نتنياهو ارتكب حماقة بطرسبورغ
ناصر قنديل
– من الذي يقف وراء تفجيرات بطرسبورغ، والهدف هو الإرباك والتشويش وإيصال رسالة حول قدرة جهة ما تواجهها روسيا على النيل من الأمن في المدن الروسية الكبرى، والرسالة ذات طابع شخصي أيضاً للرئيس الروسي فلاديمير بوتين لاختيار مدينته التي ينتمي إليها وترعرع فيها، وبالتزامن مع ضخ إعلامي لتحريك تظاهرات وتشجيع معارضات، يرافقه ضخّ مالي وحضور للوبيات ترتبط بالخارج لكنّها فاعلة في روسيا. واللافت هنا أن التفجيرات تجري في ظل حملة إعلامية مركّزة لإثارة الشغب في شوارع روسيا، والإيحاء بأن اضطرابات تشبه الربيع العربي تنتظر روسيا، كما قالت قناة العربية.
– الرئيس الروسي كرجل أمن عريق ومحترف، ورئيس سابق لجهاز المخابرات الروسية لن يكشف استنتاجاته التي لا تعتمد على التحقيقات التي يجب انتظارها، كما أشار. فهذه الكلمة من محترف تعني أنه عرف الفاعل ولا يحتاج لتحقيق، والتفاصيل لا يمكن انتظارها منه، بل مما سمعناه على لسان الناطقة بلسان الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، التي اختارت في المؤتمر الصحافي الذي عقدته حول التفجيرات أن تسأل عن مندوبة جريدة الواشنطن تايمز، لتقول لقد كان مدعاة استغرابنا أنها نشرت صورة لتفجير المترو وإلى جانبها صورة لتظاهرات موسكو، وأضافت حسناً فعلت عندما اتصلنا بمكتبها وأصرّينا على ممثليهم هنا، فقاموا بنزع الصور.
– الواشنطن تايمز صحيفة أميركية مملوكة لـ إسرائيليين أميركيين وليس لمجرد مؤيدين لـ إسرائيل ، فهي معروفة في الأوساط الأميركية بصفتها صحيفة بنيامين نتنياهو، كما قناة العربية لسان حال محمد بن سلمان. وقد تفرّغت العربية والواشنطن تايمز لتنظيم حملات إعلامية تستهدف الاستقرار الروسي، كأنها عشية ثورة. ومعلوم حجم الفشل الذي مُني به نتنياهو وبن سلمان في غزوة دمشق وحماة الأخيرة، وكم رصدا جهوداً وسفراً وتحضيراً وإمكانات للفوز بها، وكم بنيا من آمال على ذلك، وكم سعيا لتحييد روسيا من طريقهم، وكم أصابتهما الخيبة من الحزم الروسي، وصولاً لتحميلهما موسكو والرئيس بوتين مسؤولية ضياع الحلم والفرصة.
– الذهاب لعملية تنفذها جهات متفرّعة من تنظيم القاعدة، ستضيع الرسالة، لأن القاعدة في حال اشتباك مع روسيا، وليس مطلوباً فعل شيء على طريقة اغتيال السفير الروسي في تركيا، والقول إنه شاب غاضب من الدعم الروسي للدولة السورية، بل المطلوب رسالة تقول إن ما فعلته روسيا في إجهاض غزوة بن سلمان ونتنياهو سيكلفها من أمنها، وأن بالمستطاع تعديل الموقف. والأهم هنا أن التعديل يخص نتنياهو وليس بن سلمان، فنتائج ما جرى على الوضع في سورية سلكت طريقها بالتغيير في الموقف الأميركي، لكن ما يتصل بأمن إسرائيل لا يزال ملفه مفتوحاً، والسعي لتحسين شروط إسرائيل في مواجهة حزب الله لا يزال على الطاولة، و إسرائيل توظف السعودية وقناتها العربية، ومالها، لكن الهدف إسرائيلي والرسالة إسرائيلية ، وزخاروفا نطقت كلمة السر. لماذا الواشنطن تايمز تنشر صور التفجير والتظاهرات معاً؟