والشركات العربية والدولية تتطلع إلى دور كبير في مسيرة إعادة الإعمار
دمشق ـ إنعام خرّوبي
سورية بخير… لن ترعبنا قذائفكم ولن تفسد تهويلاتكم احتفالنا بهذا العرس الوطني.. هوذا حال السوريين الذين استمرّوا في التوافد بعشرات الآلاف في اليوم الرابع على التوالي إلى معرض دمشق الدولي، رغم سقوط قذيفة أطلقتها المجموعات الإرهابية المسلحة يوم أمس والتي سقطت بالقرب من مدينة المعارض التي يُقام فيها على طريق المطار، ما أدّى إلى سقوط شهداء وجرحى.
رئيس الوزراء يجول في المعرض
وقد زار رئيس مجلس الوزراء المهندس عماد خميس مساء أمس عدداً من الأجنحة في معرض دمشق الدولي في يومه الرابع الذي يشهد إقبالاً كبيراً من المواطنين والتقى صناعيين ومنتجين واطلع منهم على عقود التصدير المبرمة.
وأكد خميس في تصريح للصحافيين أنه «رغم المليارات من الدولارات التي صرفت لتدمير سورية واقتصادها إلا أنها استطاعت النهوض مجدّداً وبقوة»، لافتاً إلى «أنّ هذا الحضور الكبير للشركات الصناعية بمختلف منتجاتها في معرض دمشق الدولي ليس له مثيل في المنطقة».
وأشار خميس إلى وجود مشاركات متميّزة ونوعية على مستوى المنتجات المحلية التي تشير إلى تعافي الاقتصاد السوري وانطلاقته الجديدة «وهي رسالة للعالم بأنّ سورية ستعود أقوى مما كانت عليه بفضل إرادة السوريين وتمسكهم بالحياة».
من جهتهم، أكد ممثلو الدول والشركات العربية والغربية الموجودة في المعرض الوقوف إلى جانب سورية في حربها ضدّ الإرهاب مؤكدين أنها دخلت مرحلة جديدة بعد انطلاق عملية إعادة الإعمار وأكبر دليل على ذلك هو عودة معرض دمشق الدولي بهذا الزخم بعد خمس سنوات من الانقطاع.
الجناح الروسي
وفي السياق، أشار الدكتور نضال أحمد وكيل شركة «سوفوكريم» الروسية في سورية، المتخصّصة في بناء المطاحن والصوامع، والتي تدير الجناح الروسي في المعرض، إلى أنّ هناك 8 شركات روسية مشاركة في المعرض، بما فيها «سوفوكريم»، وهي متخصّصة في مجالات متعدّدة كصناعة معدات إنتاج النفط والغاز والمواد الغذائية والأطراف الطبية الاصطناعية وغير ذلك من المجالات.
ولفت إلى أنّ الافتتاح الضخم له دلالات على عودة الحياة إلى سورية على كافة الصعد. وقال: «المعرض هو تظاهرة اقتصادية وسياسية وعسكرية واجتماعية ومؤشر إلى أنّ سورية انتصرت وقريباً يستتبّ الأمن والأمان في كلّ ربوعها».
أضاف: «روسيا لها ثقلها السياسي على المستوى الدولي وموقفها خلال الأزمة كان داعماً ومؤازراً للدولة السورية، وقد انعكس الموقف السياسي والدعم العسكري أيضاً في الاقتصاد وها هي روسيا تدخل مرحلة إعادة إعمار سورية من بابها العريض».
الجناح الصيني
عشرون شركة صينية ضمّها الجناح الصيني في المعرض، ما يعكس سياسة بكين والتزامها الثابت بتشجيع وتطوير العلاقات الاقتصادية والسياسية مع دمشق.
ورأى المهندس نبيل صروف، من الجناح الصيني، «أنّ المعرض هو صرح مهمّ وبداية مسيرة إعادة إعمار سورية وهذه المسيرة تحتاج إلى جهود جبارة من كلّ الفئات والقطاعات ليعود إلى سورية دورها الريادي والتاريخي والاقتصادي من خلال أضخم المعارض في منطقة الشرق الأوسط».
وقال: «الشركات الموجودة لها اهتمامات واختصاصات متنوّعة كصناعة السيارات ومواد ومعدات البناء والأجهزة الكهربائية الحديثة وغيرها، ونحن نشجع الشركات العالمية على المجيء والمشاركة في الدورات المقبلة من المعرض، خصوصاً أنّ الأزمة شارفت على نهايتها».
