«القومي» في مئوية «وعد بلفور»: فلسطين عنوان الصراع والمعركة هي معركة المصير القومي على امتداد ساحات الأمة
اعتبر الحزب السوري القومي الاجتماعي أنّ «وعد بلفور» المشؤوم، الذي أعلنته بريطانيا قبل مئة عام، وقضى بإقامة وطن قومي لليهود على أرض فلسطين، شكّل سابقة في تاريخ الأمم والشعوب، باستلاب الأرض من أصحابها وإعطائها لآخرين من كلّ أصقاع الأرض.
وفي بيان أصدره أمس لفت عميد الإعلام في الحزب معن حمية إلى أنّ «وعد بلفور» هو شكل من أشكال الاحتلال الاستعماري، عدا عن أنّه أطلق يد العدو اليهودي العنصري الاستيطاني حتى يمارس كلّ صنوف الإرهاب، عبر قتل الفلسطينيّين وإبادتهم وتهجيرهم من أرضهم، ومن نتائج هذا الوعد المشؤوم قتل الأطفال والنساء والشيوخ بواسطة المجازر المروّعة، وهذه جرائم موصوفة ضدّ الإنسانية.
أضاف حمية: على الرغم من هذا السجلّ الإرهابي لكيان الاحتلال اليهودي، فإنّ صاحبة الوعد، بريطانيا الاستعمارية، تحتفل بمرور مئة عام على وعد بلفور وبحضور رئيس كيان العدو، في تأكيد على المؤامرة التي حاكتها دول الاستعمار لسلخ جزء عزيز من أمّتنا ومنحه لأعدائنا، وذلك وسط صمت دوليّ وتواطؤ عربي.
وتابع حمية: ما تمرّ به أمّتنا اليوم، وما تتعرّض له من إرهاب، خصوصاً في الشام والعراق، هو امتداد لوعد بلفور، لكنّ صمود شعبنا وتصدّيه لمحاولات طمس حقنا وحقيقتنا، أبقى فلسطين حيّة في الوجدان والذاكرة، وقد تعمّد هذا الصمود بدماء مئات الآلاف من الأبطال المقاومين، وها هي الدماء التي سالت من أجل أن تبقى مسألة فلسطين حيّة، تلاقيها الدماء التي تسيل لتروي تراب الشام وتُسقط المخطّط الإرهابي اليهودي الذي يريد أن يجعل من سورية عنواناً لنكبة جديدة. إنّ أبناء الحياة في أمّة الحياة، كانوا السدّ المنيع في وجه ما يخطَّط للشام والعراق، وها هم أبناء الشام والرافدين يرسمون بدمائهم معادلة النصر، في دمشق وبغداد، من أجل أن تبقى القدس منتصرة وقبلة المقاومين الأبطال.
وأكد حمية أنه في ظلّ ما تشهده أمّتنا من مؤامرات تستهدف القضاء على حقيقتنا وهويّتنا ووجودنا، ندعو إلى تصويب البوصلة مجدّداً إلى حيث الهدف الحقيقي، إلى جنوب الجنوب، إلى فلسطين، عنوان الصراع المصيري والوجودي. فما نواجهه من إرهاب، هو ترجمة لمؤامرة تزوير حقيقة التاريخ والجغرافيا، التي تتوالى فصولها ولن تتوقّف إلّا بفعل المقاومة التي توصلنا إلى تحقيق أهدافنا في التحرّر والتحرير.
إنّ الحزب السوري القومي الاجتماعي، يؤكّد في هذه الذكرى الأليمة بأنّ إسقاط «وعد بلفور» لا يتمّ إلّا من خلال اعتماد المقاومة نهجاً وخياراً، لأنّ المقاومة هي السبيل الوحيد لتثبيت الحق وطرد الاحتلال، وإنّ ما يرعب العدو اليهوديّ هو ثقافة المقاومة التي تنشأ عليها الأجيال الجديدة لمواصلة الصراع ضدّ الاحتلال والعدوان.
كما نؤكّد بأنّ المعركة هي معركة المصير القومي من الشام إلى القدس إلى بغداد، إلى باقي أرجاء أمّتنا التي أسقطت على مرّ التاريخ والأزمنة والعصور كلّ المحتلّين والغزاة، ولن يعجزها أن تسقط أيّ تنين جديد على اختلاف مسمّياته.
واعتبر حمية أنّ المهمة الأولى هي تصعيد النضال والمقاومة، ومواجهة ما يحضّر لأمّتنا من مؤامرات، وهذه المواجهة لا تنحصر بالمباشر فقط مع عدوّنا اليهودي والقوى الداعمة له، بل المواجهة ستكون مع يهود الداخل الذين باعوا فلسطين لليهود بثلاثين من الفضّة، وها هم اليوم بأنظمتهم البالية يمارسون التطبيع الحرام مع الكيان الصهيوني.
في مئوية «وعد بلفور»، عهدُنا أن نبقى على نهج المقاومة، ووعدُنا أن نسقط وعدَهم المشؤوم مهما كانت التضحيات.