السعودية تلتحق بـ «كامب ديفيد»… من بوابة «عشقي» وطريق «تيران وصنافير»
عندما يحصل نزاع بين الدول على ما تعتبره كلّ دولة حقاً سيادياً لها، تسوء العلاقات وتتوتر وتتعقد، وغالباً ما يؤدّي نزاع كهذا الى الحروب، بحيث لم يسبق ان حصلت حلول بين ليلة وضحاها. أما في حالة «النزاع» المصري السعودي على جزيرتي «تيران وصنافير»، لافت تخلّي مصر عنهما، و«تطويبهما» باسم السعودية، ما يؤكد حصول صفقة بالتراضي لتحقيق أهداف سياسية محدّدة!
السعودية وطيلة فترة السيطرة المصرية على الجزيرتين لم تشعر بعقدة «نقص السيادة»، والحال ذاته راهناً بالنسبة لمصر بعد «تطويبهما» للسعودية، ما يعني أن لا قيمة قانونية وحقوقية للصفقة باعتبار أنّ الجزيرتين تقعان في نطاق جغرافية الأمة السورية. وهذا مثبت بالدراسات والأبحاث التي سلّطت الضوء على هذه المسألة.
لكن السؤال، لماذا كلّ هذا الإصرار من قبل المملكة السعودية على إلحاق الجزيرتين المذكورتين بها، وما علاقة ذلك بالسعي السعودي للالتحاق بـ «كامب ديفيد»؟
لم يتأخر الجواب كثيراً، فاللواء السابق في القوات المسلحة السعودية والمدير الحالي لمركز الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية أنور عشقي، لم يتستّر على ما ترمي إليه صفقة «تيران وصنافير»، فهو صرّح لقناة ألمانية قائلاً: «الهدف ترسيم الحدود مع مصر، وعندما رسّمت الحدود أصبحت الجزيرتان داخل حدود المملكة، وهذا سيفضي إلى التعامل مع معاهدة كامب ديفيد، أيّ أنّ المعاهدة لم تعد مصرية «إسرائيلية»، وإنما صارت دولية، فمصر والسعودية ستشتركان في السيطرة على الممرّ الذي تمرّ منه السفن «الإسرائيلية» والأردنية وغيرها من السفن… والمملكة ستنسج علاقة مع إسرائيل»!
اللواء السعودي الذي اشتهر بمواقفه التطبيعية يقول للقناة ذاتها إنّ «أهمّ الأوراق التي تملكها المملكة هي التطبيع مع إسرائيل»، مضيفاً: «إذا طبّعت المملكة مع «إسرائيل» سوف تطبّع الدول الإسلامية كلها مع «إسرائيل»، وستكون قد كسرت العزلة بين «إسرائيل» ودول المنطقة»! ولم يستبعد اللواء المطبّع موافقة «حماس» إذ قال: «الوثيقة الأخيرة التي ظهرت من جانب حركة حماس كانت فيها موافقة على حلّ الدولتين والموافقة على الحدود مع إسرائيل».
وعليه يتضح أنّ جزيرتي «تيران وصنافير» لم تكونا محلّ نزاع بين الدولة المصرية والمملكة السعودية، فكِلتاهما لا تملكان حقاً سيادياً طبيعياً على هذه الجزر، وكلّ ما حصل، استخدام الجزيرتين في عملية تعبيد طريق السعودية للالتحاق بـ «كامب ديفيد» لبدء مرحلة التطبيع العلني مع العدو الصهيوني، على حساب فلسطين والفلسطينيّين..
هنا تُفهم جيداً تصريحات قادة العدو الصهيوني المتكرّرة عن قنوات اتصال مع بعض الدول العربية. فهي لم تعُد لغزاً محيّراً… لأنّ بعض العربان يتسابقون ذلاً وانبطاحاً من أجل التطبيع مع عدو يحتلّ فلسطين ويبيد الفلسطينيين.. وهذا هو الهدف الرئيس من وراء نشر الفوضى والخراب والإرهاب في بلادنا.
عميد الإعلام في الحزب السوري القومي الاجتماعي