الجناح الإيراني
تشارك الجمهورية الإسلامية الإيرانية في معرض دمشق الدولي بـ30 شركة متعدّدة المجالات والاختصاصات العقارية والغذائية والأجهزة المنزلية والخدمات الفنية والهندسية.
وقال مدير الجناح الإيراني كيان معتمدي لـ»البناء»: «لم نكن نتوقع بعد كلّ هذه السنوات هذا الإقبال الكبير وقد تمكّنت الدولة السورية، رغم كلّ الصعوبات والعقوبات وظروف الأزمة التي مرّت بها، أن تفتتح الدورة التاسعة والخمسين من المعرض بهذه الضخامة وأن تستقطب هذا العدد الهائل من الشركات».
وأكد «أنّ إيران وسورية ستكونان يداً واحدة في مسيرة إعادة الإعمار لأنّ سورية دولة شقيقة وحليفة ونأمل أن تعود إلى ما كانت عليه في السابق».
وختم معتمدي مشدّداً على أنّ «الجمهورية الإسلامية الإيرانية كانت ولا تزال شريكاً اقتصادياً أساسياً لسورية وسوف تساهم في إعادة إعمارها عبر شركات ضخمة في مجال الكهرباء والإنشاءات والصناعات الزراعية والهندسية وغيرها».
الجناح التشيكي
وفي الجناح التشيكي، تحدّث غيث فندي وهو ممثل مجموعة كبيرة من الشركات لـ»البناء»، وقال: «لدينا توجّه منذ ثلاث سنوات للعمل في سورية بناء على العلاقات بين الجمهورية التشيكية والجمهورية العربية السورية والشركات التشيكية لها مشاركة كبيرة في المجالات الصناعية في سورية وهدفنا كلّ ما هو صناعي لتأهيل الصناعات الاستهلاكية، بالإضافة إلى قطاعات النفط والغاز والطاقات المتجدّدة وفي مجال إعادة البناء بأنظمة حديثة».
وأضاف: «منذ سنوات لمسنا أنّ الوضع في سورية وهناك ثروات هائلة مطلوب استثمارها بتوجيه وإشراف الدولة، ونأمل منها التوجه مباشرة إلى الشركات والابتعاد عن نظام المناقصات».
وختم فندي: «نأمل نجاح المعرض واستثمار النتائج والمشاركات بالشكل الصحيح ومجرد عودة المعرض إشارة إيجابية إلى عودة الدورة الاقتصادية إلى سورية».
الجناح الباكستاني
يروّج جناح السفارة الباكستانية في المعرض للشركات الباكستانية عبر كتيبات ومنشورات. وأكد مسؤول جناح السفارة فاروق مشهور أنه ولضيق الوقت لم تتمكن باكستان من المشاركة في المعرض كدولة والعام المقبل ستكون لباكستان مشاركة أكبر وأوسع.
وقال: «هذا المعرض هو نقطة بداية لعودة المشاركة بعد أن كانت باكستان تشارك بشكل قوي وفعّال في الدورات السابقة للمعرض».
وزير المالية السوري
وفي سياق تعزيز الحضور الحكومي الدائم في المعرض، كانت جولة لوزير المالية السوري مأمون حمدان الذي اعتبر في حديث لـ»البناء» أنّ انطلاقة المعرض «رائعة جداً وهذا دليل على النصر الحقيقي في سورية، ليس على الصعيد العسكري بالانتصارات التي حققها جيشنا الباسل بل أيضاً النصر الاقتصادي». وقال: «ما نشهده هو تظاهرة اجتماعية واقتصادية وترفيهية كبيرة جداً أعادت الألق إلى معرض دمشق الدولي، مع الأعداد الهائلة التي تزوره من كلّ المحافظات. هذه هي سورية الحقيقية بشعبها المقدام المنتج الذي سنبني به ومعه اقتصاداً قوياً وفتياً بكلّ معنى الكلمة. واليوم جاء الأصدقاء والحلفاء ليحتفلوا مع سورية بهذا المعرض وليروا صورة سورية الحقيقية، وقد ذُهلت الوفود الأجنبية من هذه المعروضات الوطنية المختلفة التي أُنتجت رغم الحرب والعقوبات. وستُعقد اتفاقيات كثيرة، علماً أنّ كلّ عقود الصادرات خلال هذا المعرض سيكون نقلها مجانياً تتكفل به الحكومة السورية سواء كان التصدير براً أو جواً أو بحراً…»