خامنئي للعبادي: لا تثقوا بالأميركيين إطلاقاً
قال مرشد الثورة الإيرانية السيد علي خامنئي خلال استقباله رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي أمس، «لا تثقوا بالأميركان إطلاقاً، فهم ليسوا مع استقلال ووحدة العراق، يجب منع القوات الأميركية من دخول البلاد بحجة تدريب القوات العسكرية»، مضيفاً إنّ «إيران كجارٍ للعراق تعارض إجراء استفتاء في انفصال جزء من العراق».
من جهته، أكد الرئيس الإيراني حسن روحاني «رغبة بلاده بزيادة التعاون الثنائي في جميع المجالات»، مشيراً إلى أنّ «العراق دولة مهمة في المنطقة وبإمكانها لعب دور كبير في تحقيق الاستقرار وإحلال السلام في المنطقة».
وبحث روحاني والعبادي قضايا عدة ذات اهتمام مشترك وملفات اقتصادية وتجارية وسياحية وطاقة واستثمار، وأكدا «أهمية توسيع علاقات التعاون وتعزيزها بما يخدم المصالح المشتركة للشعبين وللبلدين الجارين».
وفي سياق متصل، شدّد روحاني على «رغبة الجمهورية الإسلامية بزيادة التعاون الثنائي في جميع المجالات»، وعلى «موقف بلاده الداعم وحدة العراق وأمنه واستقراره ومهنئاً بالانتصارات ونجاح عمليات تحرير المدن التي تخوضها القوات العراقية».
بدوره، أعرب رئيس الوزراء العراقي عن «ارتياحه لتطور العلاقات بين البلدين والشعبين وحرص العراق على توسيع العلاقات الثنائية والتعاون ضدّ الإرهاب والعمل على تحقيق الأمن والاستقرار لشعوب ودول المنطقة والتوجه للتنمية الاقتصادية».
وفي هذا السياق، استعرض العبادي الانتصارات الكبيرة التي «تحققها القوات العراقية ببسالة منقطعة النظير ومساندة جميع العراقيين بمختلف انتماءاتهم لقواتهم بمختلف صنوفها ووحدة كلمة الشعب العراقي ضدّ الإرهاب».
وقال العبادي على حسابه في تويتر «إنّ زيارته تأتي في إطار البناء على العلاقات الوثيقة بين العراق وإيران من أجل تعزيز المصالح المشتركة».
وكان العبادي وصل طهران في زيارة رسمية، قادماً من المملكة العربية السعودية، حيث تخلّلت زيارته السعودية «مناقشة للأوضاع الراهنة والتحديات السياسية والأمنية التي تواجه المنطقة»، وتمّ الاتفاق على «تكثيف العمل المشترك لمواجهة هذه التحديات وفي مقدّمتها مكافحة التطرف ومحاربة الإرهاب بأشكاله وصوره كافة».
حيث بحث الطرفان «كيفية التعاون ضدّ الإرهاب، وتعزيز العلاقات الثنائية والمصالح المشتركة التي تخدم الشعبين العراقي والسعودي، وفرص الاستثمار في مجالات الطاقة والزراعة والصناعة».
كما أكد الملك سلمان بن عبد العزيز ورئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي «أهمية تجفيف منابع الإرهاب وتمويله والالتزام بالاتفاقيات والتعهّدات التي تلزم الدول بهذا الخصوص».
وأعرب العبادي والملك سلمان عن «سعادتهما بما تحقق من نقلة نوعية» في العلاقات بينهما، وأكدا على «أهمية التبادل المنتظم للزيارات بين المسؤولين في البلدين، وكذلك رجال الأعمال بهدف استكشاف الفرص المتاحة لدعم العلاقات الاقتصادية والتجارية وتطويرها».
وجاء في بيان مشترك للبلدين صدر في ختام زيارة العبادي إلى المملكة، «أنّ الجانبين عقدا جلسة مباحثات حضرها ولي العهد السعودي الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز وعدد من كبار المسؤولين في البلدين».
وبحسب البيان فقد «نوّه الطرفان إلى تصميمهما على مواصلة جهودهما الناجحة لمحاربة التنظيمات الإرهابية، خصوصاً تنظيم داعش الذي طالت أعماله الإجرامية الآمنين في البلدين».
ودان الجانبان «كافة الأعمال التي تمس أمن واستقرار البلدين والمنطقة»، وشدّدا على «ضرورة نبذ روح الكراهية والعنف والتمييز الطائفي والتأجيج المذهبي». كما أكدا «حرصهما على تعزيز علاقاتهما الأخوية لتحقيق مصالحهما المشتركة ولكل ما فيه الخير للشعبين الشقيقين، وأهمية تعزيز السلم والأمن في المنطقة».
وذكر البيان المشترك أنّ الجانبين «نوّها في جلستي المباحثات بما يربط بين البلدين والشعبين من روابط الدين والأخوة والجوار وأواصر القربى والمصير المشترك».
وفي السياق، عبّر رئيس الوزراء العراقي عن «تقدير حكومة بلاده للمملكة العربية السعودية على ما أبدته من دعم للجهود المبذولة في إعادة إعمار العراق».
وكان العبادي أكد قبيل البيان المشترك على أنّ «المنطقة تشهد مآسي كبيرة يمكن حلها بالتعاون والمساعدة».
وأشار العبادي إلى «ضرورة أن يكون لدول المنطقة دور في البناء والإعمار والتنمية»، مؤكداً «توجّه العراق بأن لا يكون طرفاً في النزاعات، إنما جزءاً من عوامل الاستقرار والالتقاء».
من جهته ذكر وزير الدفاع السعودي أنّ «لدى السعودية والعراق تحديات ومخاطر مشتركة، وأنّ التطرف مركّب من مجموعة من الأحداث المعقّدة منها عدم استقرار بعض الدول»، مشيرا إلى أنّ «السعودية متفائلة بعمل العراق وتوجهه وأنها ستقطع شوطاً مهما من خلال المجلس التنسيقي بين البلدين».
كما أكّد بن سلمان أنّ «للعراق مقومات للنجاح أكثر من المملكة، ومن موقع متميّز وعقول مميزة ونهرين، وأن الرياض جاهزة للوقوف معه، إذ لا توجد بينها وبين العراق أية خلافات حقيقية، والتعاون بين البلدين نقطة تحول مهمة في المنطقة»، حسب تعبيره.