قمة مجرمي الحرب في الرياض مليارات تذروها الرياح…!

محمد صادق الحسيني

إنها القمة الأكثر وقاحة وبجاحة وذلاً وابتذالاً في تاريخ القمم على الإطلاق..!

سيلتقي فيها عبيدٌ وخدمٌ يدعون سيدهم لمزيد من استعبادهم مقابل زيادة في الأجر يدفعها العبيد للسيد وليس العكس، وإليكم التفصيل:

أولاً: يصادف العشرون من الشهر الجاري الذكرى الثانية لقصف اليمن بالقنبلة النيوترونية، والتي هي عبارة عن قنبلة نووية تتمتّع بقوة تدميرية أقل بقليل من القوة التدميرية للقنبلة النووية الكلاسيكية. ذلك القصف الذي نفّذته طائرة مقاتلة «إسرائيلية» من طراز ف 16 /A تحمل إشارات سلاح الجو السعودي، حيث إن السعودية لا تملك هذا النوع من الطائرات القادرة على حمل هذا النوع من القنابل. إذ إن جميع طائراتها الأميركية الصنع هي من طراز ف 15 E.

ونحن هنا لا نتّهم طواغيت آل سعود ولا سيّدهم الأميركي بارتكاب جريمة حرب من دون امتلاكنا الدليل العلمي والتقني والمقدرة الفنية الهندسية لإثبات ذلك أمام محاكم جرائم الحرب والتي سيمثل أمامها بن ترامب وبن سلمان وبن أوباما وبالجرم الواضح نفس الذي ارتكبوه بحق الإنسانية بشكل عام وبحق أبناء اليمن، الصابرين الصامدين المنتصرين، بإذن الله بشكل خاص.

ولكننا نحتفظ بهذه الأدلة المشار إليها أعلاه، بما في ذلك البصمة الصوتية لمحرّك الطائرة التي استخدمت في القصف والتي لا مجال لدحضها على الإطلاق البصمه الصوتية ، نحتفظ بها لتقديمها لمحاكم العدل الدولية عندما يمثل أمامها هؤلاء المجرمون قريباً.

ثانياً: وبهذا فإننا نربأ بأنفسنا عن ممارسة التضليل والتدليس والمراوغة والدعاية السياسية الرخيصه لصالح هذا الطرف أو ذاك، كما هي عادة آل سعود وأسيادهم الأميركيين والصهاينة. بمعنى اننا في اتهامنا لتلك الشخوص المجرمة لا نستند إلى الادلة والحقائق العلمية الدامغة فحسب، وإنما إلى القوانين والأعراف والاتفاقيات الدولية التي تنظم استخدام هذه الأسلحة وغيرها وخاصة ضد المدنيين كما يحصل في اليمن منذ ما يزيد على العامين.

حيث إن الاتفاقية الدولية لتجارة الأسلحة، والتي وقعت عليها الولايات المتحدة ARMS TRADE TREATY ATT، تنصّ في البند السادس، الفقرة الثالثة على عدم جواز موافقة أي دولة على بيع أسلحة يؤدي استعمالها إلى إبادة جماعية أو جرائم ضد الإنسانية او المساس بنصوص اتفاقية جنيف للعام 1949 والتي تجرّم الهجمات على أهداف مدنية او أفراد مدنيين… وهو ما تقوم به قوى العدوان الأميركي السعودي ضد المدنيين في اليمن مستخدمة أسلحة أميركية أجازت بيعها واستخدامها الحكومة الأميركية والتي بذلك تتحمّل مسؤولية مضاعفة في ارتكاب الجريمة.

ثالثاً: وإمعاناً من آل سعود وسيدهم في البيت الأبيض، وعلى طريق ارتكاب المزيد من الجرائم ضد أبناء شعوب المنطقة، وليس ضد أبناء اليمن فقط، فإن رأس الإجرام الأميركي سيعلن، خلال وجوده في الرياض، عن صفقات تسليح أميركية جنونية لنظام آل سعود تبلغ قيمتها الإجمالية 96.27 مليار دولار، تشمل ما يلي من الأسلحة ومن دون الدخول في تفاصيلها:

1 طائرات ف 15 من صناعة شركة بوينغ الأميركية بقيمة 29.4 مليار دولار.

2 طائرات مروحية من طراز أباتشي، من صناعة شركة مارتن لوكهيد وطائرات مروحية من طراز سيكورسكي من صناعة شركة سيكورسكي الأميركية بقيمة ٢٥،٦ مليار دولار.

3 صفقة صواريخ دفاع جوي من طراز باتريوت وأنواع أخرى بقيمة 15.1 مليار دولار.

4 مدافع ميدان عدد/ 600 مدفع بالاضافة إلى ذخائر مدفعية بقيمة 4.7 مليار دولار.

5 خدمات تشغيل وصيانة لعدم توفر المعدات والكوادر اللازمة لذلك في السعودية بقيمة 8.76 مليار دولار.

6 دبابات ثقيلة من طراز أبرامز M1/A عدد / 168 دبابة مع قطع غيارها بقيمة 3.8 مليار دولار.

7 صواريخ مضادة للدروع من طراز تاو Tow وطراز Javelin بقيمة إجمالية 1.4 مليار دولار.

8 قنابل ذكية من طراز Bomb Laser Terminal. l او ما يُصطلح على تسميته مختصراً Bolt117 بالإضافة إلى قنابل ذكية من طراز GBU او Guided Bomb Unit 28/B والتي تستخدم ضد التحصينات والدشم.

العدد الإجمالي لهذه القنابل هو ثلاثة عشر ألف قنبلة وقيمتها الإجمالية بما في ذلك التخزين والصيانة هي 7.9 مليار دولار.

