هل هي حربٌ سعودية مقبلة مع إيران؟
كتبت شارمين نارواني لـ RT
يسعى السعوديون إلى حربٍ لا هوادة فيها مع الإيرانيين، على الرغم من عدم تمكّنهم من الفوز بأيّ من جولات المواجهة السابقة بالوكالة على مدى أربعة عقود. يمكن لهذه الحرب أن تكون كاملة، حيث يتبنّى الأميركيون والإسرائيليون تمويل الأقليّات العرقية في إيران وتحريضها على التخريب والعنف. غير أنّ الجهود السعودية الرامية الى إزعاج موقف إيران في الشرق الأوسط، قد فشلت في كلّ منعطف في العراق، وسورية واليمن وفي كلّ مكان. فما الذي يجعلهم يعتقدون أنه بإمكانهم السيطرة على إيران بهذا الشكل المباشر، خصوصًا أنّ نائب وليّ العهد محمد بن سلمان قد نبّهنا إلى النوايا المبيّتة وقدّم لطهران جميع أنواع الحقوق الانتقامية؟
من الملاحظ، أنه قد تمّ وبعناية إعداد محور المقاومة في المنطقة، منذ فترة طويلة لهذه المواجهة الأخيرة. أما بالنسبة للسعوديين وحلفائهم، فإنه من المحتمل أن تتغيّر الخريطة الإقليمية بما يتوافق مع مصالح الناتو ودول مجلس التعاون الخليجي/ الإسرائيلي… وقد فشلت هذه المجموعة الأخيرة وبعد كلّ شيء، في التنبّؤ أو في تأمين نتيجة لأيّ حدث استراتيجي في الشرق الأوسط، وذلك طيلة عقود.
وباختصار، فإنه من المرجّح أن تكون الحرب مع إيران، الحرب الأخيرة للمملكة العربية السعودية.
شنّ السعوديون على مدى سنوات، معارك كثيرة بالوكالة ضدّ إيران، لقيت نجاحات باهتة. والآن، وعلى الرغم من هذا التاريخ الحافل من الخسائر، يبدو انّ الرياض تتجه ناحية حشد مواجهة سنيّة وُلدت في الأصل – عليلة، للمواجهة مع الجمهورية الإسلامية.
وكان وليّ وليّ العهد والنائب الثاني محمد بن سلمان قد أكد خلال مقابلة أُجريت معه: «ندرك تمامًا أننا هدفٌ رئيسيّ من أهداف إيران». وما لبث أن أتبع جملته تلك بالتهديد التالي: «لن ننتظر حتى تصل الحرب الى المملكة، بل سنعمل على أن تقع المعركة في عقر دارهم، أيّ في إيران، وليس في السعودية».
في الواقع، لا يعدو كلّ هذا، سوى كونه بعض الكلمات القتالية. وقد ردّ وزير الدفاع الإيراني حسين دهقان على ذلك بالقول: «إننا نحذّرهم من مغبّة الإقدام على أيّ عملٍ جاهل، لكن إذا ما فعلوا ذلك، فلن يكون أيّ مكان هناك بعيدًا من مرأى أهدافنا… حتى لو كان مكة والمدينة».
وبعبارة أخرى، لو أطلق السعوديون هجومًا مباشرًا ضدّ إيران، فستكون تلك الخطوة الحرب الأخيرة التي قد تخوضها الرياض في أيّ مكان على الأرض.
