ترامب يزيد الإنفاق العسكري 54 مليار دولار
تعهد الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، أمس، بزيادة «تاريخية» للميزانية العسكرية للولايات المتحدة الأميركية. فيما ذكرت قناة «CNN» نقلا عن مصادر أميركية مسؤولة، أن البنتاغون أحال، أمس، للرئيس ترامب، خطة خاصة مكثفة للقضاء على تنظيم «داعش». واتهمت الكنيسة المكسيكية الرئيس الأميركي بالتصرف كالإرهابيين.
وقال ترامب، في اجتماع مع محافظي ولايات البلاد، في واشنطن: إن هذه الميزانية ستتوافق مع وعدي بضمان أمن الشعب الأميركي. وهذا يعني زيادة تاريخية للميزانية. وتعهد بإعادة قدرات القوات المسلحة الأميركية «المنهكة»، حسب قوله. والتي يعتبر أنها تراجعت بشكل ملموس خلال السنوات الماضية. كما أشار إلى أن بلاده أنفقت حوالى 6 تريليونات دولار على الحروب التي خاضتها في الشرق الأوسط، خلال السنوات الـ17 الماضية. واصفا هذا الأمر بـ«غير المقبول به» لا سيما أن الولايات المتحدة لم تحقق شيئا هناك، حسب رأيه. وأعلن أنه سيكشف عن تفاصيل خطته خاصة بالميزانية الأميركية خلال كلمة سيلقيها أمام الكونغرس يوم الثلاثاء.
وفي سياق متصل، أعلن مكتب إدارة الميزانية الأميركية في بيان رسمي، أمس، أن ترامب يعتزم زيادة الحصة العسكرية في الإنفاق العام لحكومة الولايات المتحدة بـ54 مليار دولار، أو بـ 10 في المئة، على حساب مجالات أخرى.
وأوضح المكتب، أن تقليص الميزانية سيطال جميع المؤسسات الأميركية تقريبا، باستثناء تلك المعنية بضمان أمن الولايات المتحدة، مشيرا إلى أن هذه الخطوة ستمس بالدرجة الأولى مجال المساعدات للأطراف الخارجية.
ويتوقع المسؤولون في إدارة ترامب، أن يتم احتساب الميزانية الأميركية الجديدة على أساس نمو الناتج المحلي الإجمالي في العام 2017 عند 2.4 في المائة.
محاربة «داعش»
على صعيد آخر، كان الرئيس الأميركي قد وقع، يوم 28 كانون الثاني الماضي، أمرا يلزم الحكومة الأميركية بوضع خطة في غضون 30 يوما للقضاء على تنظيم «داعش» المصنف إرهابيا على المستوى العالمي. وقالت التقارير الإعلامية، إن ترامب كلف وزير الدفاع الأميركي، جيمس ماتيس، بإعداد خطة للعمل قد تشمل نشر مدفعية أميركية في الأرض السورية، أو شن هجمات باستخدام مروحيات قتالية أميركية لدعم الهجوم البري على معقل «داعش» في مدينة الرقة.
وأكد ترامب مرارا، خلال حملته الانتخابية وبعد توليه منصب الرئيس في 20 كانون الثاني، أن لديه «خطة سرية» لمواجهة «داعش»، لكنه تعهد بإعطاء القادة العسكريين مهلة شهر لتقديم خيارات جديدة، بشأن محاربة الإرهاب في الشرق الأوسط. ومن الخيارات المحتملة التي أشار إليها الإعلام الأميركي، توسيع استخدام قوات العمليات الأميركية الخاصة وزيادة عدد العسكريين الأميركيين المنتشرين في العراق وسورية. وكذلك، منح البنتاغون والقادة الميدانيين صلاحيات إضافية لتسريع عملية اتخاذ القرارات.
وأعلن المتحدث الرسمي باسم التحالف الدولي، الذي تقوده الولايات المتحدة، العقيد جون دوريان، أنه يوجد على الأرض السورية حاليا، حوالى 500 عسكري أميركي، منهم مستشارون وعناصر من القوات الخاصة.
مؤيدو ترامب
على صعيد مختلف، ينظم مؤيدون للرئيس ترامب تجمعات ومسيرات في مدن وبلدات في أنحاء الولايات المتحدة، ردا على موجات من الاحتجاجات المناهضة له، منذ انتخابه في تشرين الماضي. وليس من المقرر أن ينضم ترامب لأي من المسيرات والتجمعات المقررة لهذا الأسبوع.
وجاء بعض منظمي التجمعات من «حركة حزب الشاي» وهي شبكة غير رسمية، من المحافظين المناهضين للمؤسسات، تزايد نفوذها في الأروقة السياسية للحزب الجمهوري منذ ظهورها في 2009. وقالت مجموعة تدعى مين ستريت باتريوتس إنها ساعدت في تنظيم مسيرات تحمل اسم «روح أميركا» في 33 ولاية على الأقل، يوم أمس والسبت.
وكتب المنظمون على موقع المجموعة على «الإنترنت»: على خلاف من يحتجون ضد رؤية الرئيس ترامب، نحن مجموعات متنوعة تمثل قلب وروح أميركا وتريد لأمتنا أن تحقق المأمول بصفتها أعظم أمة على أرض الله الخضراء.
وأضافوا: الناخبون من طبقة العمال ساعدوا في دفع الرئيس ترامب للفوز. وهذه المسيرات ستساعد في تزويد الأصوات المنسية تلك، بآلية حتى يتسنى سماعهم.
الكنيسة المكسيكية
من جهتها، اتهمت الكنيسة الكاثوليكية المكسيكية، الرئيس الأميركي ترامب، بالتصرف كالإرهابيين فيما يتعلق بالهجرة. ووجهت انتقادات أيضا إلى حكومة الرئيس إنريكي بينا نييتو، بسبب ما وصفته بالخضوع للقرارات الأميركية.
وذكرت مجلة «ديسدي لا في» هنا الإيمان الأسبوعية، الناطقة باسم الكنيسة في افتتاحيتها، أن ما يقوم به السيد ترامب، ليس تطبيقا لتشريع غير إنساني فقط، بل إنه تصرف ارهابي فعلي.
وأضافت الافتتاحية التي حملت عنوان: «الإرهاب المهاجر»، إن السلطات المكسيكية لا تقوم بأي تحرك، فهي تدلي بتصريحات وتقطع وعودا. وهي خجولة في ردود فعلها، وتبدي خوفها. والأسوأ، تبدي خضوعها.
ووجهت الكنيسة المكسيكية انتقادات علنية للتدابير التي أعلنتها إدارة ترامب، لإبعاد ملايين المهاجرين غير الشرعيين، معتبرة أن الملاحقات التي تستهدف المتسللين، بثت الخوف وأدت إلى رعب حقيقي بين المكسيكيين المقيمين في الولايات المتحدة.
ويقدر عدد المهاجرين غير الشرعيين بـ 11 مليونا على الأراضي الأميركية. ويشكل المكسييكيون القسم الأكبر منهم. وهؤلاء هم الذين استهدفهم ترامب خلال حملته الرئاسية ووصفهم خلالها بأنهم «لصوص ومجرمون». ومن المشاريع التي وعد بها ترامب على صعيد الهجرة، بناء جدار على الحدود مع المكسيك، مؤكدا أنه يريد حمل السلطات المكسيكية على تمويله.