العامري يحذّر من «حرب ناعمة» تستهدف شباب العراق
انتقدت أوساط عدّة في العراق استفتاء إقليم كردستان ورأت أنّ هذا الاستفتاء على أيّ جزء في العراق يجب أن يجري في كلّ العراق.
تأتي هذه الانتقادات بعد إعلان رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، أنّ خطوة الاستفتاء المرتقبة في إقليم كردستان غير شرعيّة ومخالفة للدستور ولن تتعامل معها الحكومة المركزيّة.
ميدانياً، حذّر الأمين العام لمنظمة بدر هادي العامري، أمس، من «حرب ناعمة» قال إنّها تستهدف شباب العراق، داعياً الشباب المدنيّين إلى التعلّم ممّا وصفها بـ«عاشوراء اليوم»، فيما أكّد المضيّ بتحقيق «النصر النهائيّ» على تنظيم «داعش» في مدن تلّعفر والحويجة وغرب حديثة.
وقال العامري في كلمة له خلال حفل أقامته منظّمة بدر في محافظة كربلاء لـ«الاحتفاء بعوائل الشهداء»، إنّ «الحرب الناعمة اليوم تستهدف الشباب وتجعلهم بدون هدف»، داعياً إلى «الوقوف بوجه هذه الحرب التي تريد أن تضيّعنا».
وأضاف العامري، أنّ «شباب الخطّ المدني الذين لم يحضروا الملحمة الشعبيّة للحشد الشعبي، أنصحهم بأن يتعلّموا من ملحمة عاشوراء اليوم وأن يعودوا إلى حضن العراق».
ودعا العامري إلى «وضع الخطط العسكرية والأمنيّة للمحافظة على النصر»، لافتاً إلى أنّ «المعركة لم تنتهِ، وسوف لن نتردّد بتحقيق النصر النهائي في تلّعفر والحويجة وغرب حديثة حتى الحدود السورية».
وكان القائد العام للقوّات المسلّحة حيدر العبادي أعلن، في 10 تموز 2017 ، عن تحرير مدينة الموصل من سيطرة تنظيم «داعش» بالكامل.
وفي السياق، أعلنت «فرقة العباس القتالية» المنضوية في الحشد الشعبي العراقي، عن استدعاء ثلاثة آلاف من مقاتليها استعداداً لمعركة تحرير قضاء تلّعفر التابع لمحافظة نينوى.
وقال إعلام الفرقة في بيان له، إنّ «فرقة العباس القتالية استدعت 3000 مقاتل من قوّاتها الاحتياطيّة استعداداً لمشاركتها في معركة تحرير تلّعفر»، لافتاً إلى أنّ «أكاديميّة العباس عليه السلام التدريبيّة ستفحص جاهزيّة المقاتلين على إثر الطلبات الكثيرة التي تردّ ممثّلياتها من قِبل المتطوّعين الذين يرومون الحصول على شرف المشاركة بهذه المعركة المهمّة، ولمدة سبعة أيام فقط، ليتم اختيار المؤهّلين لخوض المعارك».
وأضاف البيان، أنّ «الفرقة تثمّن اختيارها ضمن القوّات الأساسية المشاركة بعمليات تحرير تلّعفر المرتقبة، لكنّ سعادتها ستكتمل فيما لو اشتركت كافّة تشكيلات هيئة الحشد الشعبي بتلك العمليات المهمّة، وتذكر في الوقت نفسه بما أوصت به المرجعيّة الدينيّة العليا بالاستمرار بالروحيّة القتالية التي يتمتّع المقاتلون بها».
وكان القائد العام للقوّات المسلّحة رئيس الوزراء حيدر العبادي، أعلن في وقت سابق وضع خطّة خاصة لتحرير قضاء تلّعفر غرب محافظة نينوى.
على صعيدٍ آخر، بعد تصفيتهم أغلب القياديّين المحلّيين وتسلّمهم زمام الأمور، وجّه المسلّحون الأجانب في فروع تنظيم «داعش» بقضاء تلّعفر العراقي رسالة لأوروبا، متوعّدين إيّاها بشنّ «حرب قادمة» عليها.
وجاءت هذه الرسالة على لسان أحد أبرز القياديّين الأجانب في التنظيم الإرهابي بتلّعفر، أبو إسحاق الفرنسي، المعروف أيضاً بلقب «الفرنسي الأسود»، والذي يعتبر الآن الآمر الناهي في صفوف المسلّحين.
واعتلى الفرنسي، حسبما قاله مصدر محلّي لموقع «السومريّة نيوز» العراقي، فجأة منبر أحد أهم مساجد تلّعفر وألقى منه خطاباً خلال صلاة الجمعة.
وأضاف المصدر: «وفق المعلومات الأوّلية، فإنّ الفرنسي الأسود، قيادي بارز في «داعش» يكتنف الغموض منصبه أو موقعه في هيكلية التنظيم، لكنّ ظهوره في منبر صلاة الجمعة فاجأ الجميع، لأنّه ظهر وكأنّه المسؤول الأوّل عن ولاية تلّعفر بحكم ما أحاط به من حراس ملثّمين».
وتابع المصدر موضحاً، أنّ «الفرنسي الأسود تسمية تتناقلها ألسن الأهالي نسبة إلى لون بشرته السوداء، ويُقال بأنّ أصله من أفريقيا»، لافتاً إلى أنّ القيادي الـ»داعشي» هذا «ردّد عبارة أكثر من مرة وهي، حربنا القادمة في أوروبا».
ويشير المصدر إلى أنّ «خطباء «داعش» يذكرون في خطبهم بعض العبارات المبهمة، والتي تمثّل إشارة لعمل ما أو إعطاء ضوء أخضر لبدء جريمة قد تقع في منطقة»، مبيّناً أنّ «داعش لديه أعوان في مناطق مختلفة من العالم».
وكانت مصادر محلّية كثيرة في محافظة نينوى أفادت، في وقت سابق، بأنّ المسلّحين الأجانب في تنظيم «داعش» نفّذوا انقلاباً داخلياً على سلطة القياديّين المحليّين في قضاء تلّعفر غرب المحافظة، واستولوا على مزيد من المناصب على حساب العناصر المحليّين.
يُذكر أنّ قضاء تلّعفر سقط في قبضة «داعش» بعد حزيران من العام 2014، ويُعدّ حاليّاً من أهم معاقل التنظيم، في حين تستعدّ القوّات العراقيّة لشنّ عملية عسكريّة لاستعادة السيطرة على القضاء.