الجعفري: للتنسيق مع الجيش السوري في محاربة الإرهاب
أعلن رئيس الوفد السوري إلى جنيف د. بشار الجعفري أمس، «أنّ جلسة المحادثات مع المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سورية ستيفان دي ميستورا ركّزت على موضوع مكافحة الإرهاب، خاصة في ضوء العمليات الإرهابية الحالية التي تستهدف ريفي دمشق وحماة»، موضحاً أنه تمّ أيضاً «إجراء تقييم لمساري أستانة وجنيف بناء على طلب دي ميستورا».
وقال الجعفري: «بدأت هذه الجولة من جنيف 5 على وَقع تصعيدٍ واضح من قِبل المجموعات الإرهابية، وهو تصعيد لافت للانتباه من حيث التوقيت والشكل والمضمون»، مشيراً إلى أنّ «هذا التطور ينسجم مع التعليمات لهذه الفصائل الإرهابية من مشغليها، ومن بين هذه التعليمات التوحّد تحت لواء جبهة النصرة الإرهابية، لكي تكون شركاء». ورأى في ذلك «مؤشراً على تورط النظامين السعودي والتركي وغيرهما في العمليات الإرهابية داخل سورية».
وأشار الجعفري إلى أنّ «مجلس الأمن يعتبر جبهة النصرة كياناً إرهابياً، وبالتالي، فإنّ الأنظمة والحكومات التي تتعامل مع جبهة النصرة الإرهابية والفصائل التي توحّدت تحت لوائها هي حكومات متعاملة مع الإرهاب وراعية له».
وأكد الجعفري أنّ «هدف كلّ الاعتداءات الإرهابية التي حدثت هو تقويض المحادثات في أستانة وجنيف، وعلى كلّ الحكومات التي تتمتع بالمنطق دعم المسار السياسي في أستانة وجنيف».
وأشار إلى «المشاريع التي قدّمتها روسيا في مجلس الأمن لإدانة التفجيرات الإرهابية في حمص ودمشق واستهداف السفارة الرّوسية، لكنّها لم تُعتمد بسبب اعتراض كل من الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا وفرنسا».
ولفت إلى أنّ «تصريحات وفد الرياض وغيره المؤيدة للإرهاب في دمشق تكشف انتماءاته والأجندات التي يعمل لصالحها، وهذه المنصّات ليست منصّات معارضة وطنية وإنّما منصّات تخريبية ترعى الإرهاب وهي جزء منه».
وبشأن التنسيق بين الولايات المتحدة وما يُسمّى «قوات سورية الديمقراطية» للبدء بمعركة تحرير الرقة، قال الجعفري: «نحن نرحب بأيّ طرف يريد أن يكافح الإرهاب بشكل نزيه وموضوعي بالتنسيق مع الحكومة السورية وليس بتجاهلها»، مؤكداً أنّ «محاربة الإرهاب اليوم أصبحت شأناً عالمياً وليست شأناً سورياً أو عراقياً فقط، وتستدعي تضافر جهود الجميع».
وشدّد على «أنّ السبيل الوحيد لهزيمة داعش هو التنسيق والتعاون مع الجيش السوري».
من جهته، حذّر مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة في جنيف أليكسي بورودافيكين مخترقي نظام وقف إطلاق النار في ريف دمشق، من «مصير لا يُحسَدون عليه» سينتظرهم في حال واصلوا الانتهاكات.
وقال بورودافيكين: «الوضع صعب، وأصبح كذلك بعد أن حاولت جبهة النصرة وفصائل المعارضة التي انضمّت إليها، مهاجمة دمشق مجدداً، إذ تقصف تلك الفصائل الأحياء السكنية، ما يؤدي إلى سقوط خسائر بشرية».
وأكد بورودافيكين «أنّ موسكو ستواصل الإصرار على إشراك أكراد سورية في المفاوضات»، مشيراً إلى أنّ «الأكراد أصبحوا قوة سياسية مهمة ويتمتعون بقدرات عسكرية كبيرة في محاربة الإرهاب، ولذلك لهم الحقّ الكامل في أن يلعبوا دوراً في ترسيم مستقبل بلادهم».