موسكو ترى الممارسات الأميركيّة منافية لميثاق الأمم المتحدة.. وترجّح مقتل البغدادي
ذكرت المتحدّثة بِاسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، أنّ «روسيا تريد من الولايات المتحدة التحقيق في إسقاط طائرة عسكرية سورية في محافظة الرقة نهاية الأسبوع الماضي».
وطالبت زاخاروفا في المؤتمر الصحافي الأسبوعي، «بإجراء التحقيق الشامل من القيادة الأميركيّة لهذا الحادث»، وطالبت «باتخاذ الإجراءات من أجل منع تكرار هذه الحوادث».
وأضافت المتحدّثة بِاسم الخارجية الروسية، أنّ «الجانب الروسي ينظر إلى التصرّفات المماثلة كاختراق لميثاق الأمم المتحدة ومبادئ سيادة الدول ووحدة الأراضي السورية».
وكان الجيش السوري قد أكّد أنّ التحالف الدولي بقيادة أميركا أسقط إحدى الطائرات السورية المقاتلة في منطقة الرصافة بريف الرقة الجنوبي، أثناء تنفيذها مهمّة قتالية ضدّ تنظيم «داعش»، ما أدّى إلى فقدان الطيار.
من جهةٍ أخرى، أكّدت مصادر مطّلعة عن البدء بتسوية تمّ الاتفاق عليها الثلاثاء الماضي في إنخل وداعل بريف درعا الشمالي، مشيرةً إلى تشكيل لجان مشتركة بين الطرفين لتحديد الفصائل الإرهابية من أجل قتالها بشكلٍ مشترك بإشراف روسي.
وذكرت المصادر، أنّ اجتماعاً أمنيّاً جرى أول أمس الأربعاء في إزرع بريف درعا بين قيادات أمنيّة سورية وممثّلين عن الفصائل المسلّحة، لافتةً إلى أنّ الاجتماع في ريف درعا جرى برعاية وإشراف روسيا.
المصادر نفسها تحدّثت أيضاً عن تسوية أوضاع من يريد من المسلّحين في درعا وعدم ترحيل من يرفض، إضافة إلى إطلاق سراح معتقلين بموجب لوائح يقدّمها ممثّلون عن الفصائل المسلّحة ووجهاء درعا.
كما أشارت المصادر إلى أنّ الجيش السوري يتمركز ضمن نقاط محدّدة على أطراف درعا، إضافةً إلى نشر قوّات الأمن الداخلي السوري داخل درعا ورفع العلم السوري في كلّ أحيائها.
وأوضحت المصادر، أنّ تحييد مدينة درعا ووقف العمليّة العسكرية فيها لإتاحة الفرصة لعودة من يريد من اللاجئين إلى الأردن.
كذلك أكّدت المصادر عودة معبر نصيب إلى سيطرة الجيش السوري، وإعادة فتحه بإشراف الجيش ورفع العلم السوري.
وفي سياقٍ متّصل، تمّ الاتفاق على عودة مئات النازحين إلى القلمون الغربي في سورية من جرود عرسال اللبنانية، مؤكّداً أنّ عودة النازحين ستكون في عيد الفطر.
ميدانيّاً، أفشل الجيش السوري هجوماً لمسلّحي «جبهة النصرة» على أحد مقارّه في جرد فليطة في القلمون الغربي بالقرب من الحدود اللبنانية.
وتمكّنت وحدات الجيش من القضاء على مجموعة مسلّحين من «جبهة النصرة» في اشتباكات وقعت أمس، حسب الإعلام الحربي السوري.
من جهةٍ أخرى، نقلت وكالة «سانا» السوريّة عن مصدر عسكري، أنّ الجيش سيطر على منطقة بئر القصب، المركز الرئيسي لتنظيم «جبهة النصرة» في ريف دمشق الجنوبي الشرقي، وعدد من التلال بعد القضاء على آخر تجمّعاته.
وتُعدّ منطقة بئر القصب والتلال المحيطة بها ذات أهميّة استراتيجية، كونها تشكّل قاعدة انطلاق لوحدات الجيش في ملاحقة المسلّحين واستعادة السيطرة على بقيّة المناطق الممتدّة بين الريف الجنوبي الشرقي لدمشق والريف الشرقي للسويداء.
إلى ذلك، أعلن قائد القوّات الجوّية البلجيكية فريديريك فانسينا، أنّ طيران التحالف الذي تقوده واشنطن في سورية بحجّة محاربة تنظيم «داعش» الإرهابي علّق طلعاته الجوّية غرب الفرات بعد استهدافه طائرة تابعة لسلاح الجوّ السوري في محيط بلدة الرصافة وتهديد روسيا.
وكانت وزارة الدفاع الروسية أكّدت الاثنين الماضي، أنّ «وسائل الدفاع الجوّي الروسية الأرضية والجوية ستواكب أيّ أجسام طائرة، بما فيها المقاتلات والطائرات المسيّرة التابعة للتحالف الدولي، وسيتمّ رصدها غرب نهر الفرات في سورية باعتبارها أهدافاً جوّية».
ونقلت «سبوتنيك» عن فانسينا قوله، إنّ «طائرات التحالف لم تحلّق فوق الأراضي السورية غرب نهر الفرات في يومَي الـ20 والـ21 من حزيران، استجابة لتحذير وزارة الدفاع الروسية».
وأشار فانسينا إلى أنّ الروس يملكون رادارات وصواريخ في غاية الفعّالية.
وتقود الولايات المتحدة منذ آب عام 2014 تحالفاً غير شرعيّ من خارج مجلس الأمن بدعوى مقاتلة تنظيم «داعش» الإرهابي، يشارك فيه عدد من دول الغرب التابعة لواشنطن كبريطانيا وفرنسا وأستراليا، وقد ارتكب عشرات المجازر بحقّ السوريّين.
على صعيدٍ آخر، أعلنت وزارة الخارجية الروسية عن وجود «احتمال كبير» بأنّ زعيم تنظيم «داعش» الإرهابي أبو بكر البغدادي قُتل نتيجة قصف الطيران الروسي لمركز قيادة للتنظيم جنوب الرقة.
وقال أوليغ سيرومولوتوف، نائب وزير الخارجية الروسي، في حديث لوكالة «نوفوستي» الروسيّة: «بحسب معطيات وزارة الدفاع الروسية، فإنّه يمكن القول إنّ زعيم «داعش» البغدادي قد تمّ القضاء عليه نتيجة قصف الطيران الروسي لمركز قيادة للمسلّحين في ضواحي الرقة الجنوبيّة في نهاية أيار العام الحالي، ويجري الآن التأكّد من صحة هذه المعطيات من خلال قنوات مختلفة».
وأكّد الدبلوماسي الروسي: «ويمكن القول انطلاقاً من خبرة القضاء على العصابات الإرهابية في شمال القوقاز، إنّه يمكن تحقيق نجاح كبير جديد للقوّات الجوّية الروسية في مكافحة الإرهاب الدولي في حال التأكّد من صحّة هذه المعلومات».
وأضاف نائب وزير الخارجية الروسي: «من المهم أن نفهم أنّ الجماعات الإرهابية تمثّل تنظيمات لها نظام هرَميّ جامد، وتؤدّي تصفية زعمائها إلى تفشّي الفوضى وزرع الرّعب والخوف والبلبلة في صفوف الإرهابيين»، مؤكّداً أنّه تجب مواصلة تدمير «داعش»، عبر مبدأ حتميّة معاقبة الإرهابيين».
هذا، وأعلنت وزارة الدفاع الروسية الأسبوع الماضي، أنّ هناك معلومات تدلّ على مقتل زعيم تنظيم «داعش» الإرهابي أبو بكر البغدادي بإحدى غارات القوّات الجوّية الفضائية الروسية على الرقة السوريّة.