أميركا راعية الإرهاب وحاضنته ومرضعته تتهم المقاومة الوطنية بالإرهاب وتهيّئ لمعاقبتها…!
اياد موصللي
هنالك مثل متداول في بلادنا مضمونه: «إذا لم تستح فافعل ما تشاء».
كثرت الأنباء عن مشاريع العقوبات التي يتمّ تدارسها في نيويورك بحق المقاومة اللبنانية الممثلة بحزب الله والقوى المساندة بحجة الإرهاب.. المقاومة في لبنان إرهابية.. ستحاربها أميركا وكلّ المتعاونين معها من مؤسسات وأفراد وأحزاب..
هنالك قول لسقراط: «راحة الحكماء في وجود الحق وراحة السفهاء في وجود الباطل».
الابن سر أبيه.. أميركا قامت ونشأت وتكوّنت بالإرهاب، شتات بشري من جميع أنحاء الدنيا تجمّعوا في الأرض الجديدة واستولوا عليها وقتلوا وشرّدوا وأبادوا سكانها من الهنود الحمر وأنشأوا دولة..
«إسرائيل» شتات بشري من جميع أنحاء الدنيا تجمّعوا واستولوا على فلسطين قتلوا ودمّروا وشرّدوا شعباً بأكملة وانشأوا دولة..
إذا درسنا تاريخ هذا الشعب وأعماله منذ تكوّن على الأرض لما وجدنا له موقفاً واحداً ينسب الى إنسان ويتمتع بالصفة الإنسانية أو الإيمانية.. ولم نر في صفحات التاريخ شعباً حلّ عليه غضب الله وخلقه كما حلّ على اليهود بكلّ تكاوينهم، حتى انه في القول الكريم جاء: «ولعنوا حيثما جاؤوا وباؤوا بغضب من الله…»
في أقوالنا المأثورة «اتق شرّ من أحسنت اليه». هذا الشعب أعطاه الله أكثر مما يستحق شق له البحر ممراً لإنقاذه من بطش فرعون أنزل إليهم وعليهم المن والسلوى ليأكلوا من فضل الله.. فكفروا وحلّ عليهم غضب رب السماء وشرّدهم تائهين فما تابوا ولا أسفوا.. ليس في تاريخهم كله صفحة بيضاء، لذلك هبّ العالم كله يحذّر من شرورهم وأفعالهم لأنهم يعضّون اليد التي تحسن اليهم ويدعون عليها بالكسر.. وحده العالم العربي فتح لهم أحياءه وأسكنهم بين سكانه وعاملهم بالحسنى وكافأوه بالإساءة والقتل والغدر، وفيهم نزلت الآية 74 من سورة البقرة: «ثم قست قلوبكم من بعد ذلك فهي كالحجارة او أشدّ قسوة وانّ من الحجارة لما يتفجر منه الانهار وانّ منها لما يشق فيخرج منه الماء وان منها لما يهبط من خشية الله وما الله بغافل عما تعملون…»
وقد اتسموا في جميع مراحل تاريخهم بهذه القسوة والوحشية، انها طبيعة اليهود التي مارسوها منذ الأزل وما زالوا يمارسونها الى يومنا هذا، فهم يعتبرون كلّ ما هو غير يهودي كافر ويسمّونه Gentiles وهم المسيحيون والمسلمون وكلّ ما هو من غير دينهم. لذلك قتلوا الأنبياء وجاء في القرآن الكريم في الآية 70 من سورة المائدة:
«لقد اخذنا ميثاق بني إسرائيل وأرسلنا إليهم رسلاً كلما جاءهم رسول بما لا تهوى أنفسهم فريقاً كذبوا وفريقاً يقتلون».
وأورد المؤرخ كاسيوس في الكتاب رقم 78 الذي وضعه وفي الفصل 32 من الكتاب عن حقبة القرن الثاني للميلاد 117 . قال: «حينئذ عمد اليهود في CYRENE شواطئ طرابلس الغرب حالياً، بقيادة اندريا الى ذبح الرومان واليونان وأكلوا من لحمهم وشربوا من دمائهم وسلخوا جلودهم ولبسوها وقطعوا أجسام كثيرين منهم نصفين من الرأس فنازلا، والقوا بالكثيرين الى الحيوانات المفترسة وأرغموا الكثيرين على ان يقتل بعضهم بعضاً بالسيوف حتى بلغ عدد القتلى 220 الفاً وفعلوا مثل ذلك في مصر وقبرص بقيادة AREMION وذبحوا 240 الفاً MYIRELEVENET- DEFENCE- ARNOLD LEESE .
