الإرهاب يستهدف البرلمان الإيراني ومرقد الإمام الخميني دمشق تدين وبوتين يعزّي روحاني والحرس الثوري يتوعّد بالانتقام..

استهدف مسلحون إرهابيون بهجومين مبنى البرلمان الإيراني ومرقد الإمام الخميني في العاصمة طهران أسفرا عن وقوع 12 شهيداً و 42 جريحاً.

وقد أعلن تنظيم «داعش» الإرهابي عبر وسائل التواصل الاجتماعي تبنّيه الهجومين المسلحين في العاصمة الإيرانية.

وفي التفاصيل أكدت مصادر إيرانية «أنّ عدداً من المسلحين أطلقوا النار على حراس البرلمان الإيراني أمس، ودخلوا أروقة البرلمان». وأضافت المصادر «أنّه تمّت تصفية 4 مهاجمين في محيط أروقة البرلمان وداخله».

ونقلت وكالات أنباء إيرانية عن النائب في البرلمان الياس حضرتي قوله «إنّ المهاجمين قاموا بالعملية وكانت بحوزتهم رشاشات كلاشينكوف وحزام ناسف».

وأفادت وسائل إعلام إيرانية نقلاًً عن مدير عام مديرية مكافحة الإرهاب في وزارة الأمن الإيرانية «أنّ الجماعات الإرهابية كانت تخطط لثلاث هجمات في طهران».

وقال وزير الداخلية الإيراني تعقيباً على الحدث «الأوضاع تحت السيطرة ولا داعي للقلق»، في حين لفتت وزارة الاستخبارات الإيرانية إلى أنّ «منفّذي الهجمات ينتمون إلى جماعات إرهابية»، مضيفة أنه «تم تفكيك خلية إرهابية قبل تنفيذها هجوماً آخر».

وبعد مرور ساعات عدة على بدء الهجوم، أعلنت هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية «انتهاء واقعة إطلاق النار في البرلمان ومقتل 4 مهاجمين».

وفي حادث متصل، وقعت إصابات عدّة جرّاء تفجير انتحاري نفسه قرب مرقد الإمام الخميني جنوب العاصمة الإيرانية ضمن مجموعة مؤلفة من شخصين قاما باقتحام المكان.

وقال مسؤول مرقد الإمام الخميني إنّ «حراس المقام أطلقوا النار على أحد الإرهابيين ففجّر نفسه»، مشيراً إلى أنّ «الإرهابي الثاني لاذ بالفرار قبل أن يتمّ قتله وتفكيك الحزام الناسف الذي كان يضعه».

وذكرت وسائل إعلام إيرانية «وقوع عملية إطلاق نار في مرقد الإمام الخميني أدّت لإصابة عدد من المواطنين».

ولاحقاً تمت السيطرة على الأوضاع داخل المرقد وفي محيطه وعادت الأمور إلى طبيعتها وأقيمت الصلاة داخله بشكل طبيعي.

في السياق نفسه، أعلن رئيس شرطة العاصمة الإيرانية طهران، حسین ساجدي نیا، «أنه تمّ القاء القبض على 5 مشبوهين في حادث الهجوم على مرقد الإمام الخميني». وأشار رئيس شرطة طهران الى أنّ «المعنيين يقومون بالتحقيق حالياً معهم، وطهران منطقة آمنة الآن ولا داعي للقلق».

ولفت الى أنّ «جميع عناصر الشرطة متأهبون ويقفون إلى جانب عناصر الأجهزة الأخرى بكل حزم».

من جهته، أشار رئيس مجلس الشورى الإسلامي علي لاريجاني إلى أنّ «عدداً من الإرهابيين الجبناء اعتدوا على مبنى المجلس»، لافتاً إلى أنه «يتم التعامل معهم بشكل مناسب».

وأضاف لاريجاني أنّ «الإرهابيين يحاولون إحداث بلبلة في إيران والتعرّض لها، لكونها من الدول الناشطة والمؤثرة في مكافحة الإرهاب».

فيما توعّد الحرس الثوري الإيراني بـ»الانتقام» من منفّذي الهجومين اللذين هزا، أمس، طهران وأوديا بحياة 12 شخصاً، موجهاً أصابع الاتهام بالوقوف وراءهما إلى «السعودية والولايات المتحدة».

