سورية في قمم ترامب في الرياض
حميدي العبدالله
لم تحظ سورية في القمم التي عقدها ترامب في الرياض والتي تمثلت بقمة ثنائية جمعت الرئيس الأميركي والملك السعودي، وتمخض عنها توقيع سلسلة من الاتفاقات التي بلغت رقماً غير مسبوق، والقمة الثانية التي جمعت دول مجلس التعاون الخليجي مع الرئيس ترامب، أما القمة الثالثة فجمعت الدول الأخرى التي دُعيت للمشاركة في اللقاء الاحتفالي بالرئيس الأميركي، في محاولة من قبل الحكومة السعودية لإظهار أنها الدولة الوحيدة القادرة على جمع هذا العدد الكبير من الدول العربية والإسلامية وحشدها للتعاون مع الولايات المتحدة، لم تحظ سورية في هذه القمة بأيّ اهتمام ملحوظ، وباستثناء عبارة أنّ «القمة، رحبت بتشكيل قوة احتياطية قوامها 34 ألف جندي لمحاربة الإرهاب في العراق وسورية»، لم يرد أيّ ذكر لسورية في البيان الختامي أو في المداولات والتصريحات التي أطلقها من شارك في القمة.
وحتى الفقرة المتعلقة بتشكيل قوة احتياطية مؤلفة من 34 ألف جندي يكتنفها الكثير من الغموض وتطرح الكثير من إشارات الاستفهام، لماذا سمّيت قوة احتياطية؟ وعادةً وفي غالب الأحيان قوة احتياط لا تستخدم، وفي مثل وضع القمة الأرجح أنها لن تستعمل لأنّ هذه القوة تتبع لدول عديدة وسهل على هذه الدول تخصيص قوة احتياطية نظرياً ولكن من الصعب تحويلها إلى قوة مقاتلة فعلية، إلا إذا كان الحديث يتعلق بإرسال وحدات محدودة من الاستخبارات للعمل بشكل جماعي تحت القيادة الأميركية على غرار ما هو حاصل الآن في غرفة «الموك» في الأردن، وغرفة «الموم» في تركيا.
ثم أين سيكون عمل هذه القوات الاحتياطية في حال اللجوء إليها، في سورية أم العراق، وماذا عن موقف حكومات هذين البلدين من هذه القوات؟
أكثر من ذلك البيان الختامي لم يوضح نسب توزع هذه القوات على الدول المشاركة في القمة ومن هي الدولة التي سوف تشارك بالعدد الأكبر من هذه القوات.
هذه الأسئلة ترجح أنّ هذه المسألة لم توضع للتنفيذ، وأنّ تشكيل هذه القوة الاحتياطية سيظلّ حبراً على ورق.
لم تتطرق القمة للحلّ السياسي في سورية، ولا حتى للحلّ العسكري الذي طالما حرّضت عليه السعودية في أكثر من مناسبة…!