«داعش» خاضت من سورية معركة «إسرائيل الكبرى» وإغلاق الأقصى الجزء الثاني من المشروع
إياد موصللي
ورد في الأخبار هذا الخبر: ألقت السلطات السوريّة القبض على أحد أفراد المجموعة الإرهابيّة «داعش».. ولدى التحقيق معه، تبيّن أنّه أحد أربعة جنرالات في «داعش» من أصول يهوديّة، اعترف هذا الإرهابي بأنّه يهوديّ من جورجيا ومن يهود الخزر ويحمل اسماً إسلاميّاً مزيّفاً هو أبو عمر الشيشاني.
وفي اعترافه قال: «كنت أتدرّب على يد وكالة المخابرات المركزيّة والموساد، ومهمّتي العمل على إنشاء وتوسيع مشروع «إسرائيل الكبرى» تحت غطاء الدولة الإسلاميّة الكاذبة لتشويه سمعة المسلمين.. لقد خدعنا العالم كي نقوم بتنفيذ هدفنا…».
هذا اليهودي الخزري يرتبط بجماعة لها تاريخها الطويل في التآمر، ونذكّر بعلاقتهم مع نابليون بونابرت، إذ خلال حملة نابليون على مصر وسوريّة وجّه اليهودي الآيرلندي توماس كوربت رسالة إلى حكومة نابليون، جاء فيها: «إنّ اليهود سوف يكونون لكم عنصراً استعمارياً ثابت الأركان يحلّ في آسيا محلّ إمبراطورية العثمانيّين الآخذة في الانحلال، وسيقدّم لكم العنصر اليهودي أهمّ الضمانات لبثّ الفوضى وهدم الدين الإسلامي وإشعال الأزمات».
انّ الدور «الإسرائيلي» في الإرهاب الـ»داعشي» جزء أساسي من الإيمان والمفهوم اليهودي التلمودي، حيث جاء في المجلّد الأول لبروتوكولات حكماء صهيون: «عقيدة هذا الشعب المختار أنّه يستطيع أن يُفسد العالم ويعطّله ويخرّبه، ويقيم على أنقاضه ملكاً يهودياً داوودياً يتفرّد بحكم العالم بأسره، وما الأمم والشعوب إلّا حيوانات متخلّفة العقل والذهن والفهم».
أمّا حدود «إسرائيل الكبرى» كما خطّطوا ورسموا وعملوا ويعملون لتحقيق هذه الحدود، هي كما وردت في الصفحة 246 من سفر دياريم التلمود: «أمّا شمالاً فيبتدئ الخط من نقطة البحر الأبيض المتوسط على مقربة من جنوبي صيدا، ثمّ يسير على سفوح التلال والجبال اللبنانيّة حتى جسر القرعون، ثمّ باتجاه البيرة فاصلاً بين حوضَيْ وادي القرن ووادي التيم، ومن هناك جنوباً فاصلاً بين السفوح الشرقية والغربية لجبل حرمون الشيخ حتى غرب بيت جن، ثم شرقاً محاذياً القسم الشمالي من نهر المغنية حتى يصل إلى الخط الحجازي ويكاد يتّصل به من الجهة الغربية.
وأمّا شرقاً، فيسير على مقربة من الخط الحجازي حتى ينتهي في العقبة. وأمّا جنوباً على خط الحدود مع الحكومة المصرية، وأمّا غرباً فالبحر المتوسط». ولا تقتصر الحدود إلى هذه الأبعاد، بل يجاوزها التلمود إلى أوسع منها سوف تمتدّ حدود أرض «إسرائيل»، وتصعد إلى جميع الجهات ومن المقدّر لأبواب القدس أن تصل إلى دمشق .
«إنّ الوطن القومي للعرب يوجد في دمشق وبغداد، بينما توجد الأماكن المقدّسة لديهم في مكّة والمدينة المنورة».
«لقد ازدهرت ثقافة العرب في بغداد ودمشق، وليس في القدس».
ونعود إلى ما قاله رئيس وزراء «إسرائيل» ديفيد بن غوريون: «سيأتي من نسلِك ملوك ويحكمون حيث تطأ قدم الإنسان إلى تلك أعطِ كلّ الأرض التي تحت السماء، وسوف يحكمون كلّ الأمم حسب رغبتهم، وبعد ذلك سوف يسحبون الأرض كلّها إليهم ويرثونها إلى الأبد». هذا هو دستور «إسرائيل».
لذلك لا نُفاجأ بالقرار «الإسرائيلي» الذي منع المصلّين من المسلمين من الصلاة في المسجد الأقصى، وأقفل المسجد ومنع الدخول إليه وجعله منطقة عسكرية.. متذرّعاً بحادث جرى ضدّ بعض جنوده..
من سرق فلسطين واغتصبها وشرّد أهلها… لا يقف أمام حجر يقذفها مؤمن بأرضه وشعبه أو طلقة رصاص، ولا مؤتمرات احتجاج ولا الخطب الحماسية، لن يمنعه كلّ هذا من إتمام مخطّطه… «فلسطين دولة يهودية عاصمتها القدس»، لذلك لا مكان فيها لدين آخر أو لعنصرية أخرى، واستكمالاً لهذا وتحقيقاً لذاك يتوجب إزالة كلّ ما يرمز عكس الشكل والمضمون… ومن أجل أن يكتمل تهويد القدس بشكلٍ كامل، تجب إزالة كلّ المعالم التي تخالف هذا الشعار… والمسجد الأقصى وقبّة الصخرة وكنيستا المهد والقيامة الرموز الحيّة المتبقّية عن تاريخ فلسطين الحقيقي وتكوينها السوري والعربي.
