لماذا افتعلت واشنطن أكذوبة سجن صيدنايا؟

حميدي العبدالله

زعمت الولايات المتحدة أنّ الجهات المعنية بإدارة السجن في صيدنايا نظّمت محرقة للسجناء، ولم تستند هذه الادّعاءات إلى أيّ وقائع باستثناء صور جوية لسجن صيدنايا وهي صور يمكن لأيّ شخص التقاطها عبر «غوغل إرث» وهي لا تعني شيئاً.

لكن السؤال لماذا لجأت واشنطن إلى فبركة هذه الأكذوبة وبهذا التوقيت بالذات؟

من الواضح أنّ التوقيت هو انعقاد الجولة السادسة من جنيف التي تنظر بأسس وكيفية حلّ الأزمة القائمة في سورية. واعتادت الولايات المتحدة في كلّ جولات جنيف السابقة على تفجير وتصعيد المواجهة العسكرية للتأثير على مداولات جنيف. لكن هذه المرة كان اللجوء إلى التصعيد أمراً مستحيلاً، فضلاً عن أنّ الكثير من أعمال التهويل على الدولة السورية وحلفائها قد استهلك قبل موعد انعقاد جولة جنيف الحالية. فالتصعيد على جبهات ريف حماة الشمالي قد استهلك وقد فشل، بل أكثر من ذلك انقلب السحر على الساحر، بعد أن استعاد الجيش السوري والقوى الرديفة والحليفة ليس فقط المناطق التي هاجمها الإرهابيون، بل استعادوا مناطق أخرى أبرزها حلفايا وطيبة الإمام والزلاقيات.

كما أنّ الهجمات التي استمرت أكثر من شهرين على جبهة المنشية في درعا تحطمت جميعها ولم تحقق أيّ تقدّم على الرغم من الدعم المفتوح الذي حصلت عليه، التشكيلات المسلحة بما في ذلك التشكيلات التابعة لتنظيم القاعدة.

وعلى جبهة جوبر والقابون فشلت محاولات الضغط على العاصمة وتمكن الجيش من تحرير أحياء القابون وتشرين وبرزة.

اللجوء إلى فبركة أكاذيب حول استخدام الجيش السوري لأسلحة كيمائية بات مستحيلاً بعد التوقيع في الأستانة على اتفاق المناطق منخفضة التصعيد، حيث توقفت إلى حدّ كبير المعارك على جبهاتٍ كانت مشتعلة حتى وقت قريب.

كما انهارت عمليات التهويل بهجوم كبير على الجبهة الجنوبية متزامن مع حشود وعمليات لجماعات مسلحة مرتبطة بغرفة الموك والذي جاء مترافقاً مع انطلاق الدورة السنوية لمناورات «الأسد المتأهب» في الأردن.

أمام تبدّد الرهان على كلّ هذه التطورات لم يعد أمام واشنطن سوى اللجوء إلى اختراع كذبة «محرقة سجن صيدنايا» في محاولة منها للتأثير على مداولات جنيف، ولهذا كان بيان وزارة الخارجية السورية محقاً عندما وصف هذه الكذبة بأنها إنتاج «هوليوودي» ركيك وفاقد للفاعلية والمصداقية وبني على أكاذيب يصعب على أحد تصديقها.

اترك تعليقاً

Back to top button