بعد 18 قرناً على هذه الحوادث كتبت جريدة «ديلي ميل» البريطانية في عددها 17 أيلول/ سبتمبر 1936 تصف بعض الحوادث التي وقعت في مدينة قرطبة أثناء الحرب الأهلية الاسبانية: «وجد 91 مذبوحاً وآخرون محروقين وهم أحياء من بينهم راهبان من كنيسة العذراء، سحلت عيناهما بالمخارز.
وفي سافيل ذبح اليهود 128 مسيحياً أوقفوهم في المقبرة صفاً واحداً وأطلقوا النار على أرجلهم فسقطوا جرحى ودفنوهم وهم أحياء.
وفي فلسطين جرت مذبحة دير ياسين التي تباهي مناحيم بيغن بأهمية هذه المذبحة وكتب يقول: «ما كانت اسرائيل لتقوم لولا الانتصار في دير ياسين».
وبعد إعلان وقف القتال بين اليهود وبين سكان المنطقة قامت عصابة ارغون بقيادة مناحيم بيغن الذي صار في ما بعد رئيسا لوزراء إسرائيل وصافحه السادات بعد زيارته الشهيرة الى «إسرائيل»…. قاموا بذبح 254 شخصاً في دير ياسين معظمهم نساء وأطفال وشيوخ، وبقروا بطون النساء الحوامل بعد الاغتصاب وقطعوا الأيدي وسلبوا الأموال، وأشار الصليب الاحمر في تقرير وضعه الطبيب جاك دي رينير الممثل الرئيسي للجنة الصليب الأحمر الدولية في القدس وصف فيه المذبحة قال: «وصل جاك دي رينير الى القرية في اليوم الثاني وشاهد عملية التطهير حسب تعبير أحد الارهابيين اليهود، والتي تمّت بالبنادق الرشاشة، وبعد ذلك بالقنابل اليدوية، وأنجزت بالسكاكين. لقد قطعوا رؤؤس بعض الضحايا وشوّهوا 52 طفلاً أمام أعين امهاتهم، وبقر الإرهابيون اليهود بطون 25 امرأة حاملاً وشقوا أرحامهم وذبحوا الأطفال أمام أعين أمهاتهم.
هذا السجل من أعمال القتل والذبح والتمثيل بالجثث، التي حفل التاريخ بأخبارها وارتكابات اليهود لها في بلادنا، كلّ هذا لم يجعل «إسرائيل» تستحق لقب الإرهاب ولم تر فيها أميركا ومثيلاتها ذلك. لبنان الذي قام الاسرائيليون فيه بأبشع الجرائم التي وصفها الكاتب الأميركي ديفيد ديوك في كتابه «الصحوة»: «في الغزو الاسرائيلي الاول للبنان عام 1982 قتل 30.000 ثلاثون ألف شخص وطرد حوالي نصف مليون من بيوتهم وعاثت القوات الاسرائيلية تخريباً في مدينة بيروت… وقامت المدمّرة الأميركية «نيوجرسي» بإطلاق قذائفها على بعض المدن اللبنانية، انّ تورّط الولايات المتحدة في حرب «إسرائيل» ضدّ لبنان عام 1982 دمّر ما تبقى من موثوقية للولايات المتحدة الاميركية… وراح ضحية هذا التورّط 300 من جنود البحرية الأميركية المارينز وذبح أكثر من ألف امرأة وشيخ وطفل في مخيمي صبرا وشاتيلا للاجئين الفلسطينيين وكان الجنرال ارييل شارون مسؤولاً عن تلك المجزرة» ويتابع الكاتب الأميركي فيقول:
«ومن المذابح الأحدث من هذه المذبحة مجزرة قانا المدينة الصغيرة في جنوب لبنان وينقل وصفاً حياً لصحافي بريطاني كشاهد عيان لما حدث في قانا.
