100 عام على وعد «بلفور».. والمقاومة مستمرّة
مرّت أمس ذكرى 100 عام على الوعد المشؤوم الذي أطلقه وزير خارجية بريطانيا في الثاني من تشرين الثاني/ نوفمبر عام 1917، آرثر بلفور إلى المصرفي اليهودي والعضو في حزب المحافظين البريطاني ليونيل والتر روتشيلد.
الوعد نصّ على إقامة وطن قومي لليهود في فلسطين، وشكل بداية إعلان دولة «إسرائيل»، الذي تمّ في الرابع عشر من أيار/ مايو 1948، وهو اليوم نفسه الذي أعلنت فيه بريطانيا نهاية انتدابها على فلسطين.. كان تسليماً وتسلّماً استعماريين في فلسطين.
مئة عام من الظلم، تعني مئة عام من القتل والفتك والإجرام الصهيوني، تعني مئة عام من التشرد والشتات، ولكن يقابلها مئة عام من النضال والمقاومة، وأكثر من ذلك يقابلها تمسك شعبي فلسطيني وطني يتماهى بالسير قدماً نحو التحرير والمواجهة المتعدّدة المجالات سياسياً وعسكرياً وعلمياً وتثقيفياً.
برهن استمرار مقاومة شعبنا الفلسطيني لهذا السرطان الاستيطاني على امتداد 100 سنة من الدماء والآلام والتضحيات والمعتقلات، على أن لا وطن بديلاً للفلسطينيين عن فلسطين.
وفي السياق، قال وزير الدولة لشؤون الإعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة الأردنية محمد المومني، إن وعد بلفور المشؤوم هو محطة سوداء في تاريخ الإنسانيّة.
وقال المومني في تصريحات أمس: إن وعد بلفور المشؤوم، يُعَدّ محطة سوداء في تاريخ الإنسانية التي لن تنسى هذا اليوم المشؤوم الذي شُرّد فيه شعب كامل من أرضه وكان بداية لأزمة كانت وما زالت مستمرة حتى اليوم.
من جهتها، جدّدت حركة عدم الانحياز تضمّ في عضويتها 120 دولة تأكيد الموقف الثابت والراسخ لها، بدعم الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة من أجل إنهاء الاحتلال وإقامة دولته المستقلة.
ورحّب بيان صادر عن حركة عدم الانحياز في نيويورك، باتفاق المصالحة الوطنية الفلسطينية، الذي تمّ توقيعه خلال شهر تشرين الأول/ أكتوبر الماضي برعاية مصر.
على الصعيد البريطاني، رفض زعيم حزب العمال البريطاني المعارض، جيريمي كوربين، المشاركة في احتفالات الحكومة البريطانية في الذكرى المئوية لوعد بلفور، بما فيها فعالية رسمية في لندن بحضور بنيامين نتنياهو.
وأفادت وسائل الإعلام بأن جيريمي كوربين رفض الدعوة لارتباطه بـ «التزامات أخرى»، بحسب حزبه.
جدير بالذكر أن حزب العمال البريطاني واجه في السابق اتهامات بمعاداة السامية، كما تعرّض جيريمي كوربين نفسه لانتقادات بسبب لقائه مع أعضاء في حزب الله اللبناني وفي حركة حماس الفلسطينية.
وأكدت الحكومة البريطانية أن لا نية لديها للاعتذار عن إصدار وعد بلفور، كما يطالب به الفلسطينيون، معربة عن افتخارها بالدور الذي لعبته بريطانيا في قيام «إسرائيل»، مؤكدة أن الوعد قد «ضمن حقوق الشعوب والديانات الأخرى في أرض إسرائيل».