لا بدّ ان هناك خطًا معينًا يُفترض رسمه للتوصل الى الحقائق المهمة. فلا يزال السعوديون يُعانون من انهيارات متتالية منذ اندلاع الثورة الإسلامية في إيران عام 1979، بعد احتجاجات شعبية أسهمت في إطاحة الشاه الإيراني آنذاك. وهكذا، وعلى مدى السنوات الـ 38 الماضية، شهدنا عداءً سعوديًا لم يهدأ في المنطقة، ومطاردةً وعداء للإيرانيين أينما حلّوا. وإذا ما نظرنا الى اليمن على سبيل المثال فقد قتلت التفجيرات السعودية أكثر من 10000 مدنيّ في العامين الماضيين فقط، أو الى البحرين، حيث تخنق القوات السعودية ودباباتها، المعارضة ذات الأغلبية الشيعية في الدولة، وفي سورية، حيث يستمرّ السعوديون في إرسال أسلحتهم وأموالهم لدعم وتمويل داعش، والقاعدة وغيرها من الجماعات الإرهابية المبيحة لقطع الرؤوس. وتكاد هذه الهستيريا السعودية، تطال جميع أنحاء العالم، بعدما استثمرت الرياض أكثر من 100 مليار دولار في المدارس الدينية، والجوامع، فضلاً عن البروباغندا الإعلامية، الهادفة الى خلق جيل كامل ملقّح ومشبّعٍ بالأفكار الوهابية المتعصّبة. وفي حين أشعل السعوديون جميع الجبهات النارية لإحباط النفوذ الإيراني الحقيقي أو المتخيّل لم تجرؤ الرياض يومًا على مواجهة الجمهورية الإسلامية بشكل مباشر.
وكما أشار وزير الدفاع الأميركي السابق روبرت غيتس في تسريبات «ويكيليكس» الشهيرة عام 2010، أنّ السعوديين لطالما أرادوا «محاربة الإيرانيين حتى آخر جنديّ أميركيّ.» ليضيف مؤكدًا: «آن الأوان أن يتولّى السعوديون أنفسهم شؤون لعبتهم الخاصة».
وربما الآن، وتحت إشراف الأمير البالغ من العمر 31 عامًا، يخطط السعوديون للقيام بذلك.
السعودية ضدّ إيران
في نظرة أولية الى هذين الفارسين الخليجيين المتنافسين، والتي سأستفيد في تحليلي التالي – من المعطيات التي حصلت عليها من مقابلات أجريتها سابقًا: إنّ كلاً من إيران والسعودية تبدوان غنيتان بمصادر الطاقة، وتستخدمان هذه الطاقة لتحقيق أهدافهما الوطنية. وفي حين يركز الاقتصاد الإيراني على التنويع بعيدًا من قطاع الطاقة، ويطوّر الاكتفاء الذاتي ليصبح مصدرًا صافيًا، تركز المملكة العربية السعودية على الواردات، فيما تنفق إيران سنويًا 15 مليار دولار على جيشها مقارنةً بـ 80 مليار دولار في السعودية إلا أنّ تلك الأخيرة، تمتلك واحدة من أكفأ القوات العسكرية في المنطقة، وخصوصًا لناحية بناء الأجهزة الخاصة به. بينما يقوم النظام السياسي الإيراني على دستور متنوّع وشامل، يمثل كتلاً سياسيّة متنافسة بقوة، تظهرها وسائل الإعلام والدوائر الانتخابية الخاصة بكلّ منها.
يستند النظام الملكي السعودي برمّته الى حكم الأسرة الواحدة، بعيدًا من وجود انتخابات ذات مغزى، أو منافسة من الهيئات السياسية، إضافةً الى نقصِ في حرية التعبير في وسائل الإعلام. أما في ما يتعلق بإسقاط السلطة، فنرى أنّ إيران تفضل القوة الناعمة كأداة للدبلوماسية، التجارة، والتحالفات المبنية على وجهات النظر ذات الأهداف العالمية المشتركة، بينما يوسّع السعوديون نفوذهم على نطاق واسع من خلال نشر العقيدة الوهابية في المساجد والمدارس ووسائل الإعلام وغيرها من المؤسسات الواسعة الانتشار، والشراء الواضح العلني والصريح لولاء حلفائهم.
وكنا قد لاحظنا بوضوح، في السنوات القليلة الماضية، كيف أثّر نهج كلّ من السعودية وإيران على نجاح استراتيجياتهما السياسية المعهودة. فقد واجهت كلتا الدولتين مخاوف وتهديدات وجودية، وواجهت تحالفاتهما بعضها البعض في عدد غير قليل من ساحات القتال. وتناولت إيران مسألة عمقها الاستراتيجي بعناية، وأقامت التحالفات مع الشركاء الذين يتشاطرون القيم المشتركة للاستقلال وتقرير المصير والمقاومة ضدّ الإمبريالية. أما السعوديون، فقد أقاموا تحالفاتهم الخارجية مع الهيمنة كهدف أساسيّ، بغضّ النظر عن المصالح المتباينة وقيم الحلفاء. هناك القليل من المنافسة جانب واحد هو بناء الأمة والمنطقة، في حين أنّ غيرها من الشوائب حول تحالفات لا يمكن الاعتماد عليها، مدعومة من البترودولار وجميع الاستراتيجيات المتألقة.
كيف يمكن لنا تصنيف هذه العلاقة على أنها منافِسة، عندما لا يعمل الطرفان على نفس الملعب؟ هل لاحظت طهران أنّ الرياض قد خرجت من اجتماعات الأوبك، في محاربة شرسة لهاـ برزت عند كلّ منعطف وفي أيّ تحوّل؟
غير أنّ الوعد بجلب «المعركة» الى إيران لا بدّ أن يؤخذ على محمل الجدّ، إذ أنّ إيران لن تكون وحيدة في هذه المعركة. وفي حين يبدو أنّ ضجيج الأمير السعودي يأتي من خلال رفع كبير لمستوى العلاقات مع واشنطن، نرى أنّ الرئيس الأميركي دونالد ترامب، يدفع بشدّة وحماسة ناحية قبض المليارات في صفقات بيع الأسلحة الى السعوديين وأنه باختياره الرياض وجهته في أول زيارة خارجية رسمية له، انبرى مدافعًا – وبشراسة – عن إقامة «ناتو عربي»، حيث يقف شركاء «إسرائيل» في مواجهة مباشرة مع إيران.
ومع ذلك، فليس من المتوقع قيام مواجهات عسكرية تقليدية كمحاربة لإقامة هذا الحلف. تختبر كلّ من الولايات المتحدة والمملكة السعودية قدراتهما في أنشطة التخريب ضدّ الحمهورية الإسلامية، حيث يكمن المكان الذي من المرجح أن ترتكز عليه جهودهم الأولية. ومنذ أسابيع قليلة، حذّر المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي من التدخل الأجنبي في الفترة السابقة للانتخابات الرئاسية قائلاً: «إنّ أمن البلاد يجب أن يتمتع بالحماية الكاملة خلال الانتخابات. وكلّ من ينتهك هذا، يعرف أنه سيواجه العقاب بكلّ تأكيد».
ودعا خامنئي الى «اليقظة العامة» في إيران على المدى القصير والمتوسط والطويل لمواجهة «هدف تشويه سمعة الأمن في البلاد، وافتعال الفوضى والفتنة التي تستهدف قضايا مثل الاقتصاد وظروف الشعب المُعاشة… ومحاولات تغيير النظام».
إذًا كيف سيلعب السعوديون هذا الدور؟ من المرجح أن يكون للرياض دورٌ في هذه المعركة على الحدود الداخلية لإيران وخارجها، بالطريقة عينها التي شهدتها كلّ من سورية، العراق، أفغانستان وغيرها من المسارح المليئة بالمقاتلين المدعومين من السعودية.
إثارة سكان الأقليات
من الناحية الديمغرافية، فإنّ حوالى 60 من سكان إيران هم من الفرس، بالإضافة الى مزيج من الأذريين، الأكراد، اللّور، التركمان والعرب وغيرهم. 99 من الإيرانيين هم مسلمون، وأكثر من 90 من هؤلاء المسلمين، شيعة، والنسبة الباقية هم من السنّة، يبقى 1 من المسيحيين، اليهود، الزرادشتيين وغيرهم.
تقع الجيوب الرئيسية للأكراد في الشمال الغربي من الحدود العراقية/ التركية، وفي شمال شرق تركمانستان المتاخمة والإيرانيون الأكراد هم سنّة وشيعة على حدّ سواء. أما ثاني أكبر عرق في إيران، فهم الأذريون، وهم شيعة بغالبيتهم، ويقطنون الى شمال غرب الحدود الإيرانية المجاورة لأذربيجان وأرمينيا.
يتمركز الإيرانيون العرب في الجنوب بالقرب من الحدود العراقية والخليج الفارسي وكذلك حول مضيق هرمز وهم أيضًا شيعة. ويتألف السكان الإيرانيون السنّة من الأكراد، التركمان، والبلوشيين، حيث تظهر بينهم أبرز علامات التدخل الأجنبي في هذه الأيام.
وفي السنوات القليلة الماضية، لقي الآلاف من قوات الأمن الإيرانية مصرعهم على الحدود الإيرانية بين إقليمي السيستان وبلوشستان المتاخمين لباكستان وكان آخرها في نيسان الماضي حيث قتل عشرة من حرس الحدود الإيرانيين في غارة إرهابية عبر الحدود.
وتفيد التقارير، بأن هذه العملية تبناها ما يُعرف باسم «جيش العدل»، وهو عبارة عن مجموعة إرهابية طائفية تحرّكها كلّ من الولايات المتحدة والسعودية، وذلك بحسب إيران. وتتعامل الولايات المتحدة مع بعض هذه الجماعات، ولا سيما جماعة «جند الله» التي تلقت الكثير من المساعدات من واشنطن خلال فترة حكم بوش الإبن، قبل أن تُدرج على لائحة المنظمات الإرهابية. إنّ هذا التصنيف «الإرهابي»، وكما تدرك إيران جيدًا، لا يعني سوى القليل. فمنظمة «مجاهدي خلق» والتي أُدرجت ضمن لائحة وزارة الخارجية الأميركية على أنها منظمة إرهابية على مدى عقود، أُزيلت من هذه القائمة عام 2012، وتتعاون اليوم بنشاط وجدّية مع المسؤولين الأميركيين.
يعتبر جيش العدل جزءًا أو فرعًا من جماعة الصحابة، وهي جماعة متطرفة مناهضة للشيعة ومحظورة في باكستان، ويبدو أنها تحظى باهتمام ودعم كلّ من السعودية وباكستان. ويزور قادة جماعة الصحابة المناطق الحدودية مع مجموعة حرّاس باكستانيين، ويعبّئون صفوفهم مع خرّيجي الشباب من مدارس دينية إسلامية باكستانية متشدّدة تدعى «ديوباندي»، وهي عبارة عن حركة إسلامية نشأت في الهند وباكستان على غرار منهج محمد بن عبد الوهاب النجدي، وطبعًا بتمويل من السعودية بهدف السيطرة على عقول الشباب في المدارس والمساجد هناك. كذلك، تضع الولايات المتحدة يدها على خريطة الأقليات المنتشرين في إيران ايضًا. ويسلّط الإعلام الضوء على مراكز الفكر عند سياسيّي هذه الأقليات الإيرانية ويسعى الى تشجيع تطلعاتهم عند كلّ فرصة متاحة، حيث من المتوقع أن تلعب أدوارًا أكثر جدّية في تعزيز الانقسامات مع تصاعد التوترات. أما بالنسبة للأكراد، فتتركز جدليتهم في بصمات الولايات المتحدة والسعودية على مشروعهم الساعي الى التحريض على التمرّد الكردي داخل إيران. وفي حزيران وتموز من العام الماضي، وللمرة الأولى منذ عشرين عامًا، يشتبك الأكراد مع الحرس الثوري الإيراني في الشمال الغربي من البلاد، حيث وقعت خسائر في صفوف الجانبين. وكانت الجماعة الكرديّة المعنيّة هي الحزب الديمقراطي لكردستان الإيرانية، وهي منظمة إرهابية، أعلنت عام 2015 أنها سوف تحمل السلاح وتجنّد صفوفها ضدّ الدولة. وليس مستغربًا أن يأتي هذا الإعلان بعد وقت قصير على زيارة زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني مصطفى هجري الى زعماء الكونغرس في واشنطن.
إيران يقِظة
من المعروف أنّ خدع الولايات المتحدة وحيلها القذرة ليست بجديدة على إيران. وكان ريتشارد بارنيت المسؤول السابق بوزارة الخارجية في عهد الرئيس كينيدي قد كتب عام 1968، ما يؤكد أنّ الإطاحة برئيس الوزراء الإيراني محمد مصدّق عام 1953، جاء نتيجة للتدخل الأميركي، «ما اعتُبر أول محاولة أميركية ناجحة في فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية لتخريب حكومة قومية». وبالنسبة لبارنيت، «فإنّ خمسة من العملاء الأميركيين وسبعة من عناصر المخابرات الإيرانية»، عملوا بقيادة كيرميت روزفلت من وكالة الاستخبارات الأميركية، «قد خططوا للانقلاب من داخل قبوٍ في طهران». وكانوا مسؤولين عن «تجنيد غوغاء في الشوراع لمعارضة أنصار مصدّق»، حيث رُصدت مبالغ كبيرة، وضعها روزفلت في عهدتهم بهدف حثّ المستَأجرين على تقويض الغوغاء المقابلة لهم في الشوارع والمطالبة بالإبقاء على مصدّق، وتمّ حينذاك ايضًا دعم الجيش الإيراني الذي يعتمد بشكل كبير على المعدّات الأميركية، «فتمكّن المتمرّدون من تحويل المدّ لمصلحتهم ضدّ الرئيس القوي المستعصي عليهم، ونجحوا إخراجه من منصبه».
إنّ إيران لعلى دراية وثيقة بجميع هذه المكائد، وقد نجحت في التصدّي لها بيقظة تامة في العقود التي تلت الثورة الإسلامية. هذه ليست إيران الشاه المتوافقة، إنها إيران الدولة المستقلّة، ذات السيادة، التي خرجت من حرب استمرّت ثماني سنوات فُرضت عليها مع العراق والتي بنت بأيديها رادعًا عسكريًا هائلاً ومخيفًا.
وكما لاحظنا من خلال أنشطة إيران في سورية، العراق ولبنان، فإنّ «العمق الاستراتيجي للبلاد هو خطٌ أحمر وكذا حدوده الوطنية. وبعد تحذير الحكومة العراقية عام 2014 من أنها ستتخذ إجراءات حاسمة بسبب وقوع داعش على بعد 40 كيلومترًا من حدودها، فقد استخدمت القوات الجوية الإيرانية وللمرة الأولى منذ حربها مع العراق طائرات مقاتلة من طراز فانتوم 4 لشنّ ضربات جويّة في محافظة ديالى على حدودها الغربية.
كما هدّد قائد القوات الإيرانية المسلّحة محمد حسين باقري من مغبة القيام بأيّ عمل عسكري على الأراضي الباكستانية ما لم تسيطر إسلام أباد على حدودها قائلاً: «لسوء الحظ، فقد تحوّلت المنطقة الحدودية الباكستانية الى ملجأ وتدريب للإرهابيين الذين استأجرتهم السعودية، بموافقة الولايات المتحدة».
وفي رسالة وجهها السفير الإيراني لدى الأمم المتحدة غلاملي خوشرو منذ مدّة إلى مجلس الأمن الدولي، متناولاً فيها التهديدات السعودية، قال: «ما من نية لدينا أو تصميم او حتى اهتمام بتصعيد حدّة التوترات مع جيراننا… ونحن مستعدّون لمواصلة الحوار، وتعزيز الاستقرار الإقليمي، ومكافحة العنف المتطرّف، والمزعزع للاستقرار، ورفض الكراهية الطائفية… ونأمل أن تكون السعودية مقتنعة ومستجيبة لنداء العقل هذا».
إنّ وليّ وليّ العهد السعودي محمد بن سلمان قد ارتكب خطأً جسيمًا بتهديده بشنّ حرب ضدّ إيران، فهو قام بإخبار العالم بهذه النية. وأيّ ردّة فعل إيرانية ضدّ الأفعال السعودية، نضعها الآن هنا برسم مجلس الأمن وشرعية القانون الدولي بحقنا بالردّ على الانتهاك. إنّ الحدود السعودية حدود طويلة، سكانها هناك مستقرّون، لم يعرفوا للحرب طعمًا، ولم يختبر جنودها هذا النوع من الحروب. وقد نعيش لنرى الملكية السعودية تجترّ عقم تصريحاتها».
ترجمة وإعداد: ليلى زيدان عبد الخالق