عراق الحشد وحشد ترامب وجهاً لوجه…!
محمد صادق الحسيني
لأنّ الحشد الشعبي العراقي أحبط مخططات التقسيم والفدرلة والفتن الطائفية المتنقلة بحضوره الفاعل، رغم أنف أميركا وقوى العدوان…!
لأنّ الحشد الشعبي العراقي صار يساوي الوطن والهوية والوحدة الوطنية…!
أنّ الحشد الشعبي العراقي بات الرمز الذي يساوي استقلال القرار العراقي بوجه مخططات شراء الذمم والولاءات والتبعية للأجنبي…!
قرّر الكاوبوي الأميركي النزول بلحمه العاري على الأرض العراقية مجدّداً محاولاً عبثاً إعادة عقارب الساعة إلى الوراء…!
هي أميركا الغازية والمحتلة والمتدخّلة الأكبر في شؤون العراق الداخلية تظهر على شاشة الميادين العراقية بشكل وقح، تماماً كما على الساحة السورية، وكما يلي:
أولاً: في إطار استعداداتها لشنّ هجوم على قضاء القائم والسيطرة عليه تقوم القيادة العسكرية الأميركية في العراق غرفة العمليات بحشد حوالي 1400 عنصر من القوات العميلة لها قوات عشائر دُرّبت في الأردن ويقودها ضباط أردنيون في أربع نقاط غرب الرمادي معسكرات ، حيث تقوم الطائرات الأميركية بتوفير الحماية الجوية لهم.
علماً أنّ هذه التشكيلات المسلحة هي التي ستكلف بتنفيذ المهمات القتالية في الميدان.
ثانياً: ستشمل مهماتهم عمليات هجوم وسيطرة، بغطاء جوي أميركي ومواكبة قوات بالمروحيات الأميركية، ستشمل هذه المهمات أقضية:
– البعاج.
– القيروان.
– المحلبية.
ثالثاً: هدف هذه العملية هو السيطرة على قضاء القائم بالكامل من أجل السيطرة على شريط الحدود السورية العراقية وفصل العراق عن سورية تمهيداً لإقامة قاعدتين أميركيتين جديدتين:
الأولى: جنوب شرق القائم.
والثانية: شرق دير الزور.
وذلك لتأمين تدخل أميركي أوسع في محافظة الأنبار بالتعاون مع القوات العميلة والجيش الأردني من أجل فرض سيطرة دائمة على مثلث الحدود الأردني العراقي السوري…
رابعاً: سوف يبدأ التحرك الأميركي على محور البعاج بداية، وذلك بعد تنفيذ عمليات التمهيد الناري المخطّط لها، ومن ثم يتمّ إنزال كتيبة قوات خاصة محمولة جواً تابعة للفرقة 82 الأميركية والتي تمّ نقلها مع كتيبة أخرى الى قاعدة عين الأسد قبل ستة أيام من الكويت، سيتمّ إنزالها في الأماكن المحدّدة لبدء الهجوم.
علماً أنّ مهمة هذه الكتيبة تنحصر في احتلال الأماكن المحدّدة لها، ومن ثم تثبيت عناصر القوات العميلة فيها للإمساك بالأرض، بحيث اقتصرت مهمتهم لاحقاً على الإشراف وتقديم الإسناد الجوي والمدفعي للقوات العميلة عند الحاجة.
خامساً: ونظراً لاتساع الرقعة الجغرافية لمنطقة العمليات فقد تمّ استقدام سربَيْ مروحيات أباتشي من الكويت إلى قاعدتي الحبانية وعين الأسد استعداداً للمشاركة في مساندة القوات العميلة في عمليات البعاج / القيروان / المحلبية.
سادساً: ينص أمر العمليات الصادر عن قيادة المنطقة الوسطى في الجيش الأميركي مركزها قطر على إتمام الاستعدادات اللوجستية كافة، بما في ذلك تسليم 40 عربة مصفحة من طراز همفي موجودة في الأردن للقوات العميلة، قبل الخامس عشر من شهر أيار الحالي.
سابعاً: احتمال بدء تنفيذ العملية في العشرين من الشهر الحالي. علماً أنّ البنتاغون بالتعاون مع «سي أي آي» ومجلس الأمن القومي يقومون بدراسة ما إذا كان من المفيد توقيت بدء الهجوم قبيل بدء ترامب لزيارته الى «الشرق الأوسط» مما يعطيه فرصة لزيارة خاطفة إلى بغداد في خضم المعركة تحقيقاً لنصر إعلامي والظهور بمظهر مَن يحارب داعش…!
بين أوهام ترامب الهوليوودية حول شكل التحالفات الدولية التي يسعى إليها والمعايير الجديدة التي ينوي وضعها في ما يسمّيه الحرب على الإرهاب، وأحلام التابع السعودي الذي بدا وكأنه يتنفّس اصطناعياً بفضل المهمات الجديدة الموكلة له، نعم أحلامه الخاصة بتبوّء موقع كلب الحراسة الأميركي في الجزيرة العربية والخليج على خلفية الاتفاق الاستراتيجي بين نظام الرياض والإدارة الأميركية، فإنّ الساحتين العراقية والسورية مرشحتان لتكونا مسرحاً لحروب إضافية ضدّ ما يطلقون عليه بالنفوذ الإيراني وتعاظم دور حزب الله في بلاد الشام…!
حروب لن يكون مصيرها أفضل من مصير حروب السنوات الست الماضية، يوم شنّوا الحرب الكونية المفتوحة على سورية، وكانت نهاياتها تجرّع كأس السمّ على بوابات الشام…!
بالأمس كانت دمشق تبشّر بهزيمة التتار الجدد، وغداً ستكون تخوم الموصل وبغداد وتلعفر وسائر المدن العراقية مسرحاً جديداً لفشل اليانكي وهزيمته المرّة على يد الحشد الشعبي وسائر القوى العراقية المقاتلة…
إنه عراق ما بعد بعد داعش والقاعدة، ولكن بنكهة عراقية أصيلة تعيد رسم خريطة الإقليم العربي والإسلامي…
تحية لعيون الراصد الحديدية…
بعدنا طيّبين قولوا الله…