9 مناطيد مراقبة بقيمة 525 مليون دولار.

رابعاً: علماً أن هذه الصفقات لن تكون خاتمة المطاف، وإنما ستتبعها صفقات أخرى تبلغ قيمتها مئتا مليار دولار على أن تنفذ خلال السنوات العشر المقبلة، بحيث تصل القيمة الإجمالية لهذه الصفقات ثلاثمئة مليار دولار .

اي ان طبيعة وحجم هذه الصفقات الضخمة تشي بما هو أوسع واشمل من الجرائم التي سيرتكبها الخادم السعودي مع سيده الأميركي، بحيث تشمل الجمهورية الإسلامية الإيرانية على المديين القريب والمتوسط أي جرائم الحرب فيما ستمتد إلى جمهورية الصين الشعبية وكوريا الشمالية وروسيا، حسب مخططاتهم الجهنمية.

خامساً: وبما أن الولايات المتحدة قد أخذت تبتعد عن خوض الحروب المباشرة، خوفاً من احتراقها أميركا بنيران هذه الحروب، فقد قررت أن تخوضها بغير حطبها، أي مستخدمة إمكانيات وموارد الآخرين البشرية والمادية في حين تكتفي هي بجني الأرباح من عمليات التسليح والتجهيز الضخمة للتشكيلات العسكرية التي ستكون وقود هذه الحروب في المستقبل.

وانطلاقاً من هذا المبدأ، فإن سيد البيت الأبيض، سيعلن، وبحضور ملك آل سعود، عن إقامة شكل من تحالف الدول العربية الرجعية والعميلة للاستعمار إلى جانب بعض الدول الإسلامية، وتحت إشراف الوكيل الأميركي في المنطقة، أي الكيان الصهيوني، والعنوان دائماً: محاربة الإرهاب، بينما هو في الحقيقة لا يتعدّى كونه خطوة على طريق تعزيز السيطرة الصهيوأميركية على المنطقة من الناحية التكتيكية وتصعيد عمليات الحشد والتطويق الاستراتيجيين لكل من الصين وروسيا على النطاق البعيد المدى…

سادساً: ولكن ورغم كل عمليات التسلّح غير المسبوقة أعلاه والحملة الإعلامية الدولية المرافقة لها، بالإضافة إلى تلك الإقليمية، والتهديدات المباشرة وغير المباشرة سواء للجمهورية الإسلامية، كما جاء على لسان الغلام محمد بن سلمان أو تلك الموجهة إلى روسيا والصين نتيجة نشر المزيد من الأسلحة ومنظومات الدفاع الصاروخي الاميركية، سواء في شرق أوروبا وجنوبها او في تركيا او كوريا الجنوبية، نقول إنه ورغم كل ذلك فإن شعوب المنطقة العربية والإسلامية قادرة على إفشال كل مخططات السيطرة والهيمنة الاستعماريتين على مقدراتها تماماً كما أفشلت من قبل مشاريع الأحلاف الاستعمارية في خمسينيات القرن الماضي ابتداء بحلف بغداد مروراً بحلف السنتو وصولاً إلى حلف كامب ديفيد بين السادات ومناحيم بيغن، والذي أراد الكاهن الصهيوني هنري كيسنجر تحويله حلفاً رجعياً عربياً معادياً لكل ما هو نقيض للمصالح الاستعمارية في المنطقة.

والمعلوم أن كيسنجر هذا قد اجتمع بالرئيس الأميركي بن ترامب في البيت الأبيض قبل أيام قليلة لوضع اللمسات الأخيرة على مشاريع الفتن والحروب التي يحملها الرئيس الأميركي في جولته «الشرق أوسطيه» المعادية لكل ما هو شريف ومجيد في هذه الأمة..

من جهة أخرى، فإننا نؤكد لجماهير شعبنا الأبية بأن قمة الحج إلى ترامب هذه ستشكل عنواناً جديداً للفشل والخيبة، ولن تفيدهم لا صفقات التسلّح ولا اللقاءات السرية ولا العلنية، بين بعض الأعراب وجهابذة الصهاينة والاستعمار في واشنطن، ولا حشد المزيد من الأسلحة والمرتزقة سواء في اليمن أو سورية أو العراق أو عمليات التخريب التي ينفّذها عملاء المخابرات السعودية، ذلك لأن زمام المبادرة الاستراتيجية لن يخرج من أيدي حلف المقاومة، مدعوماً بالجهد العسكري الروسي والصيني. تلك المبادرة المتمثلة في استمرار الهجوم الاستراتيجي الشامل للجيش العربي السوري وحلفائه ضد مجاميع المستعربين وعلى الجبهات كلها.

وما النتائج الهامة، وذات التأثير البعيد المدى على مشهد الصراع في المنطقه، سواء في الميدان السوري او العراقي او اللبناني وما تمثله قدرات حزب الله الردعية ضد «إسرائيل» من عامل غاية في الأهمية على الميادين كافة.

هذا ناهيك عن القوة العسكرية الإيرانية الجبارة والتي تتمثل بمدن الصواريخ المبنية في باطن الأرض والتي ستكون من كبريات المفاجآت في أي مواجهة يمكن للعدو أن ينزلق إليها…

هذه المفاجآت التي سيمتدّ شعاع التأثير فيها وبعض تجلياتها إلى ميدان الصراع الاستراتيجي الكبير الممتدّ من بحر الصين الجنوبي وحتى جبل طارق…!

سلطانك قائم حتى ظهور القائم.

بعدنا طيّبين قولوا الله.

اترك تعليقاً

Back to top button