نصر تمّوز العظيم والحرب الجدّية
جمال المحسن
في رحاب ذكرى نصر تموز – آب عام 2006 على العدو الصهيوني ومن معه ومن وراءه في العالم والإقليم: تحية للمقاومين ا بطال ا شاوس، الذين خاضوا هذه الحرب الجدّية الطاحنة التي كسرت «منظومة الرّدع الإسرائيلية»، فكانت محطّة مفصليّة في تاريخ الصراع مع الكيان الصهيوني الإرهابي المغتصب، علماً أنّنا وللأسف الشديد لم نجد في تاريخ هذا الصراع حروباً جدّية إلّا القليل…
وأمام محكمة التاريخ والضمير، نقول إنّ حرب تموز – آب عام 2006 كانت حرباً جدّية، لأنّ صواريخ المقاومة وصلت إلى عمق الكيان «الإسرائيلي»، ودفعت بالصهاينة إلى النزوح وليس إلى العيش فقط في الملاجئ فترة طويلة… وأظهرت ضعف الجندي «الإسرائيلي» وآلته العسكريّة في وادي الحجير وبنت جبيل ومارون الراس، وفي كلّ مواقع المواجهة القتاليّة المباشرة.. وأنّ هذا الجندي المعتدي ليس «شمشون الجبار» و «سوبرمان عصره» وأنّ جيشه يُقهر ويُقهر. وتأكّد بالملموس، أنّ الكيان الصهيوني أوهن من بيت العنكبوت كما قال القائد التاريخي للمقاومة السيد حسن نصرالله…
وعلى الرغم من التضحيات الجِّسام، والشهداء والجرحى وما أصابنا في البُنية التحتية، فإنّ خسائر العدو كانت كبيرة جداً جداً.. وتكفينا مشاهد الهستيريا التي أُصيب بها حلفاء هذا العدو داخل الإقليم وفي العالم، حيث تداعوا إلى عقد المؤتمرات وإطلاق الحملات الإعلاميّة والنفسية، للتغطية على هزيمتهم وخسارتهم وذلّهم أمام بطولات المقاومين الأشدّاء الأشراف وجمهورهم الواسع.
والكلام يطول عن حرب عام 2006 وتداعياتها ونتائجها، إلّا أنّني سأختم بالردّ على من يعتبر الخيانة وجهة نظر ويتبجّح بشعارات زائفة، فأقول بصراحة ووضوح:
إنّ من مقتضيات العدالة تسمية الأشياء بأسمائها، فالأمين أمين، والخائن خائن…
وإذا كان الخائن لا يطيق سماع ما يُطلَق عليه من ألفاظ وألقاب الخيانة والعمالة، فكيف تطيق يداه ونفسه القذرة حرفة ومهنة الخيانة وأعمالها الإجراميّة الدنيئة؟!
إعلامي وباحث في علم الاجتماع السياسي