بوتين ـ ترامب: هل تسوّى الخلافات؟
حميدي العبدالله
يراهن كثيرون على احتمال أن تؤدّي القمة التي سوف تجمع الرئيسين الروسي والأميركي، على هامش قمة العشرين، إلى وضع حدّ للخلافات الأميركية الروسية.
فهل هذا الرهان في محله، وما هي التوقعات بشأن اللقاء المنتظر؟
المرجح أنّ القمة لن تسفر عن أي تغيير في مواقف البلدين من قضايا الخلاف، سواء ما يتعلق منها بالدرع الصاروخية أو الأزمة الأوكرانية، أو الوضع في سورية، إضافة إلى الخلاف في رؤية البلدين لطبيعة النظام الدولي، حيث تصرّ الولايات المتحدة والدول الغربية على استمرار سياسة التفرّد التي اعتمدتها بعد انهيار الاتحاد السوفياتي، في حين تدعو روسيا إلى تعديل هذه السياسة وإقامة شراكة ندية لصالح المجتمع الدولي بأكمله بعيداً عن سياسة الهيمنة والاستئثار.
عدم التوصل إلى اختراق أو تفاهم يضع حداً للخلافات بين موسكو وواشنطن، أو على الأقلّ يحول دون تصاعدها، يعود إلى الأسباب الآتية:
أولاً، القمة بذاتها ليست قمة مكرّسة للبحث في العلاقات الأميركية الروسية. هذه القمة تعقد على هامش قمة العشرين ومهما طال أمد الاجتماع الذي سيضمّ الرئيسين فإنه لن يكون كافياً حتى لتبادل وجهات النظر حول القضايا موضع الخلاف.
لو كانت القمة قائمة بذاتها، أيّ لم تعقد على هامش قمة العشرين، كان يمكن توقع شيء آخر، لأنّ التحضير للقمة يتطلب بحث مسائل الخلاف، وتحديد ما يمكن الاتفاق عليه، وما يحتاج إلى حوار طويل. لكن في هذا اللقاء الهامشي لن يكون هناك شيء من ذلك.
ثانياً، الرئيس الأميركي لا يزال يواجه معارضة قوية، بل ثمة جهود تبذل للإطاحة به على خلفية مزاعم بتدخل روسي لصالحه في الانتخابات الرئاسية، وفي ظلّ هذه المعارضة ستتخذ مواقف أكثر تصلباً من أيّ رئيس أميركي آخر في مواجهة روسيا، ومن شأن ذلك أن يعطل ويعرقل أيّ تفاهمات يمكن أن تحدث بين الرئيس الحالي والرئيس الروسي.
ثالثاً، الخلافات القائمة بين الولايات المتحدة وروسيا في جميع الملفات يصعب حلها، لأنها تعبّر عن مصالح متضاربة إلى حدّ يصعب التوفيق بينها قبل مرور وقت طويل ومواجهات واختبارات وتبادل للتحديات بين البلدين.
لكل ما تقدّم، فإنّ ما بعد قمة بوتين ترامب لن يكون مختلفاً عما كان قبل هذه القمة.