رسائل الصواريخ الإيرانية
حميدي العبدالله
لا شك أنّ إيران بإطلاقها مجموعة من الصواريخ الباليستية على أهداف لتنظيم داعش في دير الزور، احتفظت لنفسها بحق ملاحقة المعتدين على أمنها وأمن مواطنيها أسوة بما فعلته دول عديدة، ولا سيما الولايات المتحدة التي أباحت لنفسها ضرب مواقع في دول من دون أخذ سيادتها بعين الاعتبار والتنسيق المسبق معها، مثلما فعلت واشنطن في سورية بذريعة مكافحة داعش، وكما فعلت في السودان عندما استهدفت معمل الشفاء.
لكن الصحيح أنّ هذه ليست هي الرسالة الوحيدة، فإطلاق الصواريخ على مواقع لداعش في دير الزور، لا سيما أنّ إيران تقوم بجهد ملموس في مكافحة الإرهاب في سورية إلى جانب الجيش السوري عبر استخدام كافة الوسائل، بما في ذلك بعض وحدات برية خاصة.
إطلاق صواريخ إيرانية على مواقع لداعش في دير الزور يحمل رسائل هامة أبرزها: الرسالة الأولى، رداً على الاعتداء الأميركي على طائرة سورية كانت تقصف مواقع لتنظيم داعش في الريف الجنوبي الغربي من محافظة الرقة. معروف أنّ غرفة عمليات أصدقاء سورية كانت قد أصدرت في وقت سابق بياناً حذرت فيه الولايات المتحدة من التمادي باعتداءاتها على الجيش السوري، وأكدت أنّ حلفاء سورية لن يقفوا مكتوفي الأيدي، وهدّدت باستخدام سلاح الصواريخ لاستهداف القوات الأميركية في حال تجاوزت هذه القوات للخطوط الحمر. عندما تعمد الولايات المتحدة إلى تجاوز الخطوط الحمر هذه وتسقط طائرة سورية تقصف مواقع داعش، بديهي أن تكون هناك رسالة تحذير، وصواريخ إيران التي أطلقت نحو مواقع داعش في دير الزور أطلقت بعد ساعات قليلة على إسقاط الطائرة السورية، وتوضح للولايات المتحدة بأنّ مواقعها ليس في الخليج بالقرب من الأراضي الإيرانية، بل حتى مواقعها وقواتها في سورية ستكون أهدافاً للصواريخ الإيرانية، وهو السلاح الوحيد الذي لوّحت غرفة عمليات أصدقاء سورية باستخدامه في حال تجاوزت الولايات المتحدة الخطوط الحمر في اعتداءاتها على الجيش السوري.
الرسالة الثانية موجهة إلى الكيان الصهيوني، فالصواريخ التي ضربت مواقع لداعش في دير الزور وأصابتها بإمكانها استهداف أيّ موقع في فلسطين المحتلة بما فيها وزارة حرب العدو ومقرّ مجلس الوزراء، وعلى تل أبيب أن تقلق ليس من ترسانة صواريخ حزب الله وسورية، بل وأيضاً من صواريخ إيران بعد هذه العملية في دير الزور.
رسالة ثالثة إلى كلّ الدول التي تستخدم الإرهاب لزعزعة استقرار إيران بأن إيران قادرة على الردّ، ولا سيما إذا كانت هناك دول في المنطقة تدغدغ أحلامها لعبة استخدام الإرهاب ضدّ إيران.
هذه هي أبرز رسائل صواريخ إيران.