طهران: البرزاني بدأ لعبة خطيرة
بدأت عملية فرز الأصوات في الاستفتاء على انفصال منطقة كردستان مساء أمس، بعد غلق صناديق مراكز الاقتراع بمشاركة كثيفة تجاوزت 80 في المئة، وسط إجراءات أمنية مشددة، فيما يشهد الشارع الكردي انقساماً حول الاستفتاء في ظل مخاوف من تداعيات سلبية لنتائج الانفصال على الوضع الاقتصادي والمعيشي.
يُشار إلى أن كرد العراق توجّهوا، أمس، إلى صناديق الاقتراع للتصويت في استفتاء على انفصال منطقة كردستان، رغم رفض بغداد والدول الإقليمية والمجتمع الدولي، فضلاً عن أطراف كردية تحسّبت للمخاطر المترتبة جراء هذه الخطوة.
هذا وصوّت البرلمان العراقي خلال جلسة عقدها أمس، بحضور رئيس الوزراء حيدر العبادي على قرار يُلزم العبادي بنشر القوات المسلّحة في جميع المناطق المتنازع عليها بما فيها كركوك.
وفي سياق ردود الفعل، أكد رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني، أمس، ان نتائج استفتاء كردستان العراق مرفوضة، قائلاً: إن مسعود البرزاني بدأ لعبة خطيرة ستنتهي بضرر كردستان.
وأشار علاء الدين بروجردي إلى أن استفتاء كردستان العراق فاقد الاعتبار القانوني، وقال: بناء عليه فإن نتائج هذا الاستفتاء مرفوضة أيضاً.
وقال: إن الجمهورية الإيرانية والدول المجاورة للعراق ومنظمة الأمم المتحدة تؤكد ضرورة صيانة تماسك العراق ووحدة ترابه، في حين أن الكيان الصهيوني يقف في الضدّ من تنفيذ سياسة كهذه. وأضاف: يمكن التأكيد أن البرزاني قد بدأ لعبة خطيرة ستنتهي بضرر كردستان العراق.
وأكد بروجردي أن إجراء الاستفتاء في كردستان العراق من شأنه أن يؤدي إلى تبعات سلبية في الجوانب الاقتصادية والاجتماعية وحتى العسكرية، وتابع قائلاً، «لذلك ونظرا إلى أن موضوعاً كهذا لا يمكن الاعتراف به من قبل حكومة العراق ودول المنطقة، فإن الاستفتاء الذي جرى في كردستان العراق هو كأنه لم يكن من الناحية العملية».
وأردف رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإسلامي، أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية ستستخدم جميع أدواتها لصيانة وحدة التراب العراقي.
إلى ذلك، أعلنت وزارة الدفاع العراقية عن انطلاق مناورات عسكرية واسعة تنفذها القوات العراقية والتركية على حدود البلدين، وذلك فور انتهاء التصويت في استفتاء انفصال إقليم كردستان عن العراق.
وقالت الوزارة، في بيان صدر عنها بهذا الصدد، أمس، إن «رئيس أركان الجيش الفريق أول ركن عثمان الغانمي أعلن عن بدء مناورات عسكرية واسعة عراقية تركية على الحدود المشتركة بين البلدين».
من جانبها، أكدت رئاسة الأركان التركية وصول العسكريين العراقيين إلى المناطق الحدودية بين تركيا والعراق، لإجراء المناورات المشتركة.