وقال الحرس الثوري في بيان صدر عنه على خلفية هذه العملية: «حاول الإرهابيون اقتحام مبنى المجلس، لكن قوى الأمن تصدّت لهم وأجبرتهم على اللجوء إلى الطوابق العليا للمبنى الإداري للمجلس وأطلقوا النار على الموظفين هناك، مما أسفر عن استشهاد بعضهم، ومع وصول القوى الخاصة التابعة للحرس الثوري تمّت محاصرة الإرهابيين في أماكنهم ومن ثم القضاء عليهم».

وشدّد الحرس الثوري على أنّ «النقطة المهمة هي أنّ أعضاء مجلس الشورى الإسلامي كانوا يعقدون حينها اجتماعاً علنياً حيث لم يتأثر الاجتماع طيلة فترة الاشتباكات».

وفي إشارة إلى السلطات السعودية وحلفائها، قال الحرس الثوري «إنّ وقوع هذا الاعتداء الإرهابي بعد أسبوع من الاجتماع، الذي عقده الرئيس الأميركي دونالد ترامب مع قادة الدول الرجعية في المنطقة، والتي ما زالت مستمرّة في دعمها للإرهاب التكفيري، له معانٍ كبيرة، كما أنّ تبني داعش مسؤولية هذا الاعتداء يوضح دور هؤلاء القادة في هذا العمل الشنيع».

واعتبر الحرس، في بيانه، أنه «لقد أثبت في الماضي أن سفك دماء الأبرياء لن يُترك دون انتقام»، مشدّداً على أنه «يطمئن الشعب الإيراني بأنه لن يتأخّر للحظة في الدفاع عن الأمن القومي والحفاظ على أرواحهم».

من جانبه، قال نائب رئيس الاستخبارات التابعة للحرس الثوري، العميد محمد حسين نجات، إنّ «وقوع هاتين العمليتين بعد أسبوع من عقد ذلك الاجتماع، يعني أن الولايات المتحدة والنظام السعودي أوعزا إلى مرتزقتهما بتنفيذ الاعتداءين، وعلى الرغم من استشهاد وإصابة عدد من المواطنين وعناصر الحرس الثوري، إلا أنهم المرتزقة وأسيادهم لم يتمكّنوا من تحقيق مآربهم».

وفي تطرّقه إلى جنسية منفذي الهجومين، قال نائب رئيس استخبارات الحرس الثوري: «حسب شريط الفيديو، الذي صوّره الإرهابيون أنفسهم وبثته شبكة داعش، فإنّ هؤلاء كانوا يتكلّمون باللغة العربية، لكن جنسياتهم لم تتضح حتى الآن».

في السياق نفسه، قال الرئيس الإيراني حسن روحاني «إنّ الهجمات التي وقعت في طهران وأدّت إلى مقتل ما لا يقل عن 12 شخصاً أمس، ستزيد من تماسك البلاد ووحدتها».

وأضاف روحاني في بيان نشرته وكالة «الطلبة» الإيرانية للأنباء «الهجمات الإرهابية اليوم في طهران ستجعل الجمهورية الإسلامية الإيرانية أكثر عزماً في الحرب ضدّ الإرهاب العالمي».

وتابع «سنبرهن مرة أخرى أننا سنسحق مؤامرات الأعداء بمزيد من الوحدة ومزيد من القوة».

فيما قال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف الموجود في أنقرة لبحث الأحداث التي تدور في المنطقة وإجراء مشاورات مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان «إنّ هذا العمل الإرهابي سيقوّي إرادة الشعب الإيراني وقدرته على مكافحة الإرهاب بمكوّناته كلها، بجانب القوات المسلحة».

على صعيد آخر، أعرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن «تعازيه لنظيره الإيراني حسن روحاني بضحايا الهجمات الإرهابية التي شهدتها طهران أمس».

وأوضح المكتب الصحافي للكرملين، أنّ «الرئيس الروسي أدان بشدة هذه الجرائم التي تثبت مرة أخرى ضرورة توسيع التعاون الدولي لمكافحة الإرهاب»، وأكد بوتين «استعداد روسيا للأعمال المشتركة مع الشركاء الإيرانيين في هذا الشأن».

وتمنّى الرئيس الروسي نقل «عبارات التعاطف والمساندة لذوي الضحايا، والشفاء العاجل للمصابين».

من جهته، قال رئيس مجلس العلاقات الخارجية في الولايات المتحدة ريتشارد هاس في تغريدة له إنّ «إدانة الإرهاب لا يمكن أن تكون انتقائية».

وتوجّه هاس بتغريدته إلى الرئيس الأميركي قائلاً «يجب علينا أن ندين الإرهاب في طهران كما ندينه في أوروبا».

