«الغارديان» ترى أنّ ترامب يدفع العالم إلى كارثة.. وعملية سوريّة روسيّة مشتركة تقتل 22 قيادياً إرهابيّاً
لفتَ مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري، إلى أنّ وثائق ويكيليكس أكّدت أنّ البيت الأبيض أعطى الضوء الأخضر لاستخدام الأسلحة الكيميائيّة في غوطة دمشق العام 2013.
وقال خلال جلسة خاصّة حول سورية في مجلس الأمن، إنّ دمشق وجّهت 90 رسالة إلى مجلس الأمن حول حيازة المجموعات المسلّحة أسلحة كيميائيّة، وأضاف: «تمّ تهريب لترين من مادة السارين من ليبيا إلى تركيا إلى المسلّحين في سورية عبر طائرة مدنيّة».
وأوضح أنّ دمشق أرسلت طلباً إلى مجلس الأمن لإرسال وفد من منظمة حظر الأسلحة الكيميائية لاستجلاء الحقيقة.
واعتبر أنّ واشنطن شنّت عدوانها على سورية حين شعرت بتراجع المجموعات الإرهابية التي تدعمها، مشيراً إلى أنّ واشنطن «عادت إلى كذبة الأسلحة الكيميائيّة، وهي تنقل الأزمة من العدوان بالوكالة إلى العدوان بالأصالة». وقال: «واشنطن تُدير الإرهاب في سورية، وترتكب جرائم ضدّ المدنيّين وتؤمّن غطاء جويّاً للإرهابيّين».
وذكّر الجعفري بالتزوير بشأن أسلحة الدمار الشمال في العراق، «ثم دفن الأرشيف في صناديق تفتح بعد 60 عاماً»، على حدّ قوله. وأكّد أنّ العدوان الأميركي لن يثني سورية عن مكافحة الإرهاب والمشاركة في محادثات السلام.
وفي السياق، اتّهم مندوب روسيا لدى مجلس الأمن فلاديمير سافرونكوف بريطانيا بالعمل على تقويض العمل الروسي الأميركي بشأن سورية، وانتقد بيان المندوب البريطاني لدى مجلس الأمن، واصفاً إيّاه بأنّه يعمد إلى تعقيد جهود المبعوث الأممي إلى سورية واعتماده سلوكاً هجومياً.
وتوجّه المندوب الروسي بكلامه إلى المندوب البريطاني خلال جلسة لمجلس الأمن مخصّصة لبحث التطوّرات في سورية، قائلاً: «أنت تدعم مصالح المجموعات المسلّحة وتريد تدمير المؤسّسات السورية»، معتبراً أنّ رايكروفت أهان سورية وإيران والدول الأخرى، وأنّ هذا لا ينمّ عن احترام إجراءات مجلس الأمن.
وأكّد سافرونكوف على ضرورة التخلّي عن الغطرسة والتفكير بمستقبل سورية، من دون التدخّل في شؤون السوريين.
وخلال كلمته أمام مجلس الأمن، أشار سافرونكوف إلى أنّه ليس مقبولاً محاولة المعارضة السورية تحقيق تقدّم عسكري، واصفاً هذا العمل بـ«المُدان»، وقال سافرونكوف إنّ «فرنسا وبريطانيا وأميركا تخرّب عمل المجلس، وترفض حتى إدانة الهجوم على السفارة الروسيّة في دمشق»، مؤكّداً أنّ بلاده مستعدّة للوفاء بالتزاماتها بشأن وقف إطلاق النار في سورية، كما دعا الجميع للالتزام.
وختم المندوب الروسي كلامه بالسؤال عن سبب رفض إيصال المساعدات إلى مناطق سيطرة الحكومة السورية.
وكان ماثيو رايكروفت، المندوب البريطاني في مجلس الأمن، قال خلال جلسة مجلس الأمن إنّه «لا مكان للأسد في مستقبل سورية» بحسب تعبيره، مشيراً إلى أنّه لم يفت الأوان لكي تغيّر روسيا مسارها وتؤثّر على دمشق لإنهاء الحرب.
وأكّد رايكروفت على استعداد بلاده للانخراط بشكلٍ بنّاء مع روسيا في مجلس الأمن.
بدوره، وصف المبعوث الأممي إلى سورية ستيفان دي ميستورا التقدّم الذي أحرزته محادثات جنيف بالهشّ، مضيفاً أنّه يستعدّ لاستئناف المفاوضات بشأن سورية، كما أكّد على استمراره في منصبه.
أمّا المندوب المصري لدى مجلس الأمن، فقد دعا للإسراع في التحقيق بحادثة خان شيخون.
من جهته، أكّد المندوب الفرنسي لدى الأمم المتحدة فرانسوا ديلاتر، أنّ «حلفاء النظام السوري مسؤولون عن إجبار سورية على تنفيذ التزاماتها»، معتبراً أنّه لا يمكن التصرّف كما لو أنّ هجوم خان شيخون لم يحدث.
أمّا مندوب الأوروغواي فقد أكّد على أنّ الحلّ في سورية سياسي، مشيراً إلى أنّه لا مجال للحلّ العسكري.
إلى ذلك، كشف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن وجود روايتين محتملتين للهجوم الكيميائي في إدلب، فهي «إمّا غارة سورية على مخزن المواد السامّة، أو أنّ الأمر تمثيليّة».