«إسرائيل» لديها رمز دينيّ هو حائط المبكى… ما زال في مكانه يؤمّه اليهود لأداء مناسك عبادتهم، لم يزلْه الفلسطينيّون ولم يمنعوا اليهود من زيارته وأداء واجباتهم الدينيّة طيلة وجوده تحت سيطرتهم.
«إسرائيل» اليوم قائمة بالشكل الذي هو أمامنا، وصِلاتها بالعديد من دول المنطقة التي تحمل الهويّة العربية تتمدّد سرّاً وتلقى غضّ النظر عن تصرّفاتها، ممّا يعكس اللامبالاة والتشجيع… وستزيل الأقصى ولن تبالي..
أقولها بكلّ صراحة ووضوح هذا البكاء والنحيب والعويل والصراخ ورمي الحجارة لن يجعل «إسرائيل» تحجم عن إتمام مخطّطها بالاستيلاء على الأقصى وقبّة الصخرة، فهي تقضم قطعة قطعة، تثير الضجيج والصراخ ليصبح الأمر اعتيادياً وروتينياً ويعتاد العالم على هذا الأمر…
أتساءل هل الأقصى وقبّة الصخرة للعرب وحدهم؟ وهل هو رمز قوميّ أم دينيّ؟ أين باكستان وأفغانستان وإندونيسيا ووو… ممّن ترتفع أصواتهم ويعلو صراخهم احتجاجاً على نشر صورة أو إنزال راية أو صدور تصريح؟ أين الملايين…؟ أين السطوة والنخوة.. أين الأموال؟ هل هي لـ«داعش» ولمن تطوّعوا لقتل أبناء وطنهم وقوميّتهم ودينهم؟ إنّ ما صُرف من مال ورجال ومعدّات من أجل تفتيت العراق وسورية واليمن، كافٍ لمسح «إسرائيل» من الوجود ومن الحدود إلى الحدود… ولكن كيف يتغيّر التكوين فتجعل العبد سيداً…
«لا تشتر العبد إلّا والعصا معه»
أقول بكلّ صراحة لأهل النفاق والوقاحة، إنّ «إسرائيل» ستزيل الأقصى وقبّة الصخرة، فالسكوت هو علامة القبول، وما يقابل تحرّكات «إسرائيل» من سكوت وصمت يشجّعها ويقوّيها وهي تتحرّك بشكل روتيني يومياً لكي يصبح الأمر اعتيادياً عندها تحدث اللطمة… وبعد أن يتمّ هضم ما أُخذ، تبدأ المرحلة الثانية بإزالة المعالم المسيحيّة «كنيسة المهد» و«كنيسة القيامة»… لا وجود في «إسرائيل» لأيّ رمز أو إشارة يخالف «إسرائيل دولة يهودية».
«إسرائيل» تلقى التشجيع المباشر وغير المباشر بصمت أبلغ من الكلام، يرسله إليها الحكّام الذين أتقنوا التصريح بالكلام الفصيح عن التضامن العربي الذي ذهب مع الريح من الأرض إلى المريخ…
ويا عدوّاً افعل ما تريد، وابنِ دولتك كما تشاء وتستريح… فالعرب ذهبوا مع الريح… يا عيب الشوم: «اليهود شعب الله المختار والعرب شعب الله المحتار…».
واقدساه… واقبّة الصخرة… والمسجد الأقصى… أما من معتصم يسمع نداء الاستغاثة فيهبّ ليقول لبَّيْك يا قدس، فداك يا أقصى… أَمْ أنّنا اليوم مع قادة لا يسمعون ولا يرون شعبهم يُسحق، ومقدّساتهم ورموزهم السماوية تُداس وتدنّس!!
ونردّد مع عمر أبو ريشة:
ربّ وامعتصماه.. انطلقت
ملء أفواه البنات اليُتّم
لامست أسماعهم ولكنّها
لم تلامس نخوة المعتصم
أيّ عالم عربي هذا الذي تُستباح أوطانه وتُستعبد شعوبه وتُمزّق أوصاله فلا ترفّ لحاكم من حكّامه شعرة جفن، ولا تدمع عين ولا يقشعرّ جسد ولا تثور كرامة، وكأنّ الذي يجري هو قصة تاريخيّة نقرأها في كتاب… هذا الذي جرى في العراق وسورية واليمن وفلسطين ألا يستحق تحرّكاً يزلزل الأرض ومن عليها؟ ألا يستحقّ خطاباً أو كلمة؟ يُسحق شعبنا سحقاً.. يُقتل بالآلاف، تهدّم البيوت والقرى والزرع والضرع فلا يتحرّك مسؤول ولا نسمع استنكاراً ولو بتصريح كلاميّ! ضابط «إسرائيلي» يتولّى مركزاً قيادياً في «داعش» ويشارك بالحرب ضدّ سورية!
جاؤونا شُذّاذ آفاق فاحتلّوا أرضنا وطردوا شعبنا، هم حفنة ونحن جحافل… هم حكومة مزعومة ونحن حكومة حقيقية.
هكذا جاؤوا وها هم اليوم، حكومة فعليّة قائمة حازمة وقبضات مهدّدة… ونحن حكومات عائمة على بحر الأوهام مهدّدون في أرضنا وكرامتنا وحياتنا… نزحف لنَيل رضى ترامب وأمثاله.. ونقيم مؤتمرات قمّة لإعطاء البيعة لحامي وراعي «إسرائيل».
لا يُلام الذئب في عدوانه
إن يكُ الراعي عدوّ الغنم
تذكّروا أنّ من تقاعس عن الجهاد فقد أخّر في سير الجهاد.. وأنّه ليس لنا من عدو يقاتلنا في ديننا ووطننا إلّا اليهود. ومن يهن يسهل الهوان عليه.