المعارك تشتد في عين الحلوة و قرار فلسطيني بإنهاء حالة بدر
تجدّدت الاشتباكات في مخيّم عين الحلوة لليوم الرابع على التوالي بين القوة الأمنيّة المشتركة من جهة، وجماعة الإرهابي بلال بدر من جهةٍ أخرى، ليرتفع عدد القتلى إلى 8 والجرحى إلى أكثر من خمسين.
فبعد أن تراجعت حدّة الاشتباكات خلال ليل الأحد – الاثنين، عادت المعارك أمس بشكل عنيف واستخدمت فيها القذائف الصاروخيّة والأسلحة الرشّاشة وتركّزت على محور حيّ الطيري جبل الحليب، مفرق سوق الخضار، الشارع الفوقاني، وطاول الرصاص الطائش مستشفى صيدا الحكومي ما أدّى إلى تحطّم زجاج طابق العناية الفائقة وطابق الأطفال. وشهد المدخل الغربي للمخيّم لجهة الحسبة، حركة نزوح كثيفة للأهالي، فيما اتّجهت الأمور ميدانياً نحو الحسم وسط تأكيد من حركة «فتح» أنّ على بدر تسليم نفسه.
وأشارت «فتح» إلى أنّ «مجموعات متطرّفة تقاتل إلى جانب جماعة بدر، وأكّد قائد «الأمن الوطني الفلسطيني» فتحي أبو العردات، «رفض القيادة السياسيّة الفلسطينيّة وحركة فتح والفصائل شروط بلال بدر، وقرار إنهائه اتُّخذ والعملية العسكرية لن تتوقّف قبل تحقيق الهدف».
وكان بدر قد شنّ هجوماً لفكّ الطوق عنه عبر ثلاثة محاور والتقدم باتجاه بناية الأسدي بالقصف الصاروخي، إلّا أنّ محاولته لم تنجح وأدّت إلى مقتل ثلاثة وجرح عدد في صفوف مقاتليه، إضافة إلى سقوط 8 قتلى وحوإلى خمسين جريحاً منذ بداية الاشتباكات.
وعُرف من القتلى: موسى الخربيطي، حسن أبو دبوس، ممدوح الصاوي، عامر علاء الدين، فراس بلعوس ومحمد عزات موسى.
ولحقت أضرار جسيمة في البيوت والممتلكات والسيارات، لا سيما في سوق الخضار الطيري. وأبقت القوى الأمنيّة طريق الحسبة من الجنوب إلى صيدا وبالعكس مقطوعاً، لملاصقته المخيم ونظراً للرصاص الطائش. وشهد المدخل الغربي للمخيم لجهة الحسبة نزوحاً كثيفاً للأهالي، وأُفيد عن إصابة أحد الأشخاص برصاص طائش قرب حسبة صيدا نُقل إلى مستشفى الراعي للمعالجة. وتأثّرت الحركة في مدينة صيدا نتيجة تدهور الوضع داخل المخيم، وأقفلت المدارس والجامعات أبوابها وأعلن عدد منها عن بدء عطلة الربيع ابتداءً من اليوم.
واستقدم الجيش تعزيزات من فوج المغاوير إلى المدينة تحسّباً لأيّ تطوّرات، كما عزّز من تدابيره على مداخل المخيم، خصوصاً أنّ معلومات تردّدت عن أنّ هناك أنفاقاً أقامها بدر توصل من المخيم إلى منطقة البحر والبساتين المحيطة بصيدا.
وذكر مصدر فلسطيني، أنّ «الإرهابيّين حاولوا فتح جبهة جديدة في حيّ حطين لتخفيف الضغط عن جماعة بدر المتحصّنة في حيّ الطيري، وقالت مصادر فلسطينية إنّ «قنصاً جرى للمرة الأولى بين حيّ حطين عند الطرف الجنوبي حيث تتواجد مجموعات تكفيرية، وبين منطقة جبل الحليب شرقاً حيث مراكز حركة «فتح»، جرى تطويقه سريعاً عبر سلسلة اتصالات، بينما احترق منزل في سوق الخضار»، مشيرةً إلى أنّ «إطالة أمد المعركة يستنزف القدرات للطرفين ولأبناء المخيم الذي فرغ من سكّانه».
إلى ذلك، ناشد الأمين العام لحركة النضال اللبناني العربي النائب السابق فيصل الداوود، في بيان له، القيادات الفلسطينية على مختلف تنظيماتها، «أن تتوحد تحت قرار واحد، بإنهاء البؤر الأمنية في مخيم عين الحلوة، وتسمح للقوة الأمنية المشتركة بإلغاء المربعات الأمنية، لان دون ذلك، استمرار النزف البشري في المخيم، وبقاء التوتر الأمني، وترويع الأهالي، ولا بد من الحسم العسكري، بعد ان فشل الأمن بالتراضي، كما الحلول السياسية الجزئية، فالأمن لا يتجزأ، ولا بدّ من جهة أمنية واحدة تحمي المواطن الفلسطيني، وأن لا تتكرر مأساة مخيم نهر البارد».