التحرير الثاني أنجز والتحرير الثالث.. آتٍ لا محال

معن حمية

«الهمروجة» كلّها التي أقامتها القوى والشخصيات المنتسبة لفريق 14 آذار، حول معركة تحرير الجرود اللبنانية، من عرسال الى رأس بعلبك والقاع، لم يكن لها أيّ تأثير على قرار التحرير، ولم تستطع التقليل من وهج الانتصار. واليوم، بعد إنجاز التحرير الثاني، وتحقيق الانتصار، حريّ بالذين أقاموا «الهمروجة» أن يتوقفوا عن الرهانات الفاشلة و«المعارك» الخاسرة. فمع لبنان القوي، لا تستطيع أعتى الدول أن تفرض شروطها أو أن تحقق أهدافها.

واضح أنّ المواقف والحملات التي تطلقها بعض القوى المحلية، توضع دائماً بمواجهة الإنجازات الوطنية، وهي تتطابق مع ما ترمي إليه أجندات السياسات الخارجية. ومعروف أنّ هناك قوى دولية وإقليمية وعربية، بالإضافة إلى العدو «الإسرائيلي»، تضغط على لبنان بالتهويل والترهيب، لتجريده من عناصر قوته الردعية. وهذا الضغط لم يتوقف يوماً، وبلغ ذروته في حرب تموز 2006، إلا أنّ انتصار المقاومة في تلك الحرب، أحدث تصدّعاً هائلاً أصاب كيان العدو الصهيوني والدول التي دعمته في حربه على لبنان، وفي طليعتها الولايات المتحدة الأميركية.

الحملات كلّها تستبطن هدفاً واحداً، هو القضاء على عناصر قوة لبنان، وإعادة هذا البلد الى مربع الضعف والحياد، من أجل أن تنام «إسرائيل» هانئة مطمئنة، وهي تحتلّ أراضي لبنانية في مزارع شبعا وتلال كفرشوبا، وتخطط ليل نهار لترجمة أطماعها بثروات لبنان النفطية.

والحملات كلّها تستهدف ضرب معادلة الجيش والشعب والمقاومة، وكم كان لافتاً التركيز على تشويه هذه المعادلة الذهبية من خلال محاولات إيجاد فوارق وتمايزات وتباينات بين الجيش الوطني والمقاومة في معركة الجرود!

والحملات كلّها التي تستهدف مكامن القوة في لبنان، مربوطة تلقائياً بالخارج الذي يقيم مشاريعه الاستعمارية ويرسم خططه واستراتيجياته على أساس فرض الهيمنة والنفوذ ونهب الثروات. ولهذه الأسباب كان غزو العراق ودفعه باتجاه التفتيت والتقسيم، وللأسباب ذاتها جرى

إغراق العالم العربي بالفوضى الهدّامة بمسمّى «الربيع العربي»، وجرى استهداف سورية بحرب كونية غير مسبوقة، مباشرة وبواسطة إرهاب مجرم متعدّد الجنسيات. وكلّ ذلك من أجل إضعاف دولنا، والسيطرة على بلادنا وثرواتها، وتجهيل حضارتها وطمس تاريخها.

باختصار كلّ موقف مناهض للمقاومة، هو حكماً ضد الجيش اللبناني وضدّ مصلحة لبنان، وضدّ السيادة التي لا تصان الا بمعادلات القوة وعناصرها.

إنّ ما سعت إليه أميركا وحلفاؤها باء كله بالفشل. وها هو العراق يجتث الإرهاب وسورية حاضنة المقاومة، تتقدّم في معركة الإجهاز على هذا الإرهاب وإسقاط أهداف رعاته، ولبنان يرسّخ ويثبت عناصر قوته، ولن يتراجع أمام التهويل، وما دعوة أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله في مهرجان التحرير الثاني للتخطيط من أجل تحرير الأراضي اللبنانية التي تحتلها «إسرائيل»، سوى تأكيد بأنّ لبنان قد أعدّ العدة لإنجاز التحرير الثالث.. وهو آتٍ لا محال.

عميد الإعلام في الحزب السوري القومي الاجتماعي

اترك تعليقاً

Back to top button