ترامب يخدع بن سلمان والقبيلة أضعف من أردوغان…!
محمد صادق الحسيني
معلومات متواترة من بطن الحوت الأميركي تفيد بأنّ ليلة القبض على الأمراء وأباطرة المال السعوديين من جانب بن سلمان هي من صنيعة ترامب، وأنها تشبه ليلة القبض على رموز ورجالات غولين من جانب أردوغان والتي كانت من فعل أوباما وأدواته في المنطقة..!
لكن الفرق هنا أنّ أردوغان أقوى بكثير من بن سلمان، وخصومه أضعف بكثير من خصوم بن سلمان، وتفكيك تركيا أصعب من تفكيك السعودية لأسباب كثيرة، وليس آخرها التركيبة العشائرية البدوية للسعودية…
هو كمين أُعدّ بعناية لبن سلمان للأسباب التالية:
1 ـ تمتين سيطرة الإيباك والمحافظين الجدد على الأوضاع في السعودية من خلال إيهام بن سلمان بأنّهم قاموا بإنقاذه من الانقلاب.
2 ـ ابتزازه وإرغامه على توقيع المزيد من عقود شراء السلاح من الولايات المتحدة بحجة مواجهة أخطار داخلية وخارجية انظر تصريح عادل الجبير أمس الاثنين 5 تشرين الثاني 2017… السعودية لها الحق في اتخاذ الإجراءات المناسبة ضدّ إيران… .
ـ توفير أكبر قدر ممكن من الأموال تمهيداً لتعويض أهالي قتلى 11 أيلول 2001، حيث تقدّر المبالغ التي يطالب بها هؤلاء من السعودية بـ ستة تريليونات دولار ستة آلاف مليار دولار .
ما فعلوه ضدّ أردوغان ومعهم بن زايد وآخرون متورّطون تدور الدوائر اليوم وينقلب السحر على الساحر، ولكن هذه المرة كما ذكر أعلاه الدولة السعودية الثالثة والقبيلة والمذهب الوهّابي وجنود محمد بن عبد الوهاب كلهم في مهبّ رياح ترامب، الذي سيكسب ثلاثة أضعاف ما كسبه في حفلة رقصة السيف الشهيرة…!
إنه التاريخ الذي يُعيد نفسه، المرة الأولى كان تراجيدياً، ولكن هذه المرة مهزلة ويثير الشفقة، لأنّ ما تفعله القبيلة الآيلة للانقراض ببلاد الحرمين الشريفين يذكّرنا بكيفية انتهاء الدولتين الأولى والثانية للسعودية…!
الدور الوظيفي للدولة السعودية وصل نهاياته المرسومة له، والبقرة الحلوب ينضب ليس فقط حليبها، بل ونفطها أكثر…!
يقول المثل الإيراني الشهير:
إذا أردت أن تجعل حكماً يضيع سلّم المهام الكبيرة بيد الصغار والمهام الصغيرة أشغل بها كبار القوم…!
إنها دولة وبلاد الحرمين الشريفين يتمّ تسليمها بعناية وترتيب ودراية وبرمجة مدروسة لمن يسمّيه أهل تلك البلاد بالدبّ الداشر!
فهل بدأ العدّ العكسي للعودة إلى الدرعية…!؟
واستعادة يمن الألف عام سيادة الجزيرة العربية وسلطنة البحار..!؟
مسيرة الألف ميل تبدأ بخطوة…!
إنه الانقلاب الفخّ أو الانقلاب الوهم، لا فرق، ومقبل الأيام يدقّ جرس الإنذار لما يغيّر وجه المياه الدافئة، بعد أن انتقلت اللعبة من بلاد الشام الى بحيرة الخليج الفارسي!
بعدنا طيّبين، قولوا الله…