بوتين الذي أكّد أنّ سورية أوفت بالتزاماتها الخاصة بالتخلّص من الأسلحة الكيميائيّة، قال إنّه لا يمكن اتخاذ خطوات ضدّ دمشق من دون إجراء تحقيق في أحداث خان شيخون.
ويقاتل حوالى 20 ألف مسلّح أجنبي إلى جانب «داعش» في سورية، بينهم 10 آلاف مسلّح من بلدان رابطة الدول المستقلّة، وفق بوتين.
ووصف الرئيس الروسي العلاقة مع واشنطن بأنّها تتدهور، خصوصاً على الصعيد العسكري، وذلك على الرغم من دخول الولايات المتحدة في فترة حكم جديدة.
من جهته، قال ديمتري بيسكوف المتحدّث بِاسم الكرملين أمس، إنّ مطالبات الغرب لروسيا بالكفّ عن دعم الرئيس السوري بشار الأسد تصل إلى حدّ إطلاق يد الإرهابيّين.
وتعتقد صحيفة «الغارديان» أنّ التصرّفات الخطيرة لإدارة ترامب، والهجمات التي نفّذها العسكريّون الأميركيّون تحت ذريعة مكافحة «داعش» ألحقت أضراراً بالغة بمدنيّين مسالمين في دول «الشرق الأوسط».
وأشار الصحافي تريفور تيم في مقالته المنشورة في صحيفة «الغارديان» البريطانية، إلى أنّ القصف الأميركي على سورية جذب انتباه العالم بأسره، ولكنّ تصرفات إدارة ترامب الخطيرة في أجزاء أخرى من العالم باتت دون اهتمام المجتمع الدولي.
ويؤكّد صاحب المقالة أنّ الرئيس الأميركي يعترف بصراحة بأنّه ليست لديه أيّة فكرة في ما يخصّ مستقبل سورية، وأمّا الإدارة والكونغرس الأميركي فليس لديهما أيّة خطّة في حال تغيير النظام في دمشق. وعلاوة على ذلك، يبدو أنّه لا أحد يقلق من أنّ الضربات الأميركية على سورية تضع الولايات المتحدة على حافة صراع عسكري مع روسيا.
وكانت وسائل إعلام قد أعلنت سابقاً أنّ وزير الدفاع الأميركي خطّط منذ أسابيع عديدة لإجراء عملية خطيرة لاحتجاز سفن إيرانية في المياه الدولية. ويشير تيم إلى أنّ هذه العملية، التي يعتبرها عدوانيّة بدون شك، أُجّلت بسبب تسريب المعلومات عنها إلى وسائل إعلام.
وأضاف الصحافي، أنّ الفكرة القائلة بأنّ إشعال حروب ضدّ كلٍّ من سورية وإيران وكوريا الشمالية سيؤدّي إلى حلّ ما، تناقض ما جرى خلال الأعوام الـ15 الأخيرة حين أقدمت الولايات المتحدة خلالها على غزو دولة بعد أخرى، وقامت بالإطاحة بزعمائها مخلّفة الفوضى وتفاقم حجم الدمار وفقدان تريليونات الدولارات وملايين الأرواح.
وتوصّل تريفور تيم إلى استنتاج أنّ سياسة إدارة ترامب الحاليّة تقود الولايات المتحدة والعالم بأسره إلى الكارثة، مضيفاً أنّ السياسيّين ووسائل الإعلام وجميع من يستطيع التأثير على الرئيس الأميركي الجديد يتجاهلون ذلك.
ميدانياً، قال موقع «روسكايا فيسنا» الروسي، نقلاً عن مصدر عسكري سوري، إنّ الطائرات الروسية شنّت غارات على موقع تجتمع فيه قيادات من «أحرار الشام» و«جبهة النصرة».
وأضاف المصدر، أنّ التحرّيات أفادت بأنّ قيادات من «أحرار الشام» ستعقد اجتماعاً عسكريّاً مع قيادات من «جبهة النصرة» في العاشر من نيسان الحالي في ريف إدلب، وبالتحديد في جسر الشغور.
وتابع المصدر: «لقد حصلنا على المعلومات اللازمة وقمنا بالتأكّد منها، ونقلناها بدورنا للطيران الروسي العامل في سورية. بعد ذلك، قامت الطائرات بوجيه ضربة إلى مكان الاجتماع ما أسفر عن مقتل 22 قائداً للمجموعات الإرهابية».
من جهةٍ أخرى، دخلت الحافلات إلى بلدتَي الفوعة وكفريا لإجلاء السكّان المحاصرين نحو حلب، كما تمّت الاستعدادات لإخراج المسلّحين وعائلاتهم من مضايا والزبداني بريف دمشق.
وذكر المصدر نفسه، أنّ عمليات الإجلاء تتمّ بإشراف الهلال الأحمر السوري الذي سيرافق المسلّحين إلى إدلب.
ويأتي ذلك في إطار تنفيذ اتفاق المدن الأربع الزبداني، مضايا، كفريا، الفوعة ، والذي تمّ التوصّل إليه بين المعارضة السورية المسلّحة والسلطات السورية.
ويقضي الاتفاق بخروج أكثر من 3 آلاف شخص من الراغبين بالخروج من مضايا والزبداني، مقابل إجلاء كلّ القاطنين في كفريا والفوعة إلى مناطق سيطرة الجيش السوري، وذلك على عدّة مراحل تبدأ من اليوم.
ويقضي الاتفاق أيضاً بخروج 1500 معتقل لدى السلطات السوريّة، من دون تحديد الأسماء.