خالد علوان… بطلُ «عملية الويمبي» ورمزُ تحرير بيروت… لن تنال منه أبواق العمالة
ماجد حنا
«لا يشعر بالعار مَن لا يعرف العار ولا يعرف العار مَن لا يعرف الشرف، ويا لذلّ قومٍ لا يعرفون ما هو الشرف وما هو العار»، لعلّ هذه المقولة التي أطلقها أنطون سعاده قبل عقود من الزمن خير توصيف لما نعيشه راهناً، حيث تخرج أصوات النشاز لتصوّب على مَنْ دوّن التاريخ اسمه في صفحات العزّ، فرصاصات خالد علوان حفرت في صدر الزمن أنّ الحياة وقفة عز فقط، وللأسف هناك مَن يرضَ الذلّ والهوان ومَن تعامل مع العدو وعقد معه اتفاقيات الذلّ والاستسلام، ها هو يخرج اليوم محاولاً تشويه صورة من كان له الفضل الأكبر في تحرير لبنان.
لا يمكن وصف الحملة المبرمجة التي انطلقت ضدّ الحزب السوري القومي الاجتماعي، واتهامه بأوصاف لا تمتّ إلى الواقع بصلة إلا في سياق الضوء الأخضر الأميركي لأدواتها في المنطقة من أجل إعادة العزف على الوتر السابق، والذي يسعى إلى التشويش على دور المقاومة وسلاحها. ويبدو أنّ الإنجازات التي يحققها محور المقاومة الذي يشكل الحزب القومي ركناً أساسياً من أركانه، دفعت بالمتضرّرين من هذه الانتصارات على الإرهاب الى تسعير الحملة.
لكن مَن صمد وقاوم العدو وانتصر فلن تُرهبه أو تعرقل مسيرته بعض الأبواق المدفوعة الأجر سلفاً والتي ستفشل في تغيير وجهة لبنان المشرقة المتمثلة بالمقاومة، والتي كان للحزب السوري القومي الاجتماعي بشهدائه ومقاوميه الدور الفاعل في حفظ لبنان وتحريره، ومنع أصحاب مشاريع التقسيم والكانتونات الطائفية وصفقات العار، من تنفيذ مخططاتهم، ومَن أسقط مشروع العدو في الويمبي قبل 35 عاماً جاهز اليوم لإسقاط كلّ مشاريع الخيانة والتآمر، وسيتصدّى بسلاح الكلمة والموقف، لكلّ من يريد النيل من تاريخه وسيرة شهدائه الأبطال، من أمثال الشهيد خالد علوان الذي وللأسف بدلاً من أن تكرّم الدولة اللبنانية بوصفه رمزاً من رموز الوطن، نرى من يحاول النيل منه ومن عمله.. لكن شتان بين الثرى والثريا!
سكرية: تكريم المقاوم خالد علوان واجب الدولة اللبنانية عندما تتحرّر من تخاذلها
وفي سياق المواقف من الحملة التي استهدفت الحزب القومي على خلفية الاحتفال بمرور 35 عاماً على تنفيذ عملية الويمبي أكد النائب في البرلمان اللبناني العميد الوليد سكرية لـ «البناء» أنّ أهمّ التواريخ الوطنية في حياة الأمم، هي عندما ينتفض شبابها الطليعيّ لمقاومة محتلّ أو مستعمر، ويشكلون رافعة للأمة ويستنهضون الشعب لمواجهة الاحتلال والاستعمار، طلباً للحرية والسيادة والاستقلال والكرامة.
أضاف: اجتياح العدو الصهيوني للبنان في العام 1982 وصولاً إلى العاصمة بيروت، صعق الأمة، فتشكّلت إرادة المواجهة، وانبرى أفراد من الشباب الوطني يشقون طريق الحرية، وفي طليعتهم المقاوم خالد علوان الذي نفّذ عملية قتل الضباط والجنود
الصهاينة وسط الحمرا عملية مقهى الويمبي ، متحدّياً غطرسة الاحتلال وجبروته ومتجاوزاً حالة الوهن التي كانت تصيب الأمة في حينه، وقد تبعه آخرون واستشهاديون أحمد قصير وحسن قصير وبلال فحص وسناء محيدلي وغيرهم الكثير الذين أكدوا على إرادة المواجهة، وضحّوا بحياتهم، فقهروا العدو الصهيوني وأذاقوه مرّ الألم.
وتابع: تخليد ذكرى عملية الويمبي واجب الشعب ومسؤولية الدولة، وإذا لم تقُم الدولة بتخليد هذه الذكرى وغيرها من عمليات المقاومة النوعية في مواجهة العدو الصهيوني، تكون الدولة متخاذلة ومقصّرة، لأنها معنية بأن تُحيي في شعبها قيم العزّ والكرامة والإرادة المصمّمة على قهر الاحتلال.
كما لفت سكرية إلى أنّ «إسرائيل» عدو للبنان، لذلك فإنّ الاحتفال بذكرى عملية الويمبي وتخليدها، من الأولويات الوطنية لأنّ عمليات المقاومة هي دروس نضالية للأجيال الجديدة لتحمل لواء مواجهة الاحتلال والإرهاب والاستعمار.
واعتبر أنّ ما قام به الحزب السوري القومي الاجتماعي تخليداً لذكرى عملية الويمبي، كان يجدر بالدولة اللبنانية القيام به. صحيح أنّ خالد علوان ابن بيروت وعضو في الحزب السوري القومي الاجتماعي، لكن فعله كان فعل دفاع عن لبنان كله، ولذلك يجب أن يكون هذا الفعل عبرة لترسيخ قيم البذل والتضحية دفاعاً عن لبنان في مواجهة العدوان.
وأشار إلى أنّ الذين ينتقدون الحزب القومي ويتهجّمون عليه وينظّمون الحملات ضدّه، تحت عناوين استباحة بيروت وتحدّي سلطة الدولة وهيبتها، هم يتطاولون على الدولة وينالون من هيبتها، وبعضهم استباح بيروت بالقهر والقتل في فترة الاجتياح الصهيوني، ويتذكّر اللبنانيون أنه في ظلّ حكم أمين الجميّل كان كلّ مَنْ يقاوم الاحتلال يُزجّ به في السجن بذريعة تهديد الأمن القومي. وهذا حصل نتيجة التواطؤ مع الاحتلال والتنسيق معه، ولأنّ البعض في لبنان كان يعتبر العدو صديقاً!
ختاماً تمنّى سكرية ألا تكون الحملة على الحزب القومي، منطلقا يمهّد لطمس كلّ ما يرمز إلى مقاومة الاحتلال، والنظر إلى العدو الصهيوني بأنه صديق، وهذه كارثة قيمية وأخلاقية ووطنية.
صبّاغ: أين كان هؤلاء الذين يتحدثون عن استباحة بيروت يوم غزا العدو العاصمة؟
وفي السياق نفسه، وصف رئيس حركة العروبة والتقدّم الدكتور سمير صباغ في تصريح لـ «البناء» الحملة التي تستهدف الحزب السوري القومي الاجتماعي بالمضللة والمسعورة، وقال: «إنّ الدور النضالي الذي اضطلع به الحزب القومي وسائر القوى الوطنية في مواجهة الاحتلال الصهيوني كان دوراً طليعياً. وبالتالي فإنّ الاحتفال بذكرى عملية الويمبي وبطلها الشهيد خالد علوان، هو تثبيت لقيم النضال والتمسك بالسيادة والكرامة وترسيخ هذه القيم في وجدان الأجيال المتعاقبة».
وإذ قال صبّاغ «حين يحتفل الحزب القومي بذكرى عملية بارزة وأساسية من عمليات المقاومة ضدّ الاحتلال، فهذا محطّ فخر لكلّ اللبنانيين، ومحلّ اعتزاز لأهل بيروت الذين صمدوا وقاوموا الاحتلال وانتصروا»، سأل: أين كان هؤلاء الذين يتحدثون عن استباحة بيروت وعن هيبة الدولة، يوم غزا العدو العاصمة، ومارس كلّ أشكال القتل والتنكيل بأهلها؟ ولماذا هذا الهجوم المبرمج الذي يستهدف قوى المقاومة وأحزابها؟ ولماذا ذرّ الرماد في العيون واتهام مَن ساهم في تحرير بيروت باستباحتها؟».
كما رأى صباغ أنّ «ألف باء الكرامة، هو تخليد ذكرى المحطات النضالية المضيئة، ومن ينأَ بنفسه عن هذا الواجب الوطني، ويحرّض ضدّه، فهو يعمل ضدّ مصلحة لبنان واللبنانيين»، مشدّداً على هوية بيروت المقاومة، داعياً إلى «حشد الطاقات في مواجهة الخطر الصهيوني لأنّ هذا الخطر لا يزال داهماً، وهناك أرض لبنانية لا تزال محتلة، وبالتالي فإنّ مواجهة هذا الخطر تتطلب التمسك بعناصر قوة لبنان، المتمثلة بثلاثية الجيش والشعب والمقاومة».
مرعي: المعترضون على الاحتفال بعملية الويمبي هم الذين ولدوا من رحم اتفاق «17 أيار»
من جهته، استهلّ نائب رئيس حزب الاتحاد المحامي أحمد مرعي حديثه لـ «البناء» بالقول: «منذ 35 عاماً مضت وبعد تنفيذ مجزرة صبرا وشاتيلا بالشراكة بين العدو «الإسرائيلي» وعملائه في لبنان، وبحيث ساد الاعتقاد بأنّ ذاك العصر هو عصر العدو، انطلقت رصاصات البطل خالد علوان في مقهى الويمبي لتعيد تصويب مسار التاريخ، معلنة أن لا سيادة إلا لمنطق المقاومة ومفهومها»، وتابع: «منذ ذلك اليوم أصبح المرور في شارع الحمرا له طعم بنكهة العزّ فكانت عملية الويمبي، إضافة إلى عمليات أخرى أمثال عملية نفق سليم سلام وعملية «الإيدن روك» بمثابة جرعة السمّ التي تجرّعها العدو في بيروت، ما أجبره على اتخاذ القرار بالخروج من سيّدة العواصم، مردّدا عبر مكبّرات الصوت: «يا أهل بيروت لا تطلقوا النار إننا راحلون».
أضاف مرعي: «اليوم وبعد مرور 35 عاماً لا تزال جذوة المقاومة مشتعلة ومَن راهن على العدو، متناسياً أنه لولا رصاصات خالد علوان وعمليات أهل بيروت الشرفاء، لكانت شوارع بيروت اليوم تحمل أسماء قادة العدو، ومن المؤسف أنّ مَن ولد من رحم اتفاق 17 أيار ومروّجي الصلح مع العدو الصهيوني، ومَن يتماهى معهم ما زالوا يشكلون حالة اعتراض على الاحتفال المميّز بعملية الويمبي الوطنية بأبعادها ومفاعيلها التي تستمرّ حتى يومنا الحاضر، موجّهين رسائل في كلّ اتجاه بالتحريض على كلّ فعل مقاوم، وإطلاق الاتهامات المسمومة، ضدّ أصحاب الفعل مسقطين من حساباتهم تأكيد هوية بيروت المقاومة، والتي كانت البداية لانطلاق العمل المقاوم على كامل الأراضي اللبنانية، وأسهم تحريراً لأرضه فتمزّقت عبر ضربات المقاومة اتفاقيات الذلّ والصلح المذلّ مع العدو الصهيوني».