نصرالله: المشروع الأميركي السعودي فشل في العراق ولبنان وعلى طريق الحسم في سورية عون ليس عميلاً لأحد بل يمارس قناعاته وهو ضمانة حقيقية
أكّد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، أنّ «ما يحصل في المنطقة هو في الأساس مشروع أميركي سعودي، وقد فشل في العراق ولبنان وعلى طريق الحسم في سورية»، ولفتَ إلى «أنّنا مصمّمون بقوّة على حسم المعركة في غرب الأنبار في القائم، ونتقدّم في البادية السورية في محيط مدينة الميادين وستتمّ استعادتها»، وأوضح أنّ «لحزب الله شرف المساهمة في إفشال المشروع الأميركي السعودي، والشهداء شاهدون على ذلك».
كلام السيد نصرالله جاء في كلمة له عبر الشاشة خلال الاحتفال التأبيني بذكرى أسبوع الشهيدَين علي الهادي العاشق ومحمد حسن ناصر الدين في بلدة العين البقاعية أمس، حضره وفد موسع من الحزب السوري القومي الاجتماعي ضمّ عضو الكتلة القومية النائب د. مروان فارس، منفذ عام البقاع الشمالي حسن نزهة وأعضاء هيئة المنفذية، مدير مديرية رأس بعلبك حكمت شعيب، مدير مديرية القاع خليل التوم، رئيس بلدية النبي عثمان علي نزهة وعدد من أعضاء هيئات المديريات في المنطقة.
وأشار السيد نصرالله إلى أنّ «أميركا ليست على عجلة من الانتهاء من «داعش»، لأنّ لهذا التنظيم وظيفة بتدمير الشعوب، وهذه سياسة أميركا في موضوع داعش»، وأضاف: «أميركا ما كانت تريد الانتهاء من «داعش» في جرود العين ورأس بعلبك والقاع، وضغطوا على الدولة والجيش وهدّدوا»، وتابع: «الجو الأميركي يمنع في بعض المناطق الجيش السوري وحلفاءه من التقدّم في مناطق سيطرة داعش»، وأعلن أنّ «لا حلّ مع «داعش» إلّا باستئصال هذا التنظيم».
واذ أكّد السيد نصرالله أنّه «لا يجوز أن يُترك تنظيم «داعش» لأنّه وجود سرطاني ويخطّط للعودة إلى لبنان»، اعتبر أنّ «الذي يؤخِّر حسم المعركة مع «داعش» هو أميركا»، وأضاف: «يجب حسم المعركة وجوديّاً مع «داعش»، لأنّ السماح ببقائه هو خطر على العراق وعلى سورية وعلى لبنان».
ولفتَ إلى أنّ «داعش يخطّط للعودة إلى القلمون الغربي وإلى جرود عرسال وإلى لبنان»، وقال: «حاول «داعش» أن يستعيد زمام المبادرة، وأن يرسل الانتحاريّين إلى عمق المحاور التي استعدناها»، ورأى أنّه «لولا تضحيات المجاهدين والدّماء التي نُزفت هناك، كان يمكن أن تأخذ الأمور منحىً مختلفاً في المعركة»، وخلص إلى أنّ «هؤلاء الشهداء استشهدوا في معركة لا بُدّ منها لحين إزالة «داعش» من الوجود، وهذه الدماء اليوم هي التي صنعت الانتصارات وهي التي تصنع الانتصارات».
ورأى السيد نصرالله أنّ تصريح وزير الدولة السعودي لشؤون الخليج ثامر السبهان حول حزب الله يتضمّن إيجابيّات مهمّة، وقال: «السبهان يعترف بحزب الله قوة إقليميّة، ويعترف أنّه لا يمكن مواجهة حزب الله إلّا بتحالف دوليّ صارم»، وسأل: «من أين سيأتي السبهان بهذا التحالف الدولي؟»، وأضاف: «السبهان في تصريحه يسلّم بأنّ العقوبات الأميركية لن تحلّ الموضوع، وهذا أمر جيد»، وشدّد على أنّ «الأمن الإقليمي يتحقّق حين لا تتدخّل السعودية وأميركا في المنطقة»، مؤكّداً أنّ «حزب الله هو من جملة العوامل الأساسيّة لتحقيق الأمن الحقيقي لشعوب المنطقة».
وأكّد أنّ «السعودية هي من يمنع الأمن والسلام في كلٍّ من اليمن والبحرين والعراق وصولاً إلى باكستان»، وأضاف: «السعودية هي الخطر على الأمن والسلام الإقليمي إلى جانب «إسرائيل»، فهي فرضت الحرب على اليمن وأرسلت قوّات إلى البحرين ومنعت الحوار».
وعن مشروع العقوبات الأميركيّة على لبنان، أكّد السيد نصرالله: «قانون العقوبات الأميركيّة لن يغيّر في موقف حزب الله في مواجهة الهيمنة الأميركيّة في المنطقة»، وأضاف: «من هو جاهز ليضحّي بالدم إذا عوقب بالموضوع المالي لا يغيِّر مواقفه».
وحول خلفيّة هذه العقوبات، رأى أنّ «كلّ ما كانوا يستطيعون فعله عسكرياً وأمنيّاً وسياسياً وإعلامياً وتوحّشياً قاموا به وفشلوا، والآن يريدون معاقبة من وقفوا في مواجهة مشروعهم»، وأضاف: «هناك خشية في لبنان بأنّ العقوبات ستؤثّر على الوضع المالي والاقتصادي في لبنان، لكنّ هذا الوضع ليس جديداً».
وإذ أعلن دعم حزب الله «للمسعى الرسمي اللبناني الحكومي الذي يحاول عزل الاقتصاد اللبناني عن تأثيرات قانون العقوبات»، اعتبر أنّ «القرار الأميركي أكبر من الدولة اللبنانيّة»، مؤكّداً أنّ «لا قانون العقوبات الأميركيّة ولا التهديدات «الإسرائيليّة» ولا التهويلات السعودية تؤثِّر علينا»، ومشدّداً على أنّ «لدينا في هذا العصر دماً وسيفاً وكلاهما ينتصر»، ومعلناً أنّ «محورنا اليوم أقوى حال نسبة إلى أيّ زمن مضى».
أضاف: «لا تخيفنا كلّ التهديدات لا الأميركية ولا «الإسرائيلية»، وما مضى كان أخطر بكثير، أمّا اليوم فنحن في أقوى حال نسبةً لأيّ زمن مضى، نحن أقوى خبرة وتجربة وأشدّ بصيرة، ومجاهدونا لا يخافون أيّ جبّار مثل ترامب والسبهان»، مؤكّداً أنّ «الاستقرار والسلم، وهو ما نريده في بلدنا، وأيضاً تكمل الحكومة السلسلة وتدفع رواتب، وتهتمّ بخدمات الناس، وأن يكون لبنان واحداً موحّداً عزيزاً سيّداً حرّاً مستقلاً، واليد التي ستمتدّ على هذا البلد أيّاً تكن ستُقطع، وسيكون المتآمرين مصيرهم الفشل».
وأكّد أنّ «الرئيس ميشال عون حليف وليس عميلاً لحزب الله، وما يزعج الأميركيّين أنّهم يريدون عون عميلاً لهم، أو يخاف، ولكن فخامة الرئيس ميشال عون لم يكن كذلك وليس كذلك، بالتأكيد ليس عميلاً لأحد، هو زعيم مستقلّ يمارس قناعاته، إنّه رئيس يعبِّر عن أغلبيّة شعبيّة لبنانيّة، وهو ضمانة حقيقيّة، وكلّ ما يقوله الأميركي لن يقدّم ولن يؤخّر».
وقال «للّذين يفكرون باستهدافنا، ليحسبوا حساباتهم جيداً».
وفي ما يتعلّق بالشهيد العاشق الحاج عباس ، قال السيد نصرالله: «الحاج عباس من بداية شبابه التحق بالمقاومة مجاهداً»، وأضاف: «التحق بالمقاومة مِن العين البقاعيّة إلى الخطوط الأماميّة في الجنوب، وهذه ثروة وطنيّة»، ولفتَ إلى أنّه «كان أحد قادة المقاومة في الجنوب وأحد قادة التحرير الأول عام 2000»، وأنّه «بعد العام 2000 استمرّ في عمله في التحضير ببناء القوّة والجاهزيّة، وكان قائداً في القوة الخاصة وأحد قادة المقاومة في حرب تموز 2006»، وتابع: «الحاج عباس هو أحد القادة الميدانيّين الذين صنعوا الانتصار في تموز عام 2006 بصموده وخبرته، وأحد القادة الميدانيّين الأساسيّين على امتداد الجبهات، وهو أحد قادة التحرير الثاني».
وقال: «الحاج عباس حضر في المعركة بوجه الإرهاب التكفيري في كلّ الميادين من القصير إلى معركة جرود عرسال ومعركة القلمون الأخيرة تحت عنوان وإنْ عدتم عندنا»، وكشف أنّ «الحاج عباس العاشق لم يتردّد عن الالتحاق بالجبهة في أيّ معركة».
وأردف السيد نصرالله القول: «عندما تقف أمام الحاج عباس تأخذ فكرة عن شخصيّته، فهو الحاج المتديّن الخلوق المؤدّب الليّن الجانب، إلى جانب الصلابة والقتال في المعركة والمربّي والأب والصبور والحكيم»، وأضاف: «من أهم مميّزات الحاج عباس هو الحضور المباشر وفي الخطوط الأمامية في الميدان»، ورأى «أنّنا نعيش ببركة تضحيات ودماء وآلام عائلات هؤلاء الشهداء».
وحول سيرة الشهيد ناصر الدين، قال: «الشهيد محمد ابن العشرين عاماً ملتزم دينيّاً وجهادياً منذ الصغر، ولم يتوانَ عن تلبية نداء الواجب في يوم من الأيام».
وباعتبار أنّ الشهيد ناصر الدين وحيد عند أهله، سلّط السيد نصرالله الضوء على هذا الموضوع، وقال: «في مقاومتنا عشرات الشهداء من الشباب الذين كانوا يصنّفون بالأبناء الوحيدين في عائلاتهم»، وأضاف: «في مواجهة «إسرائيل» وفي الحرب القائمة في مواجهة الإرهاب التكفيري، قضى العشرات من هؤلاء الشهداء وهذه ميزة وثروة للبنان»، ولفتَ إلى أنّ «حزب الله لا يقبل أن يذهب الشاب الوحيد عند أهله إلى جبهات الجهاد إذا لم يأخذ إذن الوالدين»، مشيراً إلى أنّ في بعض الحالات كنّا نتأكّد أنّ الشاب أخذ إذناً من والدَيه»، وكشف أنّه «مرّت فترة منعنا الشاب الوحيد حتى مع توقيع الأب والأم، لكنّ الأهل كانوا يضغطون علينا للسماح لأولادهم بالذهاب إلى الجبهة».
وحول من سيستغلّ من اللبنانيين هذا الموضوع، قال: «لكلّ الذين ستستمعون خلال الأشهر المقبلة لأكاذيبهم حول أنّ الحزب يفرض تجنيداً إجبارياً أو الشاب يذهب من أجل الفلوس، هذه الأكاذيب لا تنطلي علينا».
وكان الاحتفال استُهلّ بفيلم وثائقي عن الشهيدَيْن العاشق وناصر الدين.
وألقى حسن علي العاشق نجل الشهيد العاشق كلمة، أكّد فيها الاستمرار على خُطى والده «الذي عرفته كلّ الروابي والجبهات».
ثمّ ألقى حسن ناصر الدين والد الشهيد ناصرالدين كلمة، أشار فيها إلى استشهاد ابنه في ذكرى ميلاده يوم 29 أيلول، وقال إنّ ولده «لطالما تمنّى الشهادة»، متوجّهاً إلى روحه بالشكر على «الفخر العظيم الذي أهديته يا بنيّ لنا، بحيث صرنا جزءاً من عوائل الشهداء».