فيما وقف نواب البرلمان الإيطالي دقيقة صمت حداداً على الضحايا الذين سقطوا في الاعتداءين الإرهابيين اللذين استهدفا العاصمة طهران.

وقال رئيس مجلس النواب الإيطالي لايورا بولدريني «إنّ التهديد المتمثل بالإرهاب يحتاج لمزيد من الوحدة والحزم من المجتمع الدولي».

من جهتها، دانت الخارجية السورية بشدّة الهجومين، مؤكدة أنّ «مثل هذه الهجمات الإرهابية الغادرة التي تقف خلفها دول ودوائر معروفة لن تثني سورية وإيران عن استمرارهما في محاربة الإرهاب».

وقالت الخارجية في بيان لها «إنّ سورية تحذر الدول التي تقف خلف مثل هذه الأعمال من مغبة الاستمرار بتمويل وتسليح التنظيمات الإرهابية ومن نشر التطرف والفكر التكفيري، لما لذلك من انعكاسات على أمن واستقرار دول المنطقة والعالم».

بدوره، دان الرئيس العراقي فؤاد معصوم بشدّة الهجومَيْن على البرلمان الإيراني ومرقد الإمام الخميني.

كما أعربت وزارة الخارجية العراقية عن «إدانتها الشديدة للاعتداءات الإرهابية التي شهدتها مدينة طهران»، وأكدت «تضامن العراق مع شعب وحكومة الجمهورية الإسلامية الإيرانية»، داعيةً إلى «المزيد من تنسيق الجهود الدولية الرامية إلى القضاء على التنظيمات الإرهابية وفي مقدّمتها داعش الذي يلفظ أنفاسه الأخيرة في العراق».

بدورها، أعربت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين عن «تضامنها مع إيران»، معتبرة أنّ «قمة الرياض وفّرت بيئة ملائمة وتشجيعاً للإرهاب في أن يبدأ بممارسة أعماله داخل إيران».

كذلك قال الناطق الرسمي باسم الحكومة الأردنية محمد المومني، أمس، «أنّ الأردن قدّم التعازي بضحايا هجومي طهران اللذين أسفرا عن مقتل وإصابة العشرات».

وأوضح محمد المومني «أنّ الأردن يدين الإرهاب، أياً كانت أهدافه ومنطلقاته، ويندد بالأحداث الإرهابية التي جرت في العاصمة الإيرانية طهران».

وأكد الناطق الرسمي باسم الحكومة الأردنية «أنّ موقف الأردن ثابت في إدانته للإرهاب واستهداف المدنيين وزعزعة استقرار الدول والمجتمعات، أياً كانت دوافعه ومبرراته».

من جهتها، أدانت الجزائر «الاعتداءین الإرهابیین اللذین استهدفا مقر البرلمان الإیراني ومرقد الإمام الخمیني»، معتبرة ذلك «أعمالاً إجرامیة ندینها ونشجبها بأشد العبارات».

وأكد الناطق الرسمي للخارجیة الجزائریة عبد العزیز بن علي الشریف، في تصریح لوكالة الأنباء الجزائریة، «أنّ استهداف أرواح بشریة فی هذا الشهر الفضیل یؤكد مجدداً تجرد مرتكبي هذه الجرائم المقیتة من كل وازع دیني أو أخلاقي وإنساني، ولن یثبط من عزیمة المجتمع الدولي للعمل والتنسیق المشترك من أجل تفویت الفرصة على هؤلاء الأرهابیین والتصدي لمخططاتهم الهدامة».

وقدّم بن علي شریف تعازي الجزائر الخالصة لأسر الضحایا، معرباً عن «تضامن الجزائر مع حكومة إیران وشعبها».

كما جدّد إدانة الجزائر للإرهاب بـ»صوره كافة أیاً كانت دوافعه أو تبریراته لما یشكله من تهدید على انسجام المجتمعات وعلى أمن الشعوب والدول واستقرارها».

كما أدانت وزارة الخارجية القطرية في بيان على موقعها الإلكتروني الهجمات التي شهدتها العاصمة الإيرانية طهران.

وأكدت وزارة الخارجية القطرية، في بيانها «موقف البلاد الثابت من نبذ العنف ورفضها الأعمال الإجرامية».

وعبّر البيان عن «تعازي دولة قطر لحكومة وشعب إيران وأسر الضحايا وتمنياتها للجرحى بالشفاء العاجل».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى