 15/2/2017 الأسلحة والتجهيزات التالية:

– دبابات ثقيلة من طراز ت 72 / عددها اثنان وعشرون دبابة. وقد تمّ إدخالها كاملة عن طريق باب الهوى.

– ناقلات جند مزوّدة برشاشات عيار 23 ملم/ عددها ثماني عشرة.

– رشاشات BKC/ عددها مئتان وثلاثون رشاشاً.

– مدافع هاون عيار 82 ملم/ عددها إثنان وثلاثون مدفعاً.

– قذائف هاون عيار 82 ملم/ عددها ثلاثة آلاف ومئتا قذيفة.

– مدافع ميدان عيار 155 ملم /عددها إثنا عشر مدفعاً.

– قذائف مدفعية عيار 155 ملم/ عددها ألفان وأربعمئة قذيفة.

– قواذف 7/ R P G /عددها أربعمئة وستون قاذفاً.

– قذائف R P G / 7 عددها أحد عشر ألفاً وخمسمئة قذيفة.

وقد قامت الجهات المعنية بشراء هذه الأسلحة بواسطة شركة تجارة سلاح ألمانية وجميعها بلغارية المنشأ.

– تمّ شحن جميع هذه الأسلحة على ثلاث دفعات من ميناء بورغاس Burgas البلغاري إلى ميناء الاسكندرون «التركي».

خامساً: كما أن على الحليف الروسي كون أن الحليف الإيراني والحلفاء الآخرين على وعي كامل بذلك ، أقول عليه أن يعي خطورة التآمر الذي يقوم به أردوغان، ليس فقط ضد سورية والعراق، وإنما ضد المصالح الاستراتيجية الروسية في شرق المتوسط وفي العالم أيضاً.

سادساً: إذ إن أردوغان عضو حلف الناتو قد اتفق مع «إسرائيل» على إجراء مناورات بحرية مشتركة في شرق المتوسط تشارك فيها قطع بحرية أميركية ويونانية وقبرصية. وبالتأكيد فإن هذه المناورات لن تكون موجّهة ضد الوجود الأوغندي، وإنّما ضد الوجود الروسي في شرق المتوسط.

علماً أن هذه المناورات ستجري في شهر نيسان المقبل من العام الحالي.

سابعاً: تم الاتفاق بين أردوغان و«إسرائيل» على استئناف برنامج تحديث الدبابات التركية من طراز M 60 ، حيث كلّف وزير الدفاع «الإسرائيلي» السابق، شاؤول موفاز، بإدارة هذا البرنامج، بالإضافة إلى تكليفه بالإشراف على تنفيذ صفقة تسليح إلكتروني تقوم بموجبها شركة البيت «الإسرائيلية» Elbit systems بتزويد الجيش التركي بالتجهيزات التالية:

– منظومات رادارية.

– مجسّات الكترو ضوئية أجهزة تجسس وتنصت ، أي ما يُطلق عليها:

Electro-optical – sensors

ثامناً: كما يجب أن لا نغفل استمرار التعاون الجوّ فضائي «الإسرائيلي» مع أردوغان:

– إذ إن «إسرائيل» تواصل تزويد نظام أردوغان للصور والمعلومات الفضائية التي تجمعها أقمار التجسس «الإسرائيلية» من طراز أفق.

– إضافة إلى استمرار الطائرات «الإسرائيلية» من طراز F 16 D بالوجود في القواعد الجوية التركية المشار إليها في رسالة سابقة ومواصلتها عمليات التدريب المستمرة على ضرب الأهداف المحصّنة تحت الأرض.

تاسعاً: ومن اللافت للانتباه تركيز قيادة سلاح الجو التركي و«الإسرائيلي» على استخدام نظام LANTIRN في عمليات التدريب.

علماً أن نظام الملاحة هذا يسمح للطائرات بالعمل ليلاً ونهاراً وفي أنواع الظروف الجوية كافة.

وهو النظام المعروف بالانجليزية بـ :

Low Altitude navigation And Targeting infraRed for Night

إنها الخديعة المكشوفة، التي لا بدّ من فضحها على الملأ، ومواجهتها كما يجب، وإفشالها وهو سيتحقق عاجلاً أو آجلاً..

بعدنا طيّبين قولوا الله.

اترك تعليقاً

Back to top button