بوتين: مصير الأسد يحدّده السوريّون وليس تيلرسون.. وترامب يرى أنّ الوقت حان للتعاون مع روسيا
قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إنّ مستقبل سورية والرئيس بشار الأسد «يحدّده الشعب السوري، وليس وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون».
بوتين وخلال مؤتمر صحافي في قمّة G20 في مدينة هامبورغ الألمانية، أكدّ أنّ «الموقف الأميركي اتجاه سورية «لم يتغيّر، لكنّه أصبح أكثر براغماتية»، مضيفاً أنّ «القرار بشأن مناطق خفض التصعيد في جنوب سورية اتّخذ، وبفضل الولايات المتحدة».
وفي نفس السياق، قال الرئيس الروسي إنّه «تمّ التوصّل إلى تفاهم جيد حول وقف إطلاق النار جنوب غربي سورية، الذي انضمّت إليه الأردن و«إسرائيل»، مؤكّداً أنّه من «الضروري تأمين وحدة الأراضي السوريّة».
وأضاف أنّه من الضروري أن تتعاون هذه المناطق فيما بينها ومع الحكومة السوريّة، ليتمّ في ما بعد التوصّل إلى تسوية شاملة في سورية.
وأكّد بوتين، أنّ «لدى روسيا اتصالات مع الكثير من الفصائل الكرديّة في سورية»، مشيراً إلى أنّ واشنطن «متقدّمة بشكلٍ أكبر من وجهةٍ نظر التسليح».
وقال، إنّه يمكن اتخاذ خطوات مستقبلية للتسوية في سورية، بـ«الارتكاز إلى إرادة إيران وتركيا والقيادة السوريّة»، مؤكّداً أنّه «بحث الموضوع السوري مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان خلال القمّة»، مضيفاً أنّ موسكو تواصل العمل مع تركيا لتأمين منطقة خفض التصعيد في إدلب وشمال سورية.
ميدانياً، قال الإعلام الحربي في سورية، إنّ وحدات من الجيش السوري بالتعاون مع الدفاع الوطني «فوج الجولان» سيطرت على نقطة الفيلا الحمراء في القنيطرة.
جاء ذلك في وقت يدخل فيه الاتفاق الجديد لوقف إطلاق النار في جنوب غربي سورية حيّز التنفيذ، أمس.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إنّه لم تقع ضربات جوّية ولا اشتباكات في جنوب غربي سورية منذ بدء سريان وقف إطلاق النار صباح أمس.
وقُبيل دخول الاتفاق حيّز التنفيذ، تحدّثت مصادر مطّلعة عن هدوء حذر ساد المنطقة.
من جهته، قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب بأنه آن الأوان للمضيّ قُدُماً في إرساء تعاون بنّاء مع روسيا حول سورية.
وكتب ترامب تغريدة على حسابه في «تويتر»: «اتّفقنا حول الهدنة في أجزاء من سورية، ما سيحافظ على الأرواح، حان الوقت للتحرّك إلى الأمام في التعاون مع روسيا».
إلى ذلك، أصدر مستشار الأمن القومي الاميركي هيربرت ماكماستر بياناً، رحّب فيه باتفاق وقف إطلاق النار في جنوب غربي سورية.
ماكماستر قال إنّ الاتفاق خطوة ضروريّة على طريق تحقيق الأهداف المشتركة، مؤكّداً التزام الولايات المتحدة في القضاء على «داعش» ووضع نهاية للصراع في سورية.
من جهته، وصف نائب مبعوث الأمم المتحدة إلى سورية رمزي رمزي اتفاق وقف إطلاق النار في جنوب غربي سورية بأنّه تطوّر إيجابيّ، وسيساعد على دعم العملية السياسية.
تصريح رمزي جاء من دمشق، حيث التقى نائب وزير الخارجية السوريّ فيصل المقداد ورئيس الوفد السوريّ إلى محادثات جنيف بشار الجعفري.
على صعيدٍ آخر، قالت مصادر محلّية في إدلب، إنّ «هيئة تحرير الشام – جبهة النصرة سابقاً» تشنّ حملة في مدينة إدلب وبلدة سرمين وسط إطلاق رصاص كثيف وشبه حظر للتجوال فرضته الهيئة في المنطقتين.
وأشارت المصادر إلى أنّ عشرات الآليّات الثقيلة والمتوسّطة جرى فيهما اقتحام مدينة إدلب وبلدة سرمين التابعة لهيئة تحرير الشام قطاع أبو الظهور، وبدأت بتطويق الأحياء واقتحام عدد كبير من المنازل، بالتزامن مع إطلاق رصاص.
وأفادت المصادر، أنّ الهيئة أعلنت عبر مآذن المساجد أنّها تقوم بحملة ضدّ خلايا تنظيم «داعش» في إدلب وسرمين، وطالبت الأهالي بعدم الخروج من منازلهم، واعتبار أيّ شخص خارج المنزل هو هدف عسكري ستتعامل معه.
وبيّنت المصادر، أنّ الهيئة اقتحمت المنطقتين بأكثر من 1000 مقاتل، في وقت التزمت فيه بقيّة الفصائل بمقارّها وسحب حواجزها في تنسيق بينها وبين الهيئة.
