منفّذ حكم الشعب ينتصر مجدّداً
يوسف الصايغ
بعد 35 عاماً أرادوه يوماً للمحاكمة والقصاص، فإذ به يتحوّل وقفة عزّ لتأكيد خيار المقاومة ورفض منطق العمالة للعدو.
ظنّوا أنّ حبيب الشرتوني بات وحيداً ولن يتردّد اسمه إلا داخل قاعة المحكمة، إلا أنّ آلاف الحناجر خرجت لتهتفَ تحت خفق الزوابع ورايات جبهة المقاومة باسم «الحبيب»، وملأت أرجاء محيط قصر العدل، وارتفعت القبضات والسواعد رافعة صور منفذ حكم الشعب، فكانت تحية الوفاء من أبناء الحياة، حياة العزّ والكرامة الوطنية، أبناء عقيدة الحياة إلى الأمين المؤتمَن قبل موعد «المحاكمة» فأصدر رفقاء حبيب حكم العزّ والنصر، استناداً إلى قانون البطولة المؤيَّدة بصحة العقيدة، مؤكّدين أنّ كلّ من حضر هو حبيب الشرتوني فكراً ونهجاً وفعل إيمان بما أقدم عليه قبل 35 عاماً، ليسقط مشروع تحويل لبنان كانتوناً ملحقاً بكيان العدو.
لم يكن الحكم على البطلين نبيل العلم وحبيب الشرتوني مفاجئاً، فالأجواء والتصريحات التي سبقت موعد الحكم أوحت به، وقد جاء مطابقاً لتصريحات آل الجميّل ومواقفهم، وهم مَن وضع الحكم مسبقاً في سياق الاقتصاص من مشروع المقاومة وفكرها اللذين يمثلهما حبيب الشرتوني.
هناك مَن يرى أنه من الطبيعي أن يفتح هذا الملف في زمن أصبح فيه قاتل رئيس حكومة لبنان رشيد كرامي خارج قضبان السجن بموجب عفو عام عمل فريق ما كان يُسمّى بـ «14 آذار» على إنجازه في زمن ثورة مزعومة ليقتل الرشيد مرّتَيْن.
بناء على ما سبق، فإنّ الحكم الصادر بحق حبيب الشرتوني ونبيل العلم، يشي بأنّ هناك مَنْ يدفع باتجاه النيل من المقاومة فكراً وثقافة، ولتصبح مقاومة العدو جرماً يعاقب عليه القانون، ولتجريم كلّ شهيد قضى دفاعاً عن سيادة وحرية واستقلال لبنان بوجه العدو، ولتبييض صفحة كلّ مَن خان وطنه ونثر الأرُزَّ وأقام الصلح وحفلات الشاي وقدّم الوطن على طبق العمالة… إنها حقاً لمفارقة، أن لا يتمّ التمييز بين فعل المقاومة وفعل الخيانة.
إنّ التاريخ وحده يُصدر حكمه ويُنصف الأبطال الذين مارسوا فعل البطولة لإنقاذ وطنهم، وهولاء الأبطال الذين مارسوا فعل البطولة تدوّن أفعالهم وأسماؤهم في صفحات العزّ، ولن ينال مقاصدهم الشريفة حكمٌ جائرٌ.
ولأنّ الحقيقة لا تحجبها قرارات وأحكام، خرج منفّذ حكم وإرادة العدالة الأمين حبيب الشرتوني وظهر في عيون كلّ مَن هتف باسمه، لينتصر مجدّداً بعدما انتصر قبل 35 عاماً بإسقاطه مشروع تهويد لبنان متسلّحاً بسلاح الحق، حق الدفاع عن الوطن وإسقاط كلّ مشاريع التآمر والخيانة، ويهزم مجدّداً كلّ مَن برّر فعل العمالة والوصول إلى سدّة رئاسة الجمهورية على ظهر الدبابة «الإسرائيلية».
بعد 35 عاماً على فعل البطولة صدر الحكم الذي لا يعدو كونه محاولة للنيل من عزيمة مَن آمن بأنّ إنقاذ الوطن هو مسؤولية ملقاة على عاتقه، وبدلاً من أن يُكرّم حبيب الشرتوني بعد حمله لواء الانتصار للمشروع الوطني ومنع استكمال المخطط الذي كان مرسوماً للبنان من قبل أرييل شارون وبشير الجميّل، نجد أن هناك مَن أراد أن يسير عكس حكم التاريخ ومنطق العدل والعدالة التي لم تجد مَن ينتصر لها، في القضاء اللبناني، كما فعل حبيب الشرتوني قبل 35 عاماً كي يبقى لبنان وطناً لجميع أبنائه بعيداً عن مشاريع التقسيم والتفتيت وكانتونات الطوائف.
ناموس عمدة الإعلام
في الحزب السوري القومي الاجتماعي