«كانت قانا في جنوب لبنان مذبحة، لم أر منذ صبرا وشاتيلا الأبرياء يذبحون بهذه الطريقة. كانت النساء اللبنانيات اللاجئات والأطفال والرجال مكدّسين أكواماً وقد بترت أيديهم وأرجلهم، وقطعت رؤوسهم وبقرت بطونهم كان هنالك أكثر من مئة شخص بهذه الحال، كان هنالك طفل بلا رأس. كانت القنابل الاسرائيلية تحصدهم وهم مختبئون في ملاجئ الأمم المتحدة اعتقاداً منهم بأنهم آمنون في حماية العالم. أمام مبنى الكتيبة الفيجية الذي كانت تلتهمه النيران، كانت فتاة تحمل جسداً بين ذراعيها جثة رجل أشيب تحملق فيها، تهزها وتبكي مردّدة عبارة بابا… بابا ».
دامت المذبحة الاسرائيلية عشرة أيام بلياليها وراح ضحيتها 260 شخصاً بحيث لن ينساها اللبنانيون ولن يصفحوا عنها ابداً». هؤلاء القتلة لم تقل عنهم أميركا وأوروبا والأمم المتحدة أنهم إرهابيون…
لبنان المقاومة التي نبتت من شعبه وأرضه بعد الاعتداءات والإرهاب الاسرائيلي، وأثبتت انّ فينا قوة ستغيّر مسار التاريخ، وقد فعلت وأثبتت انّ إسرائيل وقوى العدوان أوهن من خيط العنكبوت وأثبتت أننا امة تستمد قوتها من ايمانها وانها لا تخاف الحرب ولا الفشل..
أميركا منشغلة ومهتمّة بتكريس المقاومة في خانة الإرهاب وهي في وطنها تدافع عن أرضها ووجودها وكرامتها، أميركا منشغلة بفتح الطريق سالكة أمام تكريس تكامل وجود «إسرائيل» وتمدّدها.
خطر اليهودية العالمية رآه الكثيرون ولكن لا حياة لمن تنادي. ولهذا أعلن بنيامين فرانكلين أحد قواد الثورة الأميركية ومؤسّسى الولايات المتحدة الاميركية مع توماس جفرسون وجيمس ماديسون وجورج واشنطن وجون آدمز.
أوضح فرانكلين مخاوفه من الخطر اليهودي على بلاده، وتنبأ بوقوع الولايات المتحدة فريسة سهلة للسيطرة اليهودية إذا لم يتمّ التصدي لهم ومنعهم من الهجرة إلى أميركا حسب رأيه وقتها وإلا سوف يلعنهم أحفادهم، فقال: أيها السادة هناك خطر كبير يتهدّد الولايات المتحدة الأميركية، وهذا الخطر هو اليهود يعملون على تدني المستوى الاخلاقي والتجاري فيها. وعلى مدى تاريخهم الطويل ظلوا متقوقعين على أنفسهم في معزل عن الأمم التي يعيشون فيها ولم يندمجوا في حضارتها، بل كانوا يعملون دوماً على إثارة الأزمات المالية وخنق اقتصادها كما حصل في البرتغال واسبانيا. لأكثر من 1700 سنة وهم يبكون على قدرهم ومصيرهم المحزن، أعني طردهم ونفيهم من وطنهم الأمّ، ولو انّ العالم المتحضّر أعاد لهم فلسطين الآن فإنهم على الفور سيخلقون الأعذار والحجج الواهية ليبرّروا عدم رغبتهم في ما يستدعي تواجدهم بين المسيحيين من غير جنسهم.
ومع أنهم يعيشون بيننا منذ أجيال فإنّ مثلهم العليا ما زالت تختلف كلياً عما يتحلى به الشعب الأميركي من مُثل. فالفهد الأرقط لا يمكنه تغيير لون جلده .سوف يعرّضون مؤسّساتنا ومقوّماتنا الاجتماعية للخطر.
إرهابهم موجود في أفعالهم وأقوالهم حيث يقولون «جاء على لسان الأنبياء أننا نحن اختارنا الله لنحكم الأرض كلها والله منحنا العبقرية لنطلّع بهذا العبء».
أميركا أنشأت بالتعاون مع «إسرائيل» والسعودية وقطر ودول الخليج المنظمات الإرهابية لتدمير الشام ولبنان والعراق ليتمّ بعد ذلك تفتيت المنطقة العربية بما يتيح لـ«إسرائيل» تحقيق حلمها وأفشلت سورية بكلّ دولها هذا المخطط فأرادوا ان يجعلوا من قطر المذنب والمرتكب لكلّ هذا وألبسوا السعودية عباءة القيادة والبراءة وسلّموها عصا الزعامة.. وطلبوا من الآخرين تقديم الطاعة.. استبدلوا العلقمي بمسيلمة الكذاب.. وشهاب الدين أسوأ من اخيه..
إرهاب يريدون اتهام المقاومة به وهي في تاريخها كله ما حدث حادث واحد يدلّ على قلة أخلاق، حتى جيش لحد وعملاء «إسرائيل» عفت عنهم بعدما رفعوا راية التوبة..
الإرهاب الوحيد الذي مارسته وسوف تمارسه المقاومة وكلّ القوى الوطنية هو إطاعة قول الله وأمره الحازم: «اقتلوهم حيث تقفثموهم…»
انّ كلّ ما يجري من تخطيط وتحركات ودفع أموال له غاية وحيدة وحلم يريدون تحقيقه وخلاصته:
1 ـ خلق كيانات كردية في الشام والعراق وعلى حدود تركيا وإيران.. بما يشغل الدولتين بالاضطرابات والفتن التي سيخلقها هذا العمل بإثارة من بداخل تركيا وإيران من الأكراد…
2 ـ انشغال هذه الدول وإبقاء الاضطرابات في الشام والعراق عبر دعم الإرهاب بحجة أنهم يحاربونه لتبقى البلاد غير مستقرة.
3 ـ بانشغال الجميع يبرز أمير الخائبين قائداً تاريخياً تخضع له المشيخات والإمارات وجمهوريات الموز ويعلن تطبيعاً مع «إسرائيل» وعفى الله عما مضى، ويقول كيسنجر الصهيوني ووزير خارجية أميركا الأسبق في حديث أجراه مع صحيفة «ديلي سكويت» في 27/11/2011 ثم أعاد نشره موقع ريالتي زونيزم انّ ايران هي ضربة البداية في الحرب العالمية الثالثة.
ويضيف كسينجر: «إذا سارت الأمور كما ينبغي فسيكون نصف الشرق الأوسط لإسرائيل». ويتابع: لقد أبلغنا الجيش الأميركي أننا مضطرون لاحتلال سبع دول في الشرق الأوسط نظراً لأهميتها الاستراتيجية لنا، خصوصاً أنها تحتوي على البترول وموارد اقتصادية أخرى ولم يبق إلا خطوة واحدة، وهي ضرب إيران وعندما تتحرك الصين وروسيا من غفوتيهما سيكون «الانفجار الكبير» والحرب الكبرى التي لن تنتصر فيها سوى قوة واحدة هي «إسرائيل» وأميركا وسيكون على «إسرائيل» القتال بكلّ ما أوتيت من قوة وسلاح لقتل أكبر عدد ممكن من العرب واحتلال نصف الشرق الأوسط.
وأضاف: انّ طبول الحرب تدق الآن في الشرق الأوسط وبقوة ومن لا يسمعها فهو بكلّ تأكيد «أصم».
وقال: «لقد تلقى شبابنا في أميركا والغرب تدريباً جيداً في القتال خلال العقد الماضي وعندما يتلقون الأوامر للخروج إلى الشوارع ومحاربة تلك «الذقون المجنونة» فسوف يطيعون الأوامر ويحوّلونهم إلى رماد.
وأوضح كيسنجر أنّ إيران ستكون المسمار الأخير في النعش الذي تجهّزه أميركا و«إسرائيل» لكلّ من إيران وروسيا بعد أن تمّ منحهما الفرصة للتعافي والإحساس الزائف بالقوة وبعدها سيسقطان وللأبد لنبني مجتمعاً عالمياً جديداً لن يكون إلا لقوة واحدة وحكومة واحدة هي الحكومة العالمية «السوبر باور» وقد حلمت كثيراً بهذه اللحظة التاريخية.
هذا الحلم جاء ترامب يحاول تحقيقه بأموال وهدايا سعودية.. تبقى أحلامكم في رؤوسكم… وتبقى سيوفنا بزنودنا…