ومن جهتها، أعلنت الهيئة عبر مسؤولها الأمني سعد الدين محمد، أنّها بدأت عملية أمنيّة واسعة في إدلب ومحيطها لاجتثاث من وصفتهم بخلايا أمنيّة تابعة لتنظيم «داعش».
وأفاد المسؤول الأمني، أنّ الحملة أسفرت عن اعتقال أكثر من 100 أمني تابع لتنظيم «داعش» في مدينة إدلب وبلدة سرمين، والسيطرة على 15 موقعاً في إدلب، وأكثر من 10 مواقع في سرمين، خلال الساعات الأولى للعمليّة.
وقال المسؤول الأمني، إنّه تمّ اعتقال 3 انتحاريّين في مدينة إدلب كانوا ينوون التنفيذ على «تجمعّات المسلمين في إدلب»، بالإضافة إلى إلقاء القبض على المسؤول الأمني العام لتنظيم «داعش» في مدينة إدلب، الملقّب «أبو سليمان الروسي».
ومن جهتها، كشفت مصادر في إدلب أنّ الحملة التي تشنّها «هيئة تحرير الشام» هي ضدّ عدد من قيادات وعناصر من سرمين عادوا من الرقة خلال الأسابيع الماضية سرّاً، وجرى خلاف بينهم وبين قيادات «جبهة النصرة» التي سهّلت لهم العودة.
وأشارت المصادر إلى أنّ الذين عادوا هم من عناصر لواء الأقصى الذين تمّ طردهم قبل أشهر من ريف إدلب الجنوبي باتجاه ريف حماة الشرقي خلال المعارك مع «أحرار الشام»، بالإضافة إلى عناصر وقيادات من «لواء داوود» من أبناء سرمين الذين انشقّوا مع قائدهم حسان عبود السرميني قبل 3 سنوات، والذي كان قد انشقّ عن الجبهة الإسلامية وقاد رتلاً مؤلّفاً من 100 آليّة و1500 مقاتل باتجاه الرقة، وأعلن البيعة للبغدادي الذي سلمّه مسؤول أمني الطبقة، وتواردت أنباء عن مقتله حينها في غارة جوّية.
كما تجدّد القتال بين فصائل الجماعات الإرهابية في غوطة دمشق الشرقية، ما أدّى لمقتل وإصابة العشرات بعد أن تمكّنت «جبهة النصرة» من السيطرة على 5 مزارع في منطقة الأشعري بالغوطة.
وحسب نشطاء المعارضة، لا تزال الاشتباكات مستمرّة منذ يوم الجمعة بين «جيش الإسلام» من جهة، و«الفيلق» و«النصرة» من جهةٍ أخرى، على محاور في مزارع بيت سوى ومزارع مسرابا ومزارع منطقة الأشعري في الغوطة الشرقية، وسط استهداف متبادل بين طرفَي القتال بالرشاشات الثقيلة، حيث تمكّنت خلالها «النصرة» من تحقيق تقدّم في المنطقة والسيطرة على مزارع في منطقة الأشعري من جهة بيت سوى، حسبما ذكرته صحيفة «الوطن» السورية.
وفي سياقٍ آخر، أعلنت وزارة الدفاع الروسيّة في بيان يوم أمس، أنّ الوضع في مناطق تخفيف التوتر في سورية مستقرّ، مشيرةً إلى أنّ هذا التقييم تتّفق عليه جميع الأطراف المتنازعة.
وأضاف البيان، أنّه خلال الـ24 ساعة الماضية سجّل الجانب الروسي في لجنة المراقبة الروسيّة التركيّة المشتركة، انتهاكَين لنظام وقف إطلاق النار في محافظة اللاذقية، فيما سجّل الجانب التركي 7 انتهاكات في المحافظات التالية: درعا 1 وحماة 2 ودمشق 2 واللاذقية 2 .
وأشارت الوزارة إلى أنّ هذه الانتهاكات تتمثّل في حوادث إطلاق نار عشوائيّة من الأسلحة الخفيفة في مناطق يسيطر عليها تنظيما «داعش» و«جبهة النصرة» الإرهابيّان.
وأشار البيان إلى انضمام قرية واحدة بمحافظة السويداء إلى نظام وقف إطلاق النار، ليرتفع بذلك عدد القرى والمدن المنضوية في عملية المصالحة إلى 2000 قرية، في حين تستمرّ المفاوضات مع الفصائل المعارضة بشأن انضمامها إلى الهدنة في محافظات حلب وإدلب ودمشق وحماة وحمص والقنيطرة.
ويبلغ عدد الفصائل الملتزمة بالهدنة 228 فصيلاً حاليّاً، بحسب البيان.
وقام المركز الروسي للمصالحة بين الأطراف المتحاربة في سورية بتنفيذ 7 عمليات إنسانيّة خلال اليوم الماضي، حيث قدّم 2.6 طنّ من المواد الغذائية لأهالي مدينة حلب جرّاء 6 عمليات إنسانية، إضافةً إلى توزيع طنّ آخر من المواد الغذائيّة في عملية مماثلة بمحافظة اللاذقية.
وشملت المساعدات الإنسانية 1130 شخصاً، في حين تمّ تقديم خدمات طبية إلى 163 شخصاً، بالإضافة إلى إرسال قافلة للمساعدات الإنسانية إلى عدد من القرى في